«السعودية»: أسبوع من التطبيق الفعلي لـ«حظر العمل تحت الشمس».. والمخالفات مستمرة

«الشرق الأوسط» تقف ميدانيا على جدية تطبيق القرار برفقة مفتشين حكوميين

عدسة «الشرق الأوسط» ترصد مخالفات لشركات تشغل عمالتها تحت أشعة الشمس بعد مرور ما يقارب الأسبوع على تطبيق النظام
عدسة «الشرق الأوسط» ترصد مخالفات لشركات تشغل عمالتها تحت أشعة الشمس بعد مرور ما يقارب الأسبوع على تطبيق النظام
TT
20

«السعودية»: أسبوع من التطبيق الفعلي لـ«حظر العمل تحت الشمس».. والمخالفات مستمرة

عدسة «الشرق الأوسط» ترصد مخالفات لشركات تشغل عمالتها تحت أشعة الشمس بعد مرور ما يقارب الأسبوع على تطبيق النظام
عدسة «الشرق الأوسط» ترصد مخالفات لشركات تشغل عمالتها تحت أشعة الشمس بعد مرور ما يقارب الأسبوع على تطبيق النظام

كثفت وزارة العمل السعودية مخاطباتها للمنشآت العاملة في قطاعات «البناء والتشييد، والمقاولات العامة، والصيانة والتشغيل»، والجهات الحكومية الشريكة؛ كوزارة الشؤون البلدية والقروية، والنقل، والإسكان؛ باعتبارها الجهات المعنية بتنفيذ مشاريع المدن والطرق والإسكان؛ فيما يخص قرار حظر العمل في الأماكن المكشوفة تحت أشعة الشمس، في الوقت الذي تبنت فيه عددا من الخطوات الجادة للتطبيق الفعلي له.
وهذا القرار دفع الجهة المسؤولة عن تنظيم سوق العمل السعودية إلى إبلاغ المنشآت المتعاقدة معها بالالتزام والتقيّد بما ورد في نصه، إلى جانب تعميمه على جميع مكاتب العمل لكتابة تقرير أسبوعي عن الحالات والملاحظات التي يجري رصدها خلال الجولات الميدانية التي تعمل عليها فرق التفتيش التابعة للوزارة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بالشأن العمالي في البلاد.
ورغم التشديدات الحكومية القاضية بمنع العمل تحت أشعة الشمس الحارقة في وقت الذروة، إلا أن وزارة العمل ما زالت ترصد بعضا من التجاوزات لدى أصحاب الأعمال المشغلين لتلك العمالة، الذين يتمركزون غالبا في قطاعات التشييد والبناء والطرق، الأمر الذي دفعها إلى تجديد تأكيدها المضي بتطبيق القانون بحق أي مخالف لم يلتزم بما ورد في نص القرار، من خلال فرق تفتيشية معتمدة.
«الشرق الأوسط» استقصت ميدانيا، بتنسيق مباشر مع وزارة العمل ممثلة في فرق التفتيش التابعة لها، ما يجري حاليا على أرض الواقع من تطبيق فعلي لقرار منع العمل تحت أشعة الشمس الذي بدأ تطبيقه مطلع الأسبوع الماضي في كافة مناطق ومحافظات البلاد، إلا أن الملاحظ هو عدم دراية العاملين أنفسهم بالقرارات الجديدة التي اعتمدتها الدولة بهذا الخصوص، مناصفة أيضا مع أصحاب المنشآت المشغلة لهذه العمالة التي تساهلت نوعا ما في جدية القرار، ومن ثم التقاعس في إصدار تعليماتهم لتلك العمالة التي توضح أوقات الذروة في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تعيشها المنطقة هذه الفترة والتي تلامس أحيانا الـ50 درجة مئوية.
وفيما يتعلق بآلية رصد المخالفة وتحريرها من قبل فرق التفتيش المنتشرة في المدن والمحافظات ضد أصحاب الشركات المشغلة، أوضح بطيان العازمي، المشرف على فرق التفتيش التابعة لوزارة العمل في العاصمة الرياض، الذي كان بصحبة «الشرق الأوسط» للقيام بعمليات تفتيشية على بعض مواقع البناء والتشييد في العاصمة؛ أنه عند ملاحظة عمالة تقوم بأداء واجبها الوظيفي خلال فترة الظهيرة المتمثلة فيما بين الساعة 11 صباحا حتى الساعة الثانية ظهرا، فإنه يجري أخذ أقوال العامل كمرحلة أولية حول أسباب عمله هذه الفترة التي يجرمها النظام، ومن ثم يسجل اسم صاحب المنشأة في قائمة المخالفين ويعطى مهلة لمراجعة الوزارة، مؤكدا أنه في حالة المراوغة أو التأخير في الحضور من قبل صاحب الشركة، فإنه يجري التعميم على المنشأة المخالفة وتعلق خدماتها إلى حين حضوره.
وأضاف: «خلال الأيام الأولى من بدء التطبيق الفعلي للنظام كان هناك عدد من التجاوزات، إلا أنه مع مرور الأسبوع الأول من اعتماد القرار بدأت تخف الممارسات المخالفة بعد أن لاحظت تلك الشركات الجدية في عملية الرقابة من قبل الفرق التفتيشية التابعة لوزارة العمل»، مشيرا إلى أن المسألة مسألة وقت فقط لكي تكون تلك العمالة مقتنعة بأحقيتها في التوقف عن ممارسة أعمالها خلال فترة الظهيرة كحق مشروع، حسب وصفه، مفيدا بأن بعض العمالة يخشى الخوف من الفصل أو العقاب عند مناقشة مرؤوسيه حول هذا الأمر، وهنا تقع المشكلة.
وفي السياق نفسه، رصدت «الشرق الأوسط» أحد العمالة وهو يقوم بعمليات ترميم لإحدى المدارس الخاصة شمال العاصمة الرياض، وعند التحدث إليه عن مدى معرفته بقرار توقف العمالة وقت الظهيرة عن ممارسة أي نشاط قد يمس سلامته، أفاد بأنه ليس على دراية فيما يخص هذا القرار، مبينا أنه لا مانع لديه من العمل تحت أشعة الشمس الحارقة بقوله: «اعتدنا على هذه الأجواء والمسألة أصبحت شبه عادية.. فأين المشكلة؟».
من جانبه، أبدى حسين القحطاني، المتحدث الرسمي لمصلحة الأرصاد الجوية، لـ«الشرق الأوسط»، تخوف المصلحة من إمكانية تكرار سيناريو ما حدث قبل سنتين في مدينة جدة عندما وصلت درجة الحرارة آنذاك إلى 52 درجة مئوية، الأمر الذي سيكون كارثيا على العمالة التي تعمل وقت الظهيرة من غير ساتر، مشيرا إلى إمكانية ارتفاع الحرارة خلال الأيام القليلة المقبلة إلى 50 درجة مئوية، خصوصا في المنطقة الوسطى والشرقية على وجه التحديد، إضافة إلى المناطق الشمالية الشرقية، الأمر الذي عدّه طبيعيا في أجواء السعودية التي تشهد في فصل الصيف درجات حرارة مرتفعة، متوقعا أن يكون متوسط درجات الحرارة هذه الأيام ما بين 38 و48 درجة مئوية.



