مقتل 19 «إرهابياً» وكشف مخزن لملابس عسكرية تحت الأرض في سيناء

التحقيق مع 81 متهماً في «اللجان الإعلامية لـ«الإخوان»

TT

مقتل 19 «إرهابياً» وكشف مخزن لملابس عسكرية تحت الأرض في سيناء

قالت القوات المسلحة المصرية أمس، إن «قوات الجيش والشرطة قتلت 19 (إرهابياً) ينشطون بشمال ووسط سيناء الحدودية في تبادل لإطلاق النار، وألقت القبض على 20 مشتبها به في إطار العملية الأمنية الشاملة التي تجري في سيناء». بينما بدأت نيابة أمن الدولة العليا التحقيق في قضية اللجان الإعلامية لجماعة «الإخوان» المتهم فيها 81 من أنصار الجماعة بسبب قيامهم بـ«نشر أخبار كاذبة».
وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، في بيان له أمس، إنه تم القضاء على 10 من العناصر التكفيرية خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات أثناء عمليات التمشيط والمداهمة، وضبط عدد من الأسلحة والذخائر وأجهزة اتصال لاسلكية بحوزتهم بشمال ووسط سيناء، كما تم القضاء أيضاً على 9 آخرين وعثر بحوزتهم على 4 بنادق آلية وعبوة ناسفة معدة للتفجير ووسائل إعاشة، فضلاً عن توقيف 20 من المطلوبين جنائياً والمشتبه بهم. وأضاف الرفاعي أنه تم اكتشاف وتدمير عدد من المخابئ تحت الأرض عثر بداخلها على كميات من الذخائر والأسلحة ومواد الإعاشة وعدد من أجهزة الاتصال والمبالغ النقدية بشمال سيناء، كما تم الكشف عن مخزن تحت الأرض يحتوي على كمية من الذخائر والملابس العسكرية، ومجموعة من الكتب التي تحتوي على الفكر التكفيري بوسط سيناء، وتدمير ثلاثة أنفاق مجهزة في المنطقة الحدودية بشمال سيناء. وبدأت العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018» بمشاركة تشكيلات متنوعة من قوات الجيش والشرطة ضد «العناصر الإرهابية» في فبراير (شباط) للقضاء على المتشددين الذين يشنون هجمات على قوات الجيش والشرطة قُتل فيها عدد من أفراد الأمن والمدنيين على مدى سنوات. وقال الجيش المصري، أمس، إن القوات الجوية قامت باستهداف وتدمير عربة محملة بكميات من الأسلحة والذخائر بعد توافر معلومات استخباراتية تفيد بمحاولة اختراقها للحدود الاستراتيجية الغربية، وتدمير 9 سيارات و15 دراجة نارية من دون لوحات معدنية، وتفجير 3 عبوات ناسفة تمت زراعتهم على محاور التحرك المختلفة لاستهداف قواتنا بمناطق العمليات. وكثف المتشددون في سيناء هجماتهم بعد أن عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، في منتصف 2013 وسط احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاماً.
في غضون ذلك، تسلمت نيابة أمن الدولة العليا، أمس، ملف قضية «اللجان الإعلامية لجماعة الإخوان»، المتهم فيها 81 من أنصار الجماعة لاتهامهم بـ«نشر أخبار كاذبة، والانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف القانون»، وهي القضية، التي كانت تحققها نيابة حوادث جنوب القاهرة.
وأفادت تحريات الأمن الوطني في القضية بأن «المتهمين في القضية أنشأوا وأداروا وأسسوا مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال شركات تعمل في مجال الإنتاج الإعلامي، وبثوا من خلالها مواد عدائية ضد الدولة، وأخباراً كاذبة الهدف منها الإساءة إلى الدولة وتعطيل عمل مؤسسات الدولة». وبحسب التحريات فإن المتهمين أداروا مواقع «ميديا هاوس إيجيبت»، و«قصة»، و«وايت ميديا»، و«شبكة نقد»، وشركة فكرة للدعاية والإعلان، وارتكبوا من خلالها أعمالا عدائية تهدد الأمن القومي.
وتبين من التحريات أن «هذه المواقع تعمل في مجال الإنتاج الإعلام، وتتخذها جماعة (الإخوان) ستاراً لعمل لجانها الإلكترونية في تسويق ونشر الشائعات عن مؤسسات الدولة، ضمن مخططات التنظيم العدائية، التي تستهدف قلب نظام الحكم والاستيلاء على السلطة بالقوة».
ووفقاً للتحريات، فإن جماعة «الإخوان» لجأت إلى تأسيس عدة شركات إعلامية تحمل أسماء وهمية، لاتخاذها ستاراً لأعمالها غير المشروعة والعدائية، واستغلالها في نشر الأخبار الكاذبة والشائعات التي تستهدف الأمن القومي المصري.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.