يسير خط فاصل واضح عبر مدينة لاهاي الهولندية، إنه خط فعليّ وفي عقول سكانها. في الجهة الغربية، شُيِّدت المدينة على رمال قباب بحر الشمال،. وهذا «أفضل» جانب للمدينة التي تضم مقر الحكومة الهولندية، ولكنها ليست عاصمتها.
والجانب الشرقي، وهو «الأسوأ»، قد شُيِّد على أرض مستنقعات. لا يتعلق النصفان اللذان يبلغ تعداد سكانهما الإجمالي 500 ألف نسمة، بعضهما ببعض، حتى إنه يطلق على سكان كل منهما اسم مختلف، فيقال على سكان الشطر الغربي «هاجنار» بينما يُقال على سكان الشطر الشرقي «هاجنيس».
والكثير من سكان الشطر الغربي وافدون جدد. فقد انتقلوا إلى المدينة قادمين من مكان آخر بهولندا، بينما سكان الشطر الشرقي وُلدوا وترعرعوا على الأغلب في «دين هاج»، وهو الاسم الهولندي الذي يطلق على المدينة، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
ينجذب الزوار طبيعياً إلى الجزء «الأفضل» بالمدينة القريب من الساحل، ولكن كما هو الحال مع الكثير من المدن الأوروبية يُنصح بالقيام بجولة في الشطر الآخر من المدينة.
ويقدم الشطر الشرقي المشيّد على أرض مستنقعات على سبيل المثال، سوق «دي هاجس» وهي إحدى أكبر الأسواق المغطاة في أوروبا في شيلدرسفيج، أحد أفقر الأحياء في هولندا بأسرها ويقطنه على الأغلب مهاجرون من تركيا والمغرب وسورينام.
وأفضل طريقة لمشاهدة الجانب الآخر من لاهاي، المدينة الرائعة وراء القباب، هو استئجار دراجة هوائية والتوجه إلى الشاطئ وقيادة الدراجة على طول مثلاً دينيفيخ (Denneweg) بمتاجرها ومقاهيها. تكشف لاهاي عن جمالها المتفرد في أرخبيلبورت وستاتنكفارتير وفي المناطق الداخلية من المدينة، حيث تفوح شوارع كاملة بروح «الحقبة الجميلة» في التاريخ الغربي.
ولا بد من احتساء شاي ما بعد الظهر في فندق «أوتيل ديز آند» الذي تشمل قائمة نزلائه أسماء مثل إمبراطورة فرنسا أوجيني، ورئيس ترانسفال بول كروجر، والجاسوسة ماتا هاري، والإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي، وراقصة الباليه آنا بافلوفا، وجوزفين بيكر التي استأجرت غرفة منفصلة لقردتها.
وعلى مقربة يقع بيننهوف ومنه تُحكم هولندا. وهو عبارة عن مجمع من المباني على الطراز الهولندي النموذجي ولا توجد واجهات فخمة أو حواجز أو حراس في زي لامع.
لاهاي... مدينة هولندية بوجهين
لاهاي... مدينة هولندية بوجهين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة