«القاعدة» خطط لتسميم أنفاق قطارات نيويورك

جاسوس سابق أدى يمين الولاء لابن لادن

إجراءات أمنية مشددة في شوارع مانهاتن في نيويورك عقب حادث الدهس في نوفمبر 2017 (رويترز) - أيمن دين جاسوس «القاعدة» («الشرق الأوسط»)
إجراءات أمنية مشددة في شوارع مانهاتن في نيويورك عقب حادث الدهس في نوفمبر 2017 (رويترز) - أيمن دين جاسوس «القاعدة» («الشرق الأوسط»)
TT

«القاعدة» خطط لتسميم أنفاق قطارات نيويورك

إجراءات أمنية مشددة في شوارع مانهاتن في نيويورك عقب حادث الدهس في نوفمبر 2017 (رويترز) - أيمن دين جاسوس «القاعدة» («الشرق الأوسط»)
إجراءات أمنية مشددة في شوارع مانهاتن في نيويورك عقب حادث الدهس في نوفمبر 2017 (رويترز) - أيمن دين جاسوس «القاعدة» («الشرق الأوسط»)

في مقابلة مع تلفزيون «سي إن إن»، كشف جاسوس لصالح الغرب داخل تنظيم القاعدة أن التنظيم خطط لهجمات على نيويورك، ليس فقط جواً، ولكن أيضاً تحت الأرض. وأن «القاعدة»، بعد هجمات الطائرات في 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، خطط لإطلاق مواد كيماوية سامة في أنفاق قطارات تحت الأرض في نيويورك، التي يستقلها ملايين الناس كل يوم.
وقدم تلفزيون «سى إن إن» الجاسوس، وهو عربي الأصل، ويسمى «أيمن دين» أو «رمزي»، وهما اسمان مستعاران في برنامج «حياة مزدوجة: جاسوس داخل القاعدة» وكانت المقابلة معه بمناسبة صدور مذكراته، تحت عنوان: «9 حيوات: أهم جاسوس غربي داخل القاعدة». والتي قال فيها إنه مستعد لمواجهة ماضيه.
وقال تلفزيون «سي إن إن» إن دين كان من الأعضاء المؤسسين لتنظيم القاعدة مع أسامة بن لادن، وأقسم بالولاء له، وقبل سفره إلى أفغانستان كان قد اشترك في حرب البوسنة، لكنه في أفغانستان اختلف مع بن لادن حول الآراء المتطرفة للتنظيم، والعداء المستميت للغرب، والعمليات الانتحارية، وقتل المدنيين.
وفي وقت لاحق، تمرد دين على التنظيم، وكشف معلومات سرية عنه لوكالات استخبارات غربية، ثم صار عميلاً لوكالة «إم 16» الاستخباراتية البريطانية.
في مقابلة «سي إن إن»، قال دين أنه كشف، في عام 2002، بعد عام واحد من الهجمات الجوية، خطة «القاعدة» لتسميم أنفاق قطارات تحت الأرض في نيويورك. وذلك عندما سافر إلى البحرين في مهمة سرية لصالح الاستخبارات البريطانية.
وقال دين إنه، في البحرين، تواصل مع قادة في تنظيم القاعدة كان يعرفهم منذ 10 أعوام. ومن الذين قابلهم خبراء كانوا يعملون في معامل الأسلحة الكيماوية لـ«القاعدة» في أفغانستان. وهذه المرة، كان هدفهم تسريب غازات سامة في أنفاق قطارات تحت الأرض في نيويورك. وقالوا إن «القاعدة» تعمدت استهداف نيويورك مرتين: جواً، بهجمات الطائرات، وتحت الأرض بالغازات السامة.
وقال دين في مقابلة القناة التلفزيونية، التي أجرتها معه كريستيان أمانبور، كبيرة مراسلي القناة: «في الحقيقة، كنت منخرطاً في هذه الخطة (تسميم أنفاق القطارات)، لأنني كنت مدعواً للمشاركة فيها، ولأنني كنت من بين الذين شهدوا تطور وبناء هذا الجهاز (القنبلة التي ستستخدم في الهجمات)، وهم طلبوا مني التعليق على مدى دقة الخطة، ومدى تأثيرها».
من جهته، قال فيليب ماد، مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) إن خطة تسميم أنفاق القطارات «ليست معقدة كما تبدو من أول وهلة». وقال: «يمكن لأي شخص درس الثانوية العامة أن يقوم بذلك»، وعن مدى تأثيرها، قال: «يمكن أن يكون قتل العشرات من الأشخاص في محطة رئيسية».
في العام الماضي، نشرت «سى آي إيه» قرابة نصف مليون وثيقة تابعة لابن لادن، ولم تكن بينها وثيقة عن خط تسميم أنفاق القطارات. بعض الوثائق عن رأي بن لادن في الغرب، وعن زيارته إلى بريطانيا عندما كان عمره 13 عاماً. وفيها وثيقة بأنه لم يعجب بالمجتمع البريطاني والثقافة البريطانية. وأضاف: «حصلت على انطباع بأن البريطانيين شعب فضفاض أخلاقياً (استعمل الكلمة الإنجليزية «لوز»)... في ذلك الوقت، لم يسمح لي عمري بتشكيل صورة كاملة عن الحياة هناك... ورأيت أنهم (البريطانيين) مجتمع مختلف عن بلدنا».
وتوجد وثيقة في شكل سؤال وجواب بين الأب والابن. وتصف أحلام ورؤى الرجلين، بما في ذلك اليوم الذي تتحد فيه الدول الإسلامية بعد سنوات من الثورات والاضطرابات، ثم الوصول إلى سلام مع الدول الغربية، وكأنهما يقولان إن ذلك سيكون يوم يسود الإسلام في العالم.
وفى مدونة أخرى، كتب بن لادن توصيات عن مستقبل تنظيم القاعدة. وعن الثورات التي يتوقعها. ونصح بأهمية الاستفادة من المشاعر الإسلامية المتزايدة، ومن موجة الاضطرابات الشعبية في الدول الإسلامية.
وقبل عامين، نشرت مجلة «تايم» مقابلة مع دين قال فيها إن تنظيمي «القاعدة» و«داعش» ينظران إلى استفتاء بريطانيا، في ذلك الوقت، للخروج من الاتحاد الأوروبي «باهتمام كبير»، ورجح دين وقوع هجمات إرهابية في بريطانيا «لإقناع الناخبين بمغادرة الاتحاد الأوروبي».
وأضاف أن المتطرفين في تنظيمي «القاعدة» و«داعش» سيشاهدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «كخطوة أولى نحو تدمير الاتحاد الأوروبي، الذي يرونه خليفة للإمبراطورية الرومانية».
وقال دين إن كثيراً من آيديولوجية تنظيمي داعش والقاعدة «ينبعث من نظريات صراع الحضارات بين المسلمين والعالم غير المسلم، والتي صوغت في القرن السابع، عندما حارب المسلمون من أجل التفوق ضد الإمبراطورية البيزنطية (الرومانية) والإمبراطورية الفارسية».
وفي مقابلة «تايم»، قال دين إن الهجمات، في ذلك الوقت، في بروكسل وباريس هي «جزء من استراتيجية لتدمير المؤسسات والدول غير الإسلامية، وإثارة الصراع بين المسلمين وغير المسلمين في الشرق الأوسط». وأضاف: «يعتقدون أن هذه المعركة النهائية متوقعة في الكتب الدينية، وسوف تبشر بنهاية العالم».


مقالات ذات صلة

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (شرنة (أفغانستان))

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.