لم يحجب تفجير الضاحية الجنوبية لبيروت، ليل الاثنين الماضي، الاهتمام الأمني عن متابعة التحقيق مع الموقوف الذي ألقت القوى الأمنية القبض عليه في فندق «نابليون» في محلة الحمرا ببيروت، يوم الجمعة الماضي.
وكانت عناصر من قوى الأمن الداخلي والأمن العام أعلنت الجمعة توقيف 17 شخصا في فندق في منطقة الحمرا بعد توفر معلومات «عن قيام مجموعة إرهابية بالتخطيط لتنفيذ عمليات تفجير في مدينة بيروت ومناطق لبنانية أخرى»، بحسب ما ذكرت مديرية قوى الأمن والشرطة اللبنانية. وأفرج عن الموقوفين جميعهم باستثناء شخص واحد يحمل الجنسية الفرنسية ومتحدر من جزر القمر.
وبينت التحقيقات التي تجريها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أن الفرنسي الموقوف اعترف بأن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» جنّده في الخارج وكلّفه الانتقال إلى لبنان وتحضير نفسه لتنفيذ عملية انتحارية، على أن يبلغ بزمانها ومكانها في وقت لاحق.
وأفاد مصدر مشرف على سير التحقيق لـ«الشرق الأوسط» أمس، بأن «الموقوف وصل إلى بيروت آتياً من باريس برفقة شخص آخر، مكلّف بمهمة مماثلة قبل أسبوع من توقيفه، وتوجها معاً من مطار بيروت إلى فندق «نابليون» في الحمرا، حيث كانت غرفة محجوزة باسميهما من قبل أشخاص موجودين في بيروت ليسا على معرفة بهم».
وأوضح المصدر أن «الموقوف وزميله كانا بانتظار تنفيذ العمليتين، لكن الأخير عدل عن المهمة وقرر مغادرة لبنان عبر المطار قبل يومين من مداهمة الفندق، أي يوم الأربعاء الماضي»، لافتاً إلى أن «الأجهزة المختصة تتولى حالياً التثبت من هويته عبر قيود الأمن العام في المطار».
وأشار المصدر ذاته إلى أن «المعلومات التي يقدمها الموقوف ضئيلة، والتحقيق معه يتقدم ببطء شديد، غير أنه اعترف بأن أشخاصاً كانوا يحضرون إلى الفندق ويقابلهم ويسلموه أموالاً لدفع مصاريف الإقامة في الفندق وبدل الطعام، لكنه يزعم أنه لا يعرفهم، وكان ينتظر تحديد ساعة الصفر ليأتي من يصطحبه ويسلمه سيارة مفخخة ويحدد له الهدف الذي سيقتحمه ويفجّر نفسه فيه». وأوضح أن «مثل هؤلاء الأشخاص غالباً ما يكونون مدربين ويصعب انتزاع اعترافات منهم بشكل سريع، سيما وأن هذه المجموعات تعمل بشكل عنقودي، أي أن الانتحاري لا يعرف بالضرورة من الذي فخخ السيارة ومن سلمه إياها، حتى إذا ما كشف أحد منها أو بعضها، لا تعرف هوية أعضائها الآخرين».
من جهة أخرى، طلب قاضي التحقيق العسكري في لبنان عماد الزين في قرار اتهام أصدره أمس، عقوبة الإعدام للموقوف السوري محمود كعيكي والفلسطيني الفار من وجه العدالة أحمد طه لانتمائهما إلى «جبهة النصرة». وقد ضبط في منزل كعيكي في عرسال حزام ناسف وأمامه سيارة بيك آب - شيفروليه من دون لوحة جاهزة للتفجير، واتهمهما بجرم الإعداد للقيام بأعمال إرهابية وتفجير سيارات بأحزمة ناسفة.
مصادر أمنية لـ(«الشرق الأوسط») : الموقوف الفرنسي اعترف بتجنيده من «داعش»
القضاء العسكري يطلب الإعدام لسوري وفلسطيني منتميين إلى «النصرة»
مصادر أمنية لـ(«الشرق الأوسط») : الموقوف الفرنسي اعترف بتجنيده من «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة