لاجئو الروهينغا يبدأون صيامهم مع ذكريات الوطن المريرة

الشيف عبد الله مزاوي يعد أطباق الحلويات الجزائرية في محله بباريس (أ.ف.ب)
الشيف عبد الله مزاوي يعد أطباق الحلويات الجزائرية في محله بباريس (أ.ف.ب)
TT

لاجئو الروهينغا يبدأون صيامهم مع ذكريات الوطن المريرة

الشيف عبد الله مزاوي يعد أطباق الحلويات الجزائرية في محله بباريس (أ.ف.ب)
الشيف عبد الله مزاوي يعد أطباق الحلويات الجزائرية في محله بباريس (أ.ف.ب)

يعيش نحو 700 ألف من الروهينغا الذين فروا من أعمال العنف في بلادهم إلى بنغلادش، في أكواخ من البامبو والبلاستيك على السفوح القذرة ومع حلول شهر رمضان يواجه اللاجئون المزيد من المصاعب بسبب قلة المال والطعام وارتفاع درجات الحرارة، حسب ما رصدته وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها.
تتابع الصحافة الفرنسية ذكريات فتى لاجئ من الروهينغا عن رمضان في قريته حين كان يتناول السمك على وجبة الإفطار، ويحصل على الهدايا من عائلته، ويسترخي بعد ذلك في ظل الشجر قبل صلاة العشاء في المسجد.
ولكن بالنسبة للصبي م د هاشم (12 عاماً) وغيره من الأولاد الذين يعيشون في مخيم متواضع في بنغلادش، فإن بداية شهر الصيام لا تجلب معها سوى ذكريات مريرة لكل شيء فقدوه منذ إخراجهم من بورما في حملة عسكرية.
وداخل خيمة بلاستيكية في يوم قائظ يجلس هشام ليتحدث بحنين كبير عن الأمور البسيطة المبهجة التي كانت تجعل من رمضان أكثر شهور السنة تميزاً في قريته.
ففي كل مساء كان يجلس مع أصدقائه وعائلته للإفطار بعد يوم من الصيام على وجبة من السمك واللحوم يتم طهيها لمرة واحدة في السنة بمناسبة شهر رمضان.
وقال: إنه مع بداية الشهر كان يحصل على ملابس جديدة بعد رشها بالعطور التقليدية بمناسبة رمضان.
وأضاف: «لا نستطيع أن نفعل الشيء ذاته هنا لأننا لا نملك المال. ولا الأرض. لا يمكننا كسب المال لأن ذلك غير مسموح به».
ويحظر على الروهينغا العمل كما أن نحو عشرين نقطة تفتيش عسكرية تمنعهم من مغادرة المخيم الذي أصبح أكبر مخيم لاجئين في العالم.
ولذلك؛ فإنهم يعتمدون على المساعدات الخيرية في كل شيء من الطعام والدواء وانتهاء بالملابس ومواد البناء. ويتعين على هاشم أن يسير لأكثر من ساعة في الحر القائظ ليصل إلى أقرب سوق.
قال هاشم، إن الكثير من شبان الروهينغا يتخوفون من الصيام الذين يمتنعون خلاله عن الطعام والشراب وسط درجات الحرارة المرتفعة في المخيم.
في الماضي كان هاشم ينضم إلى أصدقائه في صيام شهر العبادة هذا، حيث كان بإمكانهم الاستراحة في ظل الأشجار في فترات الاستراحة.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «لا يمكننا أن نصوم هنا كما كنا نفعل في بورما؛ لأن الحر شديد ولا توجد أشجار».
وأضاف: «القماش المشمع حار جداً ويزداد حرارة عندما تضربه الشمس. سيكون الأمر صعبا للغاية».
ورغم ذلك، فإن هاشم هو أحد المحظوظين، حيث سيتمكن من الاحتفال ببدء الشهر مع عائلته بينما أطفال الروهينغا الآخرين سيقضون رمضان بعيداً عن ديارهم ولوحدهم.
تقول روبرتا بوسينارو من منظمة «أنقذوا الأطفال» لوكالة الصحافة الفرنسية من مخيم كوكس بازار «للأسف، فإن هذا أول رمضان سيذكره هؤلاء بسبب المعاناة».
وتضيف «لن يكون لديهم شيء يلعبون به سوى التراب والطين والغبار. سيقضون شهر رمضان بعيداً عن وطنهم وذويهم وأصدقائهم».
لكن ورغم الصعوبات، فإن الروهينغا لن يتخلوا عن تقاليدهم مهما كانت صعوبة الظروف، بحسب ما أكد الأمام محمد يوسف.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «سيكون الأمر صعباً لأن الشمس حارة جداً، لكن مع ذلك فإننا سنصوم».



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.