شاشة الناقد: «سبيفاك»

«سبيفاك»… حالة يائسة
«سبيفاك»… حالة يائسة
TT

شاشة الناقد: «سبيفاك»

«سبيفاك»… حالة يائسة
«سبيفاك»… حالة يائسة

«سبيفاك»
‫> إخراج: أنطوني أبرامز، أدام لارسون برودر‬
> دراما | الولايات المتحدة - 2018
> تقييم: وسط

فيلم صغير ومستقل عن كاتب روائي قصير القامة كئيب الهيئة ومحبط بعد ثلاث سنوات ونصف من محاولة الخروج بفكرة يصنع منها رواية جديدة. اسمه وولي سبيفاك، ويقوم به مايكل باكول الذي سبق له أن كتب أفلاماً ولعب بعض الأدوار المتفرقة. نتعرف عليه وهو يشطب صفحة من كتاب يقرأه في مكتبة عامّـة، ثم وهو يجلس إلى مكتبه في منزله محاولاً الكتابة بلا فائدة تذكر.
المكتب الذي يجلس إليه غير منظم، والحيز الوحيد المتاح لكي يكتب ضيّق ومحاط بملفات وأوراق ربما للتأكيد على أن الرجل يمر بمحنة وجودية من دون أن يعرف ذلك بعد. لسبب ما، ما زال لديه صديقان ودودان، هما كيفن (إلدن هنسن) وروبي (مايكل سيرا) وهذان يقتحمان غرفته ويقنعانه بالتوجه معهما إلى مطعم لعلهم يمضون ليلة جميلة.
هذا لا يحدث، أو لا يحدث سريعاً. وها هم داخل سيارة روبي من جديد. سبيفاك نائم في المقعد الخلفي بينما يتفق الصديقان على مواصلة الرحلة وصولاً إلى لاس فيغاس. هنا يدخل الثلاثة نادياً اعتقدوا أنه سيكون مليئاً بأسباب السعادة: موسيقى ورقص. لكن ما يكتشفونه هو مكان يعج بالموسيقى فقط من دون زبائن. ها هو سبيفاك جالس ممعناً في لا شيء عندما تتقدم منه امرأة جميلة (ماجي لوسون) وتسأله إذا ما كان يود مصاحبتها.
يقبل الدعوة وهو مبهور بجمالها الفاتن، وأكثر ذهولاً بمبادرتها المفاجئة ليفاجأ في الصباح بأنه كان صيداً ليوم واحد، وأن لديها صديقاً ستتزوج منه. في تفسير الفيلم المتوعك أنها وصديقها اتفقا على هذه الطريقة الغريبة لتوديع حياة العزوبية.
هذا كله يقع في ثلث الساعة الأولى من الفيلم، وبعده تستمر الأحداث لتتحدث عن صداقته مع المرأة وصديقها اللذين يعرفانه على امرأة جميلة أخرى. كل ذلك وسواه والممثل، غير الجذاب أساساً، يتابع حالة واحدة من الاندهاش لما يحدث معه. عندما لا تقع هذه الحالة، فإن ملامح وجهه تعود إلى الكآبة التي طالعنا بها الممثل منذ البداية.
هناك نجاح محدود لفيلم يحاول الابتعاد عن ناصية الأفلام التي تستعير منحاها الاستقلالي جزئياً فقط. تعمد إلى حكاية مستهلكة وأسلوب عمل سهل الوصول إلى الجمهور السائد (وإن لم تنجح في هذا المضمار أيضاً) وتنتجها بميزانية محدودة. هذا الفيلم ينتمي فعلاً إلى فصيل نادر من الأفلام المستقلة، ذلك الذي لا أمل له بالنجاح على الرغم من أن مخرجيه لديهما أسلوب سرد سلس ولافت.
على ذلك: «سبيفاك» من النوع الذي يبدأ جيداً، ويتخلى عن حسناته مرّة تلو المرّة. مشكلة بطله التي تثير الاهتمام في البداية والمحاطة بمواقف كوميدية لطيفة تفقد زخمها وفاعليتها بسبب من تكرار الحالة من دون تطوير.


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».