ألعاب الفيديو تدفع ممارسيها إلى الابتكار

ألعاب الفيديو تدفع ممارسيها إلى الابتكار
TT

ألعاب الفيديو تدفع ممارسيها إلى الابتكار

ألعاب الفيديو تدفع ممارسيها إلى الابتكار

يقفز «ماريو» العملاق (سوبر ماريو) على السلحفاة الأخيرة، مما يدفع نحو 100 متفرج مبهورين به للهتاف. لقد نجح لاعب ألعاب فيديو في إكمال مستوى صعب بنجاح. وقذف بنشوة الانتصار جهاز التحكم فوق رأسه، فيما تتدفق آلاف من التهاني عبر منصة البث المباشر من خلال الإنترنت.
وترصد وكالة الأنباء الألمانية، المشاهد الحماسية للاعبين في ألعاب «جيمز دون كويك»، وهي سلسلة من ألعاب الفيديو الماراثونية الخيرية التي تقام مرتين في السنة في الولايات المتحدة. ويجتمع اللاعبون من جميع أنحاء العالم هناك لممارسة لعبة الفيديو «سباق الجري السريع» (سبيدرانز)، وإكمالها في أسرع وقت ممكن، وهناك جمهور متابع على الهواء، ويتم بث الفعاليات عبر منصة البث المرئي الحي (تويتش).
ويتم تشجيع المشاهدين على تقديم تبرعات خيرية، وقال المنظمون إنهم جمعوا أكثر من 14 مليون دولار حتى الآن، بشكل أساسي من أجل منظمة «أطباء بلا حدود» و«مؤسسة الوقاية من السرطان».
في المجتمع الدولي للعبة الفيديو «سباق الجري السريع» (سبيدراننج)، يُنظر إلى هذه الألعاب على أنها إظهار في نهاية المطاف لشغف اللاعبين بهوايتهم. ويستطيع فقط الأشخاص، الذين درسوا بشكل مكثف وبتعمقٍ ميكانيكا ألعاب الفيديو، ومستويات الصعوبة والعقبات، التنافس مع الأسرع في هذه الألعاب.
من الصعب تحديد أصول لعبة «سباق الجري السريع» (سبيدراننج)، وربما تعد لعبة «دوم» (1993)، وهي لعبة فيديو تدور حول معارك تستخدم فيها أسلحة نارية، أول لعبة مارسها بشكل تنافسي متسابقو لعبة «الجري السريع».
ومع انتشار الإنترنت، تجمع عدد متزايد من هواة لعبة الفيديو «سباق الجري السريع» في مجتمع دولي يتقاسم أعضاؤه أداءً وحيلاً تحطم الأرقام القياسية في منتديات عبر الإنترنت.
وهينينج، المعروف باسم «المستخدم ديبجاي»، جزء من هذا المجتمع. وهو مؤسس موقع «جيرمان سبيدرانز»، وهو نافذة للعبة «سباق الجري السريع» لمحبي الاستطلاع. ويمكن لزوار الموقع مشاهدة لاعبين ألمان ودوليين وهم يمارسون اللعبة من خلال البث الحي.
وعندما لا يكون منشغلاً بموقعه على الإنترنت، يمارس هينينج لعبة «سباق الجري السريع» بنفسه. وفي عام 2012 عثر على لعبة «ذا ليجند أوف زيلدا أوكارينا أوف تايم»، التي كانت لعبة الفيديو المفضلة له، على موقع «يوتيوب» لمشاركة ألعاب الفيديو. وتركت اللعبة لديه انطباعاً دائماً.
وقال: «على الرغم من أنني كنت على دراية تامة باللعبة، إلا أنني شاهدت حيلاً مثيرة للاهتمام ومثيرة للإعجاب وأخطاء جديدة وعيوباً لم ألحظها أبداً كطفل».
و«الأخطاء والعيوب» هي أخطاء في البرمجة تجد طريقها في بعض الأحيان إلى ألعاب الفيديو. وبينما يتم إيقاف اللاعبين التقليديين بسبب أخطاء في الرسوم، والأعطال، وحواجز المستوى التي لا يمكن التغلب عليها، يستغل المتسابقون هذه الأخطاء والعيوب للحصول على ملي ثانية حاسمة في سباقهم لإكمال اللعبة في وقت قياسي. بعد كل ذلك، يمكن أن يكون اختراق جدار بالجري أسرع من تسلقه.
أصبح الجري السريع نظاماً خاصاً، جنباً إلى جنب اللعب العادي بسرعة، وأضحى الجري السريع بأعين معصوبة نظاماً آخر.
ثم هناك ما يطلق عليه «الجري بأدوات مساعدة»، وهي موضوع مثير لبعض الجدل في عالم لعبة «الجري السريع». وهم يستخدمون أدوات المحاكاة مثل الحركة البطيئة، والتقدم بتقنية إطار بجانب إطار، والإرجاع، ومشاهدة الذاكرة وحفظ الحالات. يتم حفظ كل إدخال لوحدة تحكم، ولذلك هناك نقطة استعادة لإعادة الضبط في حالة حدوث خطأ.
وخطوة بخطوة، يتم إنشاء تسلسل إدخال مثالي يستحيل على الإنسان القيام به في الوقت الفعلي.
والكثيرون من محبي لعبة «الجري السريع» التقليدية لا يفكرون كثيراً في تعدد أدوات المساعدة، ولكن مؤيدي هذه الأدوات يشاركون محبي لعبة «الجري التقليدية» شغفهم بألعاب الفيديو. وعدد قليل من المتسابقين يمارسون لعبة «الجري السريع» بمثابرة شديدة، حتى أصبحوا من أصحاب الأرقام القياسية. وأحد هؤلاء المتسابقين هو هينريش وولف. ومنذ ربيع عام 2013 وحتى أوائل عام 2015، كان وولف، تحت اسم المستخدم «هينكي»، اللاعب الأسرع في لعبة «ديوس إي أكس: هيومان ريفليوشن»، وهي لعبة فيديو خفية تتطلب الكثير من الحساسية والمهارة.
ويتذكر قائلاً: «في ذلك الوقت، خلال أيام دراستي الجامعية، كنت أمارس لعبة (الجري السريع) يومياً، وواصلت تحسين أفضل زمن أسجله في اللعبة، وخفض الرقم القياسي العالمي».
لا يزال وولف نشيطاً في مشهد لعبة «الجري السريع»، لكنه لم يعد يسعى إلى تحقيق أرقام قياسية. ومع ذلك، فإنه يستمر في التدريب كل يوم.
وأضاف: «عادة، ما أمارس حيلاً مختلفة لمدة عشر دقائق، ثم أقوم ببث حي لألعاب (جرى سريع) كاملة». يستطيع مشاهدو البث المباشر مشاهدته من البداية إلى النهاية، ويهتفون له ويدردشون حول أفضل استراتيجية للجرى الأسرع.
على الرغم من الضغط السريع الذي يتعرض له لاعبو لعبة «الجري السريع»، وهم يحاولون خفض ملي ثوانٍ من أفضل زمن سجلوه وتحسين أدائهم ببضع نقاط، فإن الحالة المزاجية بين المتفرجين المفتونين وهم يشاهدون لعبة «الجري السريع» غالباً ما تكون الشعور بالارتياح. ولم يتغير ذلك منذ ظهور لعبة «الجري السريع