مأدبة إفطار للمحتاجين بالموصل في رمضان

في إطار مشروع «فرحة اليتيم»

شرطي عراقي يتبرد تحت دش عام  في شارع بوسط بغداد (إ.ب.أ)
شرطي عراقي يتبرد تحت دش عام في شارع بوسط بغداد (إ.ب.أ)
TT

مأدبة إفطار للمحتاجين بالموصل في رمضان

شرطي عراقي يتبرد تحت دش عام  في شارع بوسط بغداد (إ.ب.أ)
شرطي عراقي يتبرد تحت دش عام في شارع بوسط بغداد (إ.ب.أ)

في مشهد غير مألوف في مدينة الموصل، التي كانت ذات يوم معقلا لمقاتلي تنظيم داعش في العراق، يهرع متطوعون شبان للبلدة القديمة، من أجل المساعدة في تجهيز مأدبة إفطار رمضاني للمحتاجين. وهذا أول رمضان يحل على الموصل، بعد طرد تنظيم داعش منها العام الماضي.
وتبرع أحد المحسنين، الذي طلب عدم ذكر اسمه، بتكلفة مأدبة الإفطار، وتوزيع ملابس العيد على المحتاجين في الموصل. ويأتي ذلك في إطار مشروع «فرحة اليتيم» الذي يقول أحد منظميه، إن متطوعين يقدمون فيه الطعام للعشرات من سكان المدينة، الذين يشعرون بأن المسؤولين يهملونهم.
وتمثل هذه المأدبة طوق نجاة لكثيرين من أهل الموصل، مثل أرملة تدعى مروة خالد، وهي أُم لثلاثة أطفال، قتل متشددو تنظيم داعش والدهم.
وقالت مروة خالد: «لقد عانينا كثيرا خلال حكم (داعش). لم يكن لدينا طعام، ولا مياه صالحة للشرب، ولا ملابس. هؤلاء الأطفال يتامى قُتل والدهم على يد (داعش). ما زلنا نعاني حتى أننا لا نملك شهادة وفاة لزوجي. لا أحد يرعانا. وأثناء حكم (داعش)، كنا نأكل حنطة (قمح)، طحين (دقيق). لم يكن لدينا وقود أو غاز لطهي الطعام أو الخبز. كنا نجمع الأخشاب من الطرق لاستخدامها كوقود».
وقال مدير مشروع «فرحة اليتيم» في الموصل، قيدار محمد: «أُقيمت مأدبة إفطار في المدينة القديمة تحديدا، وذلك بالنظر إلى الظروف الصعبة التي تمر بها المدينة، وعدم التفات أي شخصيات كبيرة للمدينة. قمنا نحن بمبادرة من شخص خيِّر واحد، شخص واحد قام بمأدبة إفطار بأكملها، وتوزيع ملابس. فعملنا نحن بجهد شخصي لله سبحانه وتعالى». واستعادت القوات العراقية الموصل من التنظيم المتشدد في يوليو (تموز)، بعد حملة عسكرية ضارية استمرت تسعة أشهر، بدعم من تحالف تقوده الولايات المتحدة، وتسببت في تدمير معظم المدينة الواقعة في شمال العراق. وبعد أشهر من إعلان العراق استعادة السيطرة الكاملة على المدينة، بدأت الحياة تعود لأجزاء كثيرة منها؛ لكن معظم البلدة القديمة، التي شهدت أشرس المعارك، لا تزال مُدمرة بالكامل تقريبا.
وقالت الحكومة العراقية إنها تحتاج ما يصل إلى 100 مليار دولار، لإعادة إعمار المدن التي دمرتها الحرب، ودعت المستثمرين الأجانب في يناير (كانون الثاني) للمساعدة في عملية إعادة الإعمار بعد هزيمة تنظيم داعش.



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.