مديرو الجامعات: التسرّب سببه الطالب.. والقضية عالمية لن تحسم بقرار

«التعليم العالي» قالت لـ «الشرق الأوسط» إن تطوير معايير وسياسات القبول هاجسها الأول

مديرو الجامعات: التسرّب سببه الطالب.. والقضية عالمية لن تحسم بقرار
TT

مديرو الجامعات: التسرّب سببه الطالب.. والقضية عالمية لن تحسم بقرار

مديرو الجامعات: التسرّب سببه الطالب.. والقضية عالمية لن تحسم بقرار

استبعد مديرو الجامعات السعودية في اجتماعهم المنعقد أمس بمقر وزارة التعليم العالي في العاصمة الرياض، أن يكون هناك أي نوع من المحسوبيات أو «الواسطة» في عملية القبول، مبيّنين أن الأنظمة الإلكترونية المتبعة في عمليات القبول لا تعطي الفرصة لأي خروق لتفضيل شخص على آخر، وأن زمن المحسوبية «انتهى»، متحدين من يثبت غير ذلك، باستثناء أبناء شهداء الوطن والأيتام ومجهولي النسب.
وكشفت وزارة التعليم العالي، أمس، في لقاء مفتوح مع مديري الجامعات السعودية وعمداء القبول والتسجيل حول القبول في الجامعات السعودية بعنوان «الآليات والأساليب والمستجدات» بمناسبة بدء موسم التقديم في الجامعات للعام الدراسي 2014 - 2015؛ عن أن نسبة التسرب لطلاب التعليم العالي وصلت إلى 30 في المائة، الأمر الذي عدته مقلقا نوعا ما، في الوقت الذي قابله ارتفاع في العدد الإجمالي للطلبة المستجدين من الجنسين خلال السنوات الخمس الماضية من 273 ألفا إلى 444 ألفا بنسبة نمو بلغت 62.4 في المائة، مبيّنة أن عدد الطلاب المقيّدين في مؤسسات التعليم العالي تجاوز 1.5 مليون طالب وطالبة عام 2014.
وأوضحت أن نسبة القبول في الجامعات السعودية لخريجي الثانوية للعام الدراسي الجاري، بلغت 86 في المائة، فيما يبلغ عدد الجامعات الحكومية 28 جامعة تشتمل على أكثر من 500 كلية منتشرة في 13 منطقة إدارية ومحافظة، إضافة إلى عشر جامعات أهلية في عدد من المناطق السعودية، مشيرة إلى أن عدد المقيّدين في جميع مؤسسات التعليم العالي من جامعات حكومية وجامعات وكليات أهلية بلغ نحو 1.2 مليون طالب وطالبة للعام الماضي.
وحول استفسار لـ«الشرق الأوسط» عما يجب وضعه بالحسبان في سياسات وإجراءات القبول المستقبلية في الجامعات السعودية، أوضح الدكتور عبد القادر الفنتوخ، وكيل وزارة التعليم العالي للتخطيط والمعلومات، أن خطتي التنمية الثامنة والتاسعة أكدتا أن التعليم العالي في السعودية سيواجه نوعين من التحديات، يتمثلان في زيادة الطلب الاجتماعي على التعليم العالي، وزيادة الطلب في سوق العمل على الكفاءات المهنية عالية الجودة.
وأضاف: «عند مقارنة المعايير العالمية للقبول بمعايير مؤسسات التعليم العالي في السعودية، نجد أنها تعتمد على اختبارات الثانوية العامة واختبار القدرات العامة والاختبار التحصيلي، إلى جانب اعتمادها بعض المعايير النوعية؛ كدراسة مقررات معينة في السنوات التحضيرية قبل الالتحاق بالكلية، إلى جانب اعتماد المقابلات الشخصية شرطا أساسيا للقبول ببعض البرامج الأكاديمية، وبناء على ذلك تتوافر لدينا سياسات ومعايير للقبول بالتعليم الجامعي تمثل، على أقل تقدير، الحد الأدنى للتوجهات العالمية، لكن يظل تطوير معايير وسياسات القبول للوصول للمستوى الأجدر، هاجسا لدى المسؤولين والمعنيين في الجامعات المحلية».
وفيما يخص البرامج والأنظمة الجديدة لمتابعة إحصاءات وإجراءات القبول في الجامعات السعودية، أوضح وكيل وزارة التعليم العالي للتخطيط والمعلومات، أنه في هذا العام جرى بناء نظام مستقل مساند لمتابعة إحصاءات القبول، وهو خدمة «مقبول» لجمع بيانات القبول والحصول على إحصاءات أكثر شفافية ودقة وموضوعية، بحيث لا يحتسب الطالب المقبول أكثر من مرة واحدة في حال جرى قبوله في أكثر من جامعة، «الأمر الذي سيمكّننا من حد الهدر في مقاعد القبول، إضافة إلى توفير المعلومات اللازمة للجامعات عن الطلاب المقبولين في أكثر من جامعة في آن معا، والعمل على مساندة الجامعات في إدارة شواغر المقاعد الدراسية».
من جهته، قال الدكتور إسماعيل البشري، مدير جامعة الجوف، إن التحديات التي تواجه التعليم العالي لن تحسم بقرار، مشيرا إلى أن القضية عالمية ولا تخص السعودية فقط، وأن التسرب الحاصل في جامعاتنا سببه الأول الطالب نفسه؛ لأنه لم يحدد التخصص المطلوب قبل خوضه مضمار التعليم العالي، مبيّنا إمكانية تحديد التخصصات لهؤلاء الطلاب عبر تحويلهم إلى التخصصات المطلوبة في كليات المجتمع بديلا للطلاب المتعثرين.
بدوره، أوضح الدكتور عبد الله الربيش، مدير جامعة الدمام، أن مسألة التسرب في السنة التحضيرية مقلقة نوعا ما، مشيرا إلى أن نسبة الطلاب المتسرّبين تجاوزت الـ30 في المائة، مرجعا ذلك إلى إخفاق الطلاب في مسألة المعدل التراكمي الذي لم يتجاوز 2.8، وذلك بعد فصل دراسي واحد أو سنة كاملة، ومن ثم تجري عملية الترحيل إلى كليات المجتمع بموافقة الطلاب أنفسهم.



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)