كولومبيا تنضم إلى «الشركاء العالميون» لحلف شمال الأطلسي

الناتو يعلن عن عقد جلسة لمجلس الناتو ـ روسيا نهاية الأسبوع

كولومبيا تنضم إلى «الشركاء العالميون» لحلف شمال الأطلسي
TT

كولومبيا تنضم إلى «الشركاء العالميون» لحلف شمال الأطلسي

كولومبيا تنضم إلى «الشركاء العالميون» لحلف شمال الأطلسي

تنضم كولومبيا الأسبوع المقبل إلى نادي «الشركاء العالميون» لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يضم أستراليا وأفغانستان وباكستان والعراق واليابان وكوريا الجنوبية ومنغوليا ونيوزيلندا. أعلن رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس أن بلاده ستحصل رسمياً الأسبوع المقبل في بروكسل على وضع «الشريك العالمي» للحلف الأطلسي، في سابقة لبلد من أميركا اللاتينية.
وكانت قد وافقت كولومبيا في ديسمبر (كانون الأول) 2016 على اتفاق يقضي بقيام تعاون عسكري «أكبر» مع الحلف الأطلسي للتعامل مع مرحلة ما بعد النزاع، وذلك بعد أول اتفاق سلام وقع بين الحكومة الكولومبية والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك).
ويتعاون «الشركاء العالميون» للناتو مع الحلف، دون أن يكون لهم عضوية كاملة، ويشارك العديد منهم في مهمات الحلف، كما تجري مشورتهم في العديد من المواضيع.
وقال سانتوس في كلمة متلفزة: «سنرسي رسميا في بروكسل الأسبوع المقبل، وهذا في غاية الأهمية، دخول كولومبيا إلى الحلف الأطلسي في فئة الشريك العالمي. سنكون الدولة الوحيدة من أميركا اللاتينية التي تحظى بهذا الامتياز». وأكد سانتوس الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2016 تكريماً لجهوده لوضع حد لنصف قرن من الحرب الأهلية في بلاده، أن الانضمام إلى الحلف الأطلسي «يحسن صورة كولومبيا» و«يسمح لها بلعب دور أكبر بكثير على الساحة الدولية».
وأوضح خبير العلاقات الدولية رافاييل بينييروس لوكالة الصحافة الفرنسية أن وضع «الشريك العالمي» للحلف الأطلسي يعني أن يكون البلد «في تحالف استراتيجي يقوم على التعاون العسكري». وأضاف الخبير الذي يدرس في جامعة «إكسترنادو» في بوغوتا أن هذا النوع من الشراكة أنشئ «لإقامة تحالفات استراتيجية خارج» أوروبا والولايات المتحدة وكندا بهدف الحفاظ على السلام العالمي. ولفت إلى أن هذا النوع من الانضمام لا يعني بالضرورة أن كولومبيا ستشارك في عمليات عسكرية يقوم بها الحلف.
وعلى صعيد متصل أعلن ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للحلف عن عقد مجلس الناتو - روسيا يوم الخميس المقبل. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ستولتنبرغ لمجلة «دير شبيغل» الألمانية الصادرة أمس السبت، وأكد ستولتنبرغ على أهمية اللقاء رغم استمرار الخلافات بين الجانبين، وقال: «لقد تحدثنا عن أوكرانيا والشفافية العسكرية وتقليل المخاطر وتدريبات القوات. ولا تزال هذه المواضيع ذات صلة». وأعرب ستولتنبرغ عن اعتقاده بأن أهمية الحوار ستظل باقية حتى وإن لم يتمكن الجانبان من الحد من التوتر «لا بد أن ندير علاقاتنا مع روسيا حتى نضمن أيضا ألا تخرج حوادث عن السيطرة».
يذكر أن مجلس الناتو روسيا هو أهم منتدى للمحادثات السياسية بين الحلف الغربي وروسيا، وسيكون لقاء الخميس هو أول لقاء منذ خريف 2017. وكان المجلس قد تم تأسيسه في 2002 بغرض دمج روسيا في عمل التحالف العسكري الغربي وبناء الثقة بين خصوم الأمس، ويضم هذا المجلس أعضاء الناتو الـ28 بالإضافة إلى روسيا ويتيح المجلس للجميع حقوقا متساوية. وكان الحوار قد تجمد في المجلس في الفترة بين يونيو (حزيران) 2014 حتى أبريل (نيسان) 2016، وكان أعضاء الناتو قد علقوا كل أشكال التعاون المدني والعسكري مع روسيا بسبب الصراع في أوكرانيا. ويتهم الغرب روسيا بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى الاتحاد الروسي بالمخالفة للقانون الدولي وبدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا التي جرى إسقاط طائرة الركاب الماليزية إم إتش 17 قبل نحو أربعة أعوام. وطالب الناتو والاتحاد الأوروبي، روسيا بالاعتراف بالمسؤولية عن هذه الحادثة. ومن جانبها، رفضت موسكو الدعوات لكي تتحمل المسؤولية عن سقوط الطائرة.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.