تتنافس القنوات التلفزيونية الحكومية والخاصة في تونس، على شد انتباه المشاهدين وضمان متابعة الأعمال الرمضانية المبرمجة. وتعول في المقام الأول على مجموعة من الأعمال الكوميدية الخفيفة؛ خاصة إبان فترة الذروة التي تلي الإفطار مباشرة، فيما عمدت قناتان خاصتان إلى إعداد كل منهما لمسلسل ضخم، أحدهما اجتماعي والثاني تاريخي.
واشتدت المنافسة في الأمتار الأخيرة، وانطلقت الدعاية لهذه الأعمال الكوميدية بصفة مبكرة، سواء من خلال الومضات الإشهارية، أو بواسطة تسريبات الممثلين، أو عن طريق تنزيل بعض كواليس تصويرها على مواقع الإنترنت.
وعلى مستوى المنافسة بين القنوات التلفزيونية الخاصة، فإنّ عمل «علي شورب» لربيع التكالي الذي سيعرض في قناة «التاسعة» الخاصة، و«تاج الحاضرة» لسامي الفهري وسيعرض على قناة «الحوار التونسي» الخاصة، سيمثلان نموذجا مهما للمنافسة على شد المشاهدين التونسيين خلال شهر رمضان.
ويتناول مسلسل «علي شورب» حياة أحد أهم رموز الإجرام في تونس، ولكن بأخلاق الصعاليك، كما يعلق على ذلك من احتكوا به في أنهج العاصمة التونسية خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي. أمّا مسلسل «تاج الحاضرة» لسامي الفهري فهو يدور في رحاب «حريم السلطان» من خلال تناول حياة حكام تونس خلال الفترات الاستعمارية، وما يتخلّلها من ظلم وتسلط واعتداء على أبسط حقوق المرأة. وتعوّل القناة الوطنية الأولى الحكومية على سلسلة كوميدية هزلية بعنوان «محطة الغسيل»، على امتداد 15 حلقة، وتجمع ثلة من أبرز الممثلين، على غرار سوسن معالج، ومرام بن عزيزة، وريم بن مسعود، في الأدوار الرئيسية، بمشاركة كل من صلاح مصدق، وشاكرة الرماح، وعلي الخميري، ومحمد علي دمق، ورابعة السافي.
وفي هذا الشأن، قال إلياس الجراية، المكلف بالإعلام في القناة التلفزيونية الأولى، إنّ سلسلة «محطة الغسيل» تروي قصة ثلاث فتيات جمعتهن الصُّدفة من خلال الحصول على دعم من إدارة التشغيل والعمل المستقل، وقرض بنكي لبعث مشروع يتمثل في محطة لغسيل السيارات، وعلى الرّغم من عدم معرفة أي منهنّ بالأخرى وافتقارهن للاختصاص في هذا المجال، فإنهن قرّرن خوض غمار التجربة بكل ما فيها من مشاغل ومشكلات. وتستعرض السلسلة التلفزيونية مواقف كوميدية لمستعملي السيارات وحرفاء محطات غسيل السيارات، والوضعيات الطريفة التي تتعرض لها الفتيات في المهنة الجديدة، وخاصة مع الحرفاء. وتسلط هذه السلسلة الضوء على عدة موضوعات اجتماعية مثل معضلة البطالة، وحرية المرأة، والتفاوت الطبقي، انطلاقا من عالم السيارات.
في المقابل اختارت كل من قناة «حنبعل» (قناة خاصة) عرض «سيتكوم» بعنوان «دار العجب»، وقناة «التاسعة» الخاصة عرض «سيتكوم» بعنوان «7 صبايا»، وقناة «أم تونيزيا» الخاصة بث سلسلة «صحبة غير درجين»، وقناة «الحوار» التونسي (خاصة كذلك) مواصلة بث جزء جديد من «دنيا أخرى»، وكذلك قناة «نسمة» الخاصة، التي ستواصل عرض جزء جديد من «نسيبتي العزيزة». ومن خلال هذه العناوين يبدو أنّ رهان الفرجة اختلف بصفة كبيرة، فبعد الاعتماد على فخ الكاميرا الخفية وعروض الفوازير لسنوات طويلة، اختلف الإيقاع في الوقت الحاضر، واتجه نحو المواقف الهزلية الواقعية القريبة من حياة المتفرج.
وفي سجل الأعمال الرمضانية الناجحة، فتح الكاتب التونسي حاتم بلحاج صفحة متميزة أمام المشاهد التونسي، عن طريق عمله التلفزيوني الشهير «شوفلي حل» الذي نجح في شدّ أنظار معظم المشاهدين التونسيين، وغيّر بالتالي من ذائقتهم الفنية، كما نجح من بعده الممثل التونسي يونس الفارحي في صياغة سيناريو «نسيبتي العزيزة».
منافسة حادة بين القنوات التونسية لجذب المشاهد
أعمال كوميدية وأخرى اجتماعية وتاريخية
منافسة حادة بين القنوات التونسية لجذب المشاهد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة