نقابة الإعلاميين بمصر ترفض وقف برنامج «رامز تحت الصفر»

اعتبرت الدعاية المضادة له «حرب إعلانات»

الملصق الدعائي لـ«رامز تحت الصفر» (الصفحة الرسمية للبرنامج بفيسبوك)
الملصق الدعائي لـ«رامز تحت الصفر» (الصفحة الرسمية للبرنامج بفيسبوك)
TT

نقابة الإعلاميين بمصر ترفض وقف برنامج «رامز تحت الصفر»

الملصق الدعائي لـ«رامز تحت الصفر» (الصفحة الرسمية للبرنامج بفيسبوك)
الملصق الدعائي لـ«رامز تحت الصفر» (الصفحة الرسمية للبرنامج بفيسبوك)

رفضت نقابة الإعلاميين في مصر اليوم (الثلاثاء)، مطالبات بوقف برنامج المقالب «رامز تحت الصفر»، الذي يعرض على إحدى القنوات العربية، لوجود تجاوزات داخل حلقات البرنامج، مؤكدة عدم رصد أي خروج عن النص حتى الآن في حلقات البرنامج.
وقالت الإعلامية سهام صالح وكيل أول نقابة الإعلاميين، في بيان صحافي اليوم، إن لجنة المتابعة والرصد داخل النقابة لجميع البرامج والمسلسلات بالقنوات المختلفة خلال شهر رمضان، لم ترصد أي مخالفات لبرنامج «رامز تحت الصفر» المعروض حالياً في مصر علي شاشة «إم بي سي مصر». وأوضحت أن ما يحدث من جدل حول البرنامج ودعاية ضده ما هي إلا «نفسنة (حسد) وحرب إعلانات».
وقالت صالح إن اللجنة داخل النقابة تعمل منذ بداية الشهر الكريم، ولم تسجل أي شكاوى ضد البرنامج على مستوى المؤسسات أو الأفراد. وأضافت: «من الواضح أن هناك حالة تربص بالبرنامج والقناة من بعض المنافسين، نظراً لكونهما الأكثر مشاهدة على مستوى مصر والوطن العربي».
وأشارت وكيل النقابة إلى أن اللجنة لم ترصد حدوث أي مشاكل في أي دولة عربية أخرى يتم عرض البرنامج على شاشتها، سواء في السعودية أو دول الخليج أو لبنان.
وأوضحت صالح أن «ما يحدث في مصر لا يخرج عن المنافسة الشرسة والمعتادة كل عام، والمتعلقة بالاستحواذ على نسب المشاهدة وكعكة الإعلانات التي تدور الحرب على التهام أكبر قطعة منها»، لافتة إلى أن «الكلام عن وجود تجاوزات داخل البرنامج ومطالبات البعض بوقفه يندرج تحت هذه الحرب». وأشارت إلى أن رصد التجاوزات ومراعاة الذوق العام والحفاظ على أخلاق المجتمع هو دور أصيل للجهات المعنية، وهي المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ونقابة الإعلاميين.
وقالت صالح إنه رغم أن قناة «إم بي سي مصر»، التي تعرض البرنامج هي قناة غير مصرية، وأن الشركة المنتجة للبرنامج لا تحمل الجنسية المصرية، وبالتالي لا يخضعان للقوانين المُنظمة داخل مصر، إلا أن أي قناة تعمل داخل مصر يتم رصد ما تبثه من قبل نقابة الإعلاميين. وأوضحت أن لجنة المتابعة بالنقابة تتابع جميع البرامج لرصد المخالفات، وإجراء تحقيق حولها مع إمكانية استدعاء القائمين على الوسيلة الإعلامية أو البرنامج لكتابة تقرير حول حقيقة الأمر، ورفعه إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لاتخاذ الإجراء اللازم طبقاً للصلاحيات التي كفلها له القانون.



الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
TT

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة
«صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

تعود أحداث فيلم «صيفي»، الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات، حيث يأخذ المشاهد في رحلة درامية مشوقة تسلط الضوء على طموح الثراء السريع والتحديات التي تواجهها المجتمعات في تلك الحقبة.