خلال أسبوع... 5 محطات من المشاورات الثنائية تعزّز مستوى التنسيق بين الرياض وواشنطن

زيارة وزير الخارجية السعودي الرسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية تتوّج أسبوعاً حافلاً من التنسيق رفيع المستوى بين البلدين (الخارجية السعودية)
زيارة وزير الخارجية السعودي الرسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية تتوّج أسبوعاً حافلاً من التنسيق رفيع المستوى بين البلدين (الخارجية السعودية)
TT
20

خلال أسبوع... 5 محطات من المشاورات الثنائية تعزّز مستوى التنسيق بين الرياض وواشنطن

زيارة وزير الخارجية السعودي الرسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية تتوّج أسبوعاً حافلاً من التنسيق رفيع المستوى بين البلدين (الخارجية السعودية)
زيارة وزير الخارجية السعودي الرسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية تتوّج أسبوعاً حافلاً من التنسيق رفيع المستوى بين البلدين (الخارجية السعودية)

سجّل التنسيق السعودي الأميركي رفيع المستوى، نشاطاً لافتاً خلال الأيام القليلة الماضية، وشهد التنسيق 5 محطات من المباحثات الثنائية خلال أسبوع، عبر مشاورات تضمّنت الجوانب السياسية والدفاعية والأمنية والعلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية والدولية.

ووسط زخم تشهده العلاقات الثنائية باستقبال الرياض لوفود أميركية برئاسة وزير الخارجية الأميركي أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية، وقبل أسابيع من زيارة يخطّط لها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية في مايو (أيار) المقبل، ستكون هي الأولى خارجياً له خلال ولايته الثانية؛ أجرى قائد القيادة المركزية الأميركية إريك كوريلا جولة في المنطقة شملت 5 دول لمدة 5 أيام، من الأول إلى الخامس من الشهر الجاري، قضى يومين منها في السعودية، والتقى خلالهما نهاية الأسبوع الماضي برئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض الرويلي.

وأكّد بيانٌ صادر عن القيادة المركزية الأميركية أن النقاشات شملت «المخاوف الأمنية المشتركة، وأهمية الاستعداد المشترك، وقابلية التشغيل البيني، والالتزام المتبادل بمعالجة التهديدات الإقليمية».

ومطلع الأسبوع الجاري، استقبل نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى السعودية، أليسون ديلوورث.

واستعرض الجانبان، وفقاً لـ«الخارجية» السعودية، العلاقات الثنائية، إلى جانب مناقشة أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

هيغسيث يستقبل الأمير خالد بن سلمان قبل اجتماع ثنائي في البنتاغون في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
هيغسيث يستقبل الأمير خالد بن سلمان قبل اجتماع ثنائي في البنتاغون في فبراير الماضي (أ.ف.ب)

والاثنين، بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع نظيره الأميركي بيت هيغسيث، تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها، ورؤية البلدين لدعم أمن واستقرار المنطقة والعالم.

جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه الأمير خالد بن سلمان من الوزير هيغسيث، استعرضا خلاله العلاقات السعودية - الأميركية، وآفاق التعاون بالمجال الدفاعي، وناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

من جانبه، ذكر شون بارنيل المتحدث باسم «البنتاغون»، في بيان، أن الوزيرين «تبادلا وجهات النظر حول الوضع الأمني الإقليمي، بما في ذلك التقدم المحرز في العمليات الأميركية الرامية إلى تقويض قدرات الحوثيين، والحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر».

نائب وزير الخارجية السعودية مستقبلاً القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى السعودية (واس)
نائب وزير الخارجية السعودية مستقبلاً القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى السعودية (واس)

وأضاف البيان أن الجانبين ناقشا أيضاً «فرص توسيع الشراكة الأميركية - السعودية في الشؤون الدفاعية، واتفقا على استمرار التواصل الوثيق».

والثلاثاء، وصل الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في زيارة رسمية، التقى خلالها، الأربعاء، بنظيره الأميركي ماركو روبيو، في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن.

وبحث وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأميركي، المستجدات في قطاع غزة، والسودان، واليمن، والأزمة الروسية - الأوكرانية، وتبادلا وجهات النظر حيالها، والمساعي المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والسلم الدوليين، كما ناقشا سبل تكثيف التنسيق والعمل المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.

كما استعرض الوزيران العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وفرص تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وأشارت تامي بروس المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، في بيان، إلى أن الوزير روبيو «أعرب عن شكره للجهود التي تبذلها السعودية لتسهيل التوصل إلى السلام بين روسيا وأوكرانيا، وتعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي، والقضاء على تهديد الحوثيين في المنطقة، واستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر».

وأضافت بروس أن الوزيرين «ناقشا الجهود الدبلوماسية المبذولة في موضوع غزة للإفراج عن الرهائن، والعمل من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في القطاع، مع نزع سلاح حركة (حماس) وسلطاتها بشكل كامل»، وكذلك «أهمية العلاقات بين البلدين، مؤكدين التزامهما باستكشاف سبل تعزيز شراكتهما».

وأشار البيان إلى أن الأمير فيصل بن فرحان وروبيو «اتفقا على ضرورة أن تقوم القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع) باستئناف محادثات السلام، وحماية المدنيين، وفتح الممرات الإنسانية، والعودة إلى الحكم المدني».

رئيس هيئة الأركان العامة السعودية الفريق الأول الركن فياض الرويلي مستقبلاً قائد القيادة المركزية الأميركية (وزارة الدفاع السعودية)
رئيس هيئة الأركان العامة السعودية الفريق الأول الركن فياض الرويلي مستقبلاً قائد القيادة المركزية الأميركية (وزارة الدفاع السعودية)

والتقى الوزير السعودي، الخميس، بمستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، واستعرض الجانبان أوجه العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وآفاق التعاون المشترك وسبل تعزيزه، وناقشا عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

والأربعاء، كشفت وزارة الدفاع السعودية، أن مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية الدكتور خالد البياري، التقى نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط مايكل دومينو.

وأكدت الوزارة في بيان نشرته عبر منصة «إكس»، أن الجانبين بحثا فرص تطوير التعاون الثنائي في مجال بناء القدرات الدفاعية، «بما يُرسّخ الشراكة الاستراتيجية بين وزارتي الدفاع في البلدين الصديقين».

لقاء سعودي - أميركي جمع مساعدي وزيري الدفاع في البلدين الأربعاء (وزارة الدفاع السعودية)
لقاء سعودي - أميركي جمع مساعدي وزيري الدفاع في البلدين الأربعاء (وزارة الدفاع السعودية)

وبحسب المتخصص في الشؤون الأميركية والدولية أحمد آل إبراهيم، فإن التنسيق السعودي الأميركي يمر بأحد أفضل أوقاته، مشيراً في تعليق لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الظروف الدولية والإقليمية تحتم على الجانبين تعزيز التنسيق والتشاور، بما يجعلنا نرصد ونتابع 5 محطات من المشاورات خلال أقل من 7 أيام.

ولفت آل إبراهيم إلى أن المستوى المرتفع من التنسيق الجاري يؤكّد على أهمية السعودية بالنسبة للأمن والسلم الدولي والإقليمي من جهة، وبالنسبة لواشنطن من جهة أخرى، خصوصاً فيما يتعلق بملفات حرية الملاحة في البحر الأحمر، وملفات أخرى رئيسية مثل الحرب في غزة، والسودان وملفي سوريا ولبنان، وموضوع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

وأردف آل إبراهيم، بأن أهم ملفين في السياسة الخارجية لواشنطن، يحظيان بانخراط سعودي كبير في سبيل الدعوة لوقف الحرب في غزة من جهة، والجهود السعودية المبذولة في إطار استضافة ورعاية المباحثات المتعلّقة بالحرب في أوكرانيا، والعلاقات الروسية الأميركية أيضاً.