بينما تفقد رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق قايد صالح جاهزية الضباط والجنود، بمواقع عسكرية بالحدود مع مالي (جنوب)، كشفت صحيفة محلية، بأن السلطات الجزائرية قررت تسليم 105 متطرفين ماليين، أدانهم القضاء بتهم الإرهاب وقضوا فترة قصيرة في السجون.
ونشرت وزارة الدفاع أمس خطابا ألقاه صالح على أفراد الجيش، بـ«الناحية العسكرية السادسة» بتمنراست (1900 كلم جنوب العاصمة)، تضمن «حرص السلطات على غرس روح الانتصار في أذهان وعقول الأفراد العسكريين، وتلقينهم طرق ومناهج وأساليب تحقيقه ميدانيا». مشيرا إلى أن ذلك «هو صلب الاهتمام الذي توليه القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، توافقا مع الحرص الذي يـبديه السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على بلوغ كافة محاور الجهد التطويري لأهدافه السامية المرجوة بل المرسومة».
وقال الضابط السامي صاحب، إن الجيش «يدرك أن حضوره الدائم، إلى جانب المواطنين، ومثابرته المستمرة على توفير كافة عوامل الأمن والاستقرار على طول حدودنا الوطنية المديدة، وفي كافة مناطق وجودهم، هو ما يمثل في حد ذاته مبعثا قويا من بواعث الشعور بالطمأنينة وراحة البال، ودافعا آخر من دوافع تمتين اللحمة بين الشعب وجيشه، ولنا في مدارس أشبال الأمة التي تزخر بها كل جهات وطننا، خير مثال على هذا التلاحم بين الشعب وجيشه في جنوبنا الكبير، وفي غيره من ربوع الوطن». و«أشبال الثورة»، مدارس شبه عسكرية يدرس بها الآلاف من الأطفال تم إطلاقها بعد الاستقلال، بغرض «إحداث تواصل بين جيل ثورة التحرير وجيل الاستقلال»، بحسب الخطاب الرسمي. وبحسب صالح، الذي ينسب له رغبة خلافة بوتفليقة في الحكم: «من الضروري أن يكون جيشنا الوطني على علم بوتيرة المتغيرات، وتسارع الأحداث في العالم وعلى وعي تام بما تحمله من مخاطر وتهديدات، حتى يدركوا حجم التحديات التي يتعين عليهم رفعها، وحجم الجهود التي يستوجب عليهم بذلها». وحث هؤلاء الكوادر، على أن «يظلوا دوما قدوة يقتدي بها مرؤوسوهم، في كل مجالات المهنة العسكرية». وأضاف رئيس الأركان، وهو في الوقت نفسه نائب وزير الدفاع، أن الجيش «تمكن من المحافظة على أعلى درجات الجاهزية القتالية في كل وقت وحين، والتكيف الملائم والصحيح مع كل المتغيرات والمستجدات ومع كل أشكال التهديد، وفي هذا الإطار، لا شك، أن مهمة مكافحة بقايا الإرهاب، هي مهمة متواصلة لن ينتهي مشوارها إلا بالقضاء على هذه الآفة التي لم ولن تحول دون مواصلة الجزائر مشوارها الآمن والمستقر».
في السياق نفسه، نشرت صحيفة «الوطن» الفرنكفونية في عدد أمس، أن الجزائر سترحل 105 ماليين متورطين في أنشطة إرهابية، إلى بلدهم عن طريق الطائرة. ونقلت عن «مصدر مالي» أن السلطات تتحاشى نقلهم إلى الحدود عن طريق البر «لخطورتهم». وأن تسفيرهم عن طريق الجو كان بناء على تشاور مع باماكو. وأوضحت الصحيفة أن المتطرفين الماليين «انخرطوا في شبكة إجرامية لديها امتدادات في 5 ولايات بجنوب البلاد، وكانت تسعى لإقامة قاعدة خلفية للجماعات الإرهابية النشطة في شمال مالي»، الحدودي مع الجزائر. وأضافت بأن المتطرفين الماليين ينتمون في غالبيتهم لتنظيم «أنصار الدين»، بقيادة المتطرف المالي إياد آغ غالي، المطلوب رقم 1 من طرف سلطات بلاده ومن فرنسا أيضا. وتابعت الصحيفة بأن هؤلاء الإرهابيين «كان بين أيديهم إمكانيات (لوجيستية) معتبرة تسمح لهم بالانتشار في مدن الصحراء، وبخاصة في تمنراست وإليزي وغرداية». وأشارت إلى أن بعضهم اعتقل بالعاصمة. وقالت أيضا إن اكتشاف المخطط الإرهابي، تم بفضل معلومات عن تحركاتهم وفرها إرهابيون سلموا أنفسهم للجيش.
الجزائر: تسليم 105 ماليين متورطين في الإرهاب
رئيس أركان الجيش أشاد بـ«جاهزيته القتالية العالية»
الجزائر: تسليم 105 ماليين متورطين في الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة