تقرير أميركي: داعشيون أجانب تزوجوا سوريات قاصرات

قابلة «داعش»: ليسوا بشراً... بل «حيوانات غريبة»

TT

تقرير أميركي: داعشيون أجانب تزوجوا سوريات قاصرات

كشف تقرير أميركي من الرقة، عاصمة «داعش» التي سقطت، عن أن أعداداً كبيرة من الداعشيين الأجانب تزوجوا سوريات قاصرات. وأنجبن منهن، وترمل عدد كبير منهن. وأن أزواجاً داعشيين كانوا يرفضون خدمات طبية عندما تضع زوجاتهن، احتجاجاً بأن الأدوية «غير إسلامية»، وأن آلام المخاض «من عند الله».
وقالت، قابلة كبيرة في الرقة لقرابة 40 عاماً، منها سنوات الخلافة الإسلامية، لصحيفة «واشنطن بوست»: إن الأزواج الداعشيين «ليسوا بشراً، إنهم حيوانات غريبة».
وقالت: إن المسؤول عن أرامل الداعشيين في الرقة، «أبو وليد»، دعاها لزيارة «بيت الأرامل». حيث وجدت «النساء الحوامل من مجموعة مذهلة من الأمم: كانت هناك التونسيات، والسعوديات، والمصريات، واليمنيات، والصوماليات، والمغربيات، والآيرلنديات، والفرنسيات، والألمانيات، والروسيات، والتركيات، ونساء من دول القوقاز ودول أفريقية».
وأضافت، إنها شاهدت في المنزل «أرامل سوريات، كان عمر أصغرهن 13 عاماً، وعمر أكبرهن ليس أكثر من 15 عاماً». وعلى مدى السنوات الثلاث التالية، لاحظت أن زوجات سوريات لم تتجاوز أعمارهن 18 عاماً. وقالت صحيفة «واشنطن بوست»: «يوضح هذا أن عدداً كبيراً من الأجانب الذين هرعوا إلى سوريا، تعمدوا اصطياد السوريات صغيرات السن».
وقالت القابلة، إنها تتذكر آخر مرة أشرفت فيها على إنجاب زوجة داعشي قبل انهيار الرقة، عندما استدعتها شرطة «داعش» إلى منزل أحد المقاتلين الصوماليين وزوجته اليمنية. وتذكرت: «كانت المرأة في المخاض، مع جرح في رأسها ينزف. قال لي الزوج إنه كان يركب مع زوجته، دراجته النارية، بسرعة عالية؛ لتجنب الضربات الجوية للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة. وإن زوجته سقطت من على ظهر الدراجة». لكن، طلب الزوج إنجاب الطفل قبل علاج الزوجة. ورفضت القابلة ذلك.
وأوضحت القابلة أن الداعشيين كانوا يسمون أطفالهم «أسود الخلافة الإسلامية». وكانوا يستغلونهم في أشرطة الفيديو الدعائية. كانت بعض هذه عن «سماحة الإسلام»، بعرض صور أطفال من خلفيات أوروبية، وآسيوية، وأفريقية، وهم يدرسون الإسلام. أو يتدربون على القتال. وإن هناك أشرطة فيديو تظهر صبياناً مراهقين يعدمون أشخاصاً يعتبرهم الداعشيون «مرتدين» أو «كفاراً».
وقالت: إن الأزواج الداعشيين كانوا «يفرضون قواعد قاسية على كل النساء الحوامل». وأمروا القابلة بعدم إعطاء زوجاتهم الحوامل، وزوجات غير الداعشيين، المسكنات، أو أي أدوية، أثناء المخاض. وإن بعض النساء كن يقضين 10 ساعات في آلام المخاض من دون استخدام أدوية مسكنة، أو مخففة للآلام.
وقالت: «لم يسمحوا لي أن أقدم لهن أي دواء... لقد تحملت هؤلاء النساء كثيرا من الآلام».
وإن الأزواج الداعشيين كانوا يقولون لها إن الأدوية تنتهك تقاليد الإسلام (إرادة الله). وقدموا لها «تفسيرات حول كيف ستجني النساء مكافآت أكبر من الله بسبب معاناتهن أثناء الوضع، وإنهم كانوا «لا يثقون في الدواء الذي أحمله، وهو من الخارج». وإنهم «لم يسمحوا لي، حتى الحوامل، باستخدام أكواب من الماء ما لم يسكبها كل زوج بنفسه. كانوا لا يثقون في».
وإنها حاولت، في البداية، مقاومة العمل مع الأزواج في «داعش»، لكنها عوقبت، وأنذرت: السجن أو الإعدام في الساحة العامة في الرقة. وقد سجن زوجها، وهو مدرس عربي متقاعد، لبضعة أيام بعد أن حاول التوسط بين شرطة الأخلاق التابعة للدولة الإسلامية وجارة قالوا: إنها لم تلتزم بقوانين إسلامية صارمة.
وكان تلفزيون «سي إن إن» نقل مقابلة مع أرملة أميركية عاشت سنوات في الرقة مع زوجها المغربي، حتى قتل هناك. وقالت: إنهما اشتريا فتاتين إيزيديتين من سوق السبايا في الرقة: «سعاد» و«بدرين».
وإن الزوج كان يغتصبهما، ولم تكن ممارسة الجنس بالتراضي. ولم تكن تقدر على معارضته.
ورداً على سؤال بأن «بدرين» كان عمرها فقط 14 عاماً، أجابت إنها لم تكن تملك أي خيار سوى مواساة «بدرين». وأضافت الأرملة: «كان ذلك يحدث في منازل كثيرة. زرت منازل أخرى، وشاهدت رجالاً يستغلون سبايا صغيرات في السن. لهذا؛ كنت أواسي بدرين، وأقول لها إنني سأساعدها لتهرب، وتعود إلى أمها».
وأضافت: «لن تقدر أي زوجة على تصور زوجها وهو يغتصب فتاة عمرها 14 عاماً. عندما كانت تأتي إلي، كنت أحضنها، وأقول لها إن هذا وضع مؤقت، وإن المستقبل سيكون أحسن».
وزادت: «شاهدت في منازل كثيرة السبايا وهن يتعرضن، ليس فقط لاستغلال الأزواج، إنما، أيضاً، لاستغلال الزوجات. كن يحبسهن، ويحرمهن من كل شيء. أما أنا، فصرت صديقة لهم، وكنا نطبخ معاً، ونشرب القهوة معاً. كنت مثل أم بالنسبة لهم».


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.