يعتبر «طريق الخواجات» في مكة المكرمة من الطرق الرئيسية التي شهدت عبور شخصيات تاريخية من غير المسلمين أثناء زياراتهم بين مدينتي الطائف وجدة مروراً بمكة، حيث شكل لدى الذاكرة الاجتماعية في السعودية ارتباطاً بـ«الخواجة»، وهي الشخصيات غير المسلمة من الرحالة التي زارت الحجاز في ذلك الوقت.
يمتد الطريق عبر مسافة 95 كيلومترا تقريبا بين جدة والطائف عبرت من خلاله شخصيات تاريخية كبيرة؛ حيث كان السبيل الأوحد نحو الوصول إلى الطائف أو جدة، خاصة حينما كان للطائف ثقل سياحي في المنطقة.
وقال الدكتور فواز الدهاس مدير عام مركز تاريخ مكة المكرمة، إن طريق الخواجات يعرف عنه أنه طريق غير المسلمين، ويعتبر الطريق الرئيسي لعبورهم من جدة إلى الطائف أو العكس، هو السبيل الوحيد المتاح لغير المسلمين، واستطرد الدهاس بالقول: «ما يمنع دخول غير المسلمين إلى مكة هي تعاليم الدين الخاتم التي تمنع غير المسلمين من دخول حرم المدينة المقدسة، في طريق توجههم إلى مدينة جدة (في الغرب) أو إلى مدينة الطائف في الشمال الشرقي عن طريق البر».
وأشار الدهاس إلى وجود طرق أخرى للزائرين تمر عبر البوابة الشمالية لطريق المدينة المنورة وهو المنفذ عبر مركز الجموم شمالا في طريقهم إلى مدينة الطائف أو الرياض، أو طريق الجنوب عبر سلسلة جبال السروات.
ومن جانبه، قال الدكتور ضيف الله الزهراني أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى، إن طريق الخواجات اسم اصطلح عليه في الأدبيات الاجتماعية ويعني طريق غير المسلمين.
وأشار الزهراني إلى أن هناك من المستشرقين من تمكنوا من الدخول إلى مكة في القرون السابقة واضطروا لتغيير أسمائهم مثل فارتيما 1503، وداكورا 1516. وجوزيف بتس 1678، ودومنجو باديا 1806، وستيزين 1811، وبوركهارت 1814، وفون مالتزن 1865، وجون فيركين 1881، ومن سنوك 1874، وافيل 1880، وأدريان بروست 1893، وفلبي 1917، الذين تعددت أهداف ودوافع سلوكهم الطريق وزيارتهم مكة، بالإضافة إلى حرصهم على تعلم اللغة العربية واللهجات المحلية.
طريق «الخواجات»... درب تاريخي خارج حدود مكة المكرمة
مؤرخون ومستشرقون عبروا من خلاله
طريق «الخواجات»... درب تاريخي خارج حدود مكة المكرمة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة