أميركا تنتقد الصين على موقفها من الروهينغا

TT

أميركا تنتقد الصين على موقفها من الروهينغا

لم تذكر نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن الدولي الصين بالاسم، خلال نقاش في المجلس أول من أمس الاثنين، حول محنة الروهينغا في ميانمار؛ لكن بكين اقترحت تعديلات واسعة الأسبوع الماضي على بيان لمجلس الأمن بشأن ميانمار. واتفق المجلس المكون من 15 دولة في نهاية المطاف على بيان أقل حدة.
واجتمع مجلس الأمن الاثنين لمناقشة زيارة مبعوثين لميانمار وبنغلاديش قبل أسبوعين. وقالت هيلي: «حال بعض أعضاء المجلس دون أن نتخذ تحركا لأسباب هزلية تتعلق بالمصالح الذاتية... قوض البعض وحدة المجلس التي ظهرت خلال الزيارة بتعديلات غير مفيدة لم تنجح إلا في جعل رسالة المجلس أضعف». وكانت هيلي تشير على ما يبدو إلى الصين التي عارضت مسعى بريطانيا في مجلس الأمن، لزيادة الضغط على ميانمار من أجل محاكمة المسؤولين عن الهجمات على الروهينغا.
ونزح نحو 700 ألف شخص من هذه الأقلية المسلمة المحرومة من الجنسية، من مناطق بشمال ولاية راخين في ميانمار إلى بنغلاديش المجاورة منذ أغسطس (آب) الماضي، هربا من عملية قمع عسكرية. وخلال أعمال العنف أحرقت قرى وسط اتهامات بعمليات قتل واغتصاب على أيدي الجنود وحراس مسلحين.
وقبل كلمة هيلي قال ما تشاو شو، سفير الصين في الأمم المتحدة أمام المجلس، إنه ينبغي تشجيع ميانمار وبنغلاديش على حل الأزمة ثنائيا، للتأكد من أنها «لن تطول أو تصبح أكثر تعقيدا». وأضاف: «يتعين أن يواصل المجلس تشجيع ميانمار وبنغلاديش على زيادة المشاورات والتعاون في سبيل التنفيذ المبكر للترتيب الثنائي».
وقالت هيلي: «إن تحركا مباشرا من مجلس الأمن ضروري لوضع حد لأزمة الروهينغا». وأضافت: «لدينا وسائل فريدة لتشجيع ميانمار على اتخاذ خطوات حقيقية نحو حل هذه الأزمة، وعلينا استخدامها»، دون تحديد ما إذا كانت تشير إلى فرض عقوبات. وقالت هيلي إن على المجلس «أن يتحرك بسرعة لتبني قرار» وأقرت في الوقت نفسه بالتحديات الكامنة «فيما منعنا بعض أعضاء المجلس من التحرك لأسباب تتعلق بمصالح خاصة».
واتفقت ميانمار وبنغلاديش في يناير (كانون الثاني) على استكمال الإعادة الطوعية للاجئين في غضون عامين؛ لكن لا تزال هناك خلافات بين الجانبين، ويتسم تنفيذ الخطة بالبطء. وتحدث لاجئون فارون من ميانمار عن عمليات قتل واغتصاب وإحراق على نطاق واسع. وتنفي ميانمار أي تطهير عرقي، وتقول إن عملياتها في ولاية راخين رد مشروع على هجمات شنها روهينغا متمردون على قوات الأمن.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.