الفيلم، المرشح لجائزة مسابقة الأفلام الطويلة، يحكي قصة رجل أربعيني يُدعى صيفي محمد، الذي يعيش وهم تحقيق ثراء سريع باستخدام مهاراته المحدودة، إلا أنه يجد نفسه محصوراً بين فرقته الشعبية التي تُحيي الأفراح الجماعية، وإدارة متجره الخاص «شريط الكون» الذي يبيع فيه أشرطة كاسيت متنوعة، لا سيما تلك التي تتعلق بالخطب الإسلامية الممنوعة، التي يحصل عليها من المهدي حسام الحارثي، المستشار الديني لرجل الأعمال الشيخ أسعد أمان.

وفي خضم حياة مليئة بالتجارب الفاشلة، يعثر صيفي على شريط يحتوي على تسجيل سري بين الشيخ أسعد والمهدي، يكشف عن فضيحة تضع مكانة الشيخ الاجتماعية على المحك، بعدها يقرر صيفي خوض مغامرة خطيرة لابتزاز المهدي مالياً، مستغلاً سراً يمكن أن يُدمّر حياة الجميع. ومع تسارع الأحداث يضطر صيفي للاختباء في منزل طليقته رابعة، التي تشارك في جلسات تطوير الذات واستشفاء الطاقة، إلى جانب أختها رابية، حينها يجد في علاقتهما المضطربة فرصة للبقاء عندها أطول فترة ممكنة.

مخرج الفيلم وكاتب السيناريو، وائل أبو منصور، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن فكرة الفيلم جاءت من شخصية صيفي التي كانت مثيرة بالنسبة لي، فهو شخص يعيش وهم النجاح ولكنه لا يمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك، وهذا التناقض جذبني لشخصيته، وحاولت أن أقدم شخصية معقدة ترسخ في ذاكرة المشاهد.

وأوضح أبو منصور أن الفيلم يناقش قضايا حساسة مثل الابتزاز والفساد الديني، وهي مواضيع قد تثير الكثير من الجدل، وأضاف: «كان التحدي الأكبر بالنسبة لنا هو الحفاظ على التوازن في طرح هذه القضايا دون الإساءة للمعتقدات أو المجتمع أو الأجيال المختلفة، في المقام الأول، لقد كان من الضروري أن نكون حذرين في تقديم هذه المواضيع، بحيث لا نوجه اتهامات مباشرة أو نظهرها بطريقة يمكن أن تضر بالمجتمع أو تؤذي مشاعر الناس».

وتابع مخرج العمل: «حاولنا أن نعرض هذه القضايا من خلال السياق الدرامي الذي يثير التساؤلات ولا يقدم إجابات قاطعة، بل يحفز المشاهد على التفكير والنقد بشكل مفتوح، كانت هناك حاجة لإيجاد طريقة لتقديم هذه المواضيع بشكل واقعي، مع الحفاظ على احترام الأبعاد الاجتماعية والدينية. لكن الأهم من ذلك هو إيجاد الأسلوب الذي يعكس التعقيد البشري لهذه المواضيع، بدلاً من أن نقدمها بشكل سطحّي أو مسيء».

وفي ختام حديثه يقول أبو منصور إنه حرص على أن يكون «صيفي» متوازناً بين إظهار الحقيقة التي قد تحيط بهذه القضايا، والتأكيد على أن هذا لا يعكس المجتمع ككل، بل يعكس جزءاً من واقعه المعقد، وكان الهدف فتح حوار بنّاء بين الأفراد والمجتمع حول هذه القضايا، بدلاً من استغلالها لأغراض إثارة الجدل أو الهجوم.

تجدر الإشارة إلى أن الفيلم الذي تم تصويره في مدينة جدة الساحلية مطلع عام 2023، واستغرق العمل عليه 28 يوماً، روعي فيه اختيار مواقع تصوير تعكس تلك الحقبة الزمنية لتجنب إرباك المشاهد؛ حيث تم اختيار أحياء ومواقع قديمة من المدينة، ومنها حي الرويس وحي البغدادية العتيقة لتكون ساحات لتصوير مشاهد الفيلم».