بيروت تستضيف مؤتمر «نهضة المنطقة» لجمعية خريجي «هارفارد» العرب

جامعة «هارفارد» الأميركية في ولاية بوسطن تعد من الأعرق والأقدم في العالم
جامعة «هارفارد» الأميركية في ولاية بوسطن تعد من الأعرق والأقدم في العالم
TT

بيروت تستضيف مؤتمر «نهضة المنطقة» لجمعية خريجي «هارفارد» العرب

جامعة «هارفارد» الأميركية في ولاية بوسطن تعد من الأعرق والأقدم في العالم
جامعة «هارفارد» الأميركية في ولاية بوسطن تعد من الأعرق والأقدم في العالم

في لبنان قول مأثور: «اللي ما بييجي لعندك تعا لعندو». وهو ما ينطبق بالفعل على جامعة «هارفارد» الأميركية التي تستضيفها بيروت من خلال انعقاد مؤتمر «نهضة المنطقة» لجمعية خريجي «هارفارد» العرب، على أرضها بالتعاون مع «نادي هارفارد لبنان»، في 21 أبريل (نيسان) الحالي.
فهذه الجامعة التي تعد الأقدم عالمياً تحاول استحداث همزة وصل بينها وبين اللبنانيين بهدف نشر أسسها والتعريف بها وخلق علاقة وطيدة بين خريجيها من أصل لبناني وبلدهم الأم.
وينعقد المؤتمر الـ13 لهذه الجمعية الذي اختار بلد الأرز هذا العام مركزا له، بعد أن جال على عدد من البلدان العربية في الأعوام السابقة وبينها الأردن ومسقط ودبي. ويأتي هذا الحدث الذي يُنظّم برعاية الرئيس سعد الحريري، ليكون بمثابة رهان كسبه لبنان إثر المجهود الكبير الذي قامت به لبنانية الأصل كارين عكر (نائبة رئيس جمعية خريجي هارفارد العرب) التي اجتهدت ليكون لبنان البلد المضيف للمؤتمر في دورته الحالية.
وينتسب إلى هذه الجمعية، التي تعقد سنويا مؤتمرين؛ أحدهما في أميركا والثاني في بلد عربي، نحو ألف طالب عربي. وقد وصف الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما هذا الحدث بأنّه أهم المؤتمرات العربية التي تعقد في أميركا الشمالية. بالإضافة إلى أنّ هدفه الأول الذي يدور في فلك تعريف الدول العربية على «هارفارد»، يصبّ أيضاً في خانة تسهيل مهمة الانتماء إلى هذا الصّرح الثقافي العالمي من خلال إقامة ندوة مفتوحة تسبق المؤتمر، يديرها عدد من المسؤولين عن التسجيل في الجامعة. فيردون على جميع الاستفسارات المتعلقة بالـ«application» التي تقدم من قبل الطّلاب ليتعرفوا إلى الشروط اللازمة للالتحاق بها، كما يفيدونهم بالأسس والقواعد الرئيسية لملء طلباتهم تلك من دون أي مقابل مادي. كما يعمل هذا المؤتمر على استقدام مستوى الإحصاءات التي تجريها «هارفارد» إلى البلاد التي ينعقد فيها من خلال إجراء مناقشات حولها. ويأتي موضوع «السعادة» رئيسيا وتهتم به هذه الإحصاءات حالياً وكذلك تلك التي تتناول موضوعات تربوية حيوية بالنسبة للقرن الحادي والعشرين. وبما أنّ لبنان يستعدّ لمواجهة مرحلة اقتصادية جديدة ترتكز على مستقبل قطاع النفط والغاز، فإنّ المؤتمر سيلقي الضوء أيضا على التطورات التي سيلحظها المجتمع اللبناني في هذا النطاق، إضافة إلى مجالات مختلفة أخرى، وبينها الاجتماعي والصناعي والبيئي، فيستضيف وزراء من لبنان وشخصيات وخبراء من خارجه للمشاركة فيه.
«نحن خريجي هذه الجامعة ننظم المؤتمر وندعو إليه خبراء عالميين غالبيتهم من أصل لبناني للمشاركة فيه من خلال مناقشتهم الموضوعات التي يتضمنها برنامجه»؛ توضح كارين عكر في حديث لـ«الشرق الأوسط». وتضيف: «هناك عدد لا يستهان به من اللبنانيين المتخرجين في (هارفارد)؛ وبينهم سياسيون ورجال حقوق ومهندسون. ومع أنّي لا أملك أرقاما رسمية بشأن هذا الموضوع، لكنّني أستطيع أن أذكر بينهم أديب طعمة (مرشح للنيابة)، وفادي فواز (مساعد الرئيس سعد الحريري)، وصالح المشنوق (نجل ابن وزير الداخلية نهاد المشنوق)».
وتؤكد عكر أنّ هذا المؤتمر منصّة ثقافية من شأنها تأمين التواصل بين الخريجين من أصل لبناني وبلدهم الأم، وتضعهم كذلك على تماس مع زملاء لهم من أعمار متقدمة فيغبون منهم الخبرة والتجارب العملية... «إنّنا نجتهد كجمعية في مساعدة الخريجين للعودة إلى بلادهم، خصوصا لبنان الذي هو في أمسّ الحاجة إليهم اليوم. وهناك كثير منهم الذين يزورونه شهرياً بهدف البحث عن فرص عمل، كما أنّ هناك نحو مائة متخرج فيها يستقرون فيه حاليا»؛ توضح عكر في سياق حديثها.
وينشر المؤتمر في ختام فعالياته توصياته وتقاريره التي من شأنها أن تساهم في مساعدة اللبنانيين فيستوحون التغيير والجديد بفضلها. كما تتخلّل المؤتمر مسابقة تتيح الفرصة أمام مجموعة من الشركات الناشئة للتنافس فيما بينها وتقديم مشروعاتها، والفائزة منها تحصل على جوائز بقيمة نحو 15 ألف دولار وذلك من أجل تحفيزهم على التواصل مع «هارفارد».
وتشير عكر، التي التحقت بقسم التكنولوجيا بجامعة «هارفارد» بعيد انتهائها من دراسة الهندسة في جامعة «M I T» المعروفة، إلى أنّ الطالب الذي يرغب في الالتحاق بجامعة هارفارد، عليه أن يتمتّع بنسبة علامات متفوقة، وأن يتميز بموهبة أو باقتراح يخولانه ترؤس جمعية ما، لا سيما إذا كان يجيد التحدث بأكثر من 10 لغات أو يملك براءة اختراع معينة.
والمعروف أنّ جامعة هارفارد (Harvard University) من أعرق الجامعات الأميركية وأقدمها وأفضلها في العالم. كما تعد إحدى أصعب جامعات العالم في قبول الطلبة، وتأتي في الترتيب الخامس عالمياً من حيث صعوبة القبول. وقد أسسها القس البروتستانتي جون هارفارد عام 1636 لتنافس جامعتي كمبريدج وأكسفورد في بريطانيا. ومن أشهر خريجيها 7 رؤساء للولايات المتحدة الأميركية، وهمجون آدامز وفرنكلين روزفلت ورذرفورد هايز وجون كينيدي وباراك أوباما. كما درس وتخرج فيها أيضاً كثير من الشخصيات العالمية الشهيرة؛ بينهم الأغا خان الرابع وبيل غيتس (مالك شركة «مايكروسوفت») ومارك زوكربيرغ (مؤسس موقع «فيسبوك») وعزيزة الهبري (المدافعة عن قضايا المسلمين في الولايات المتحدة).



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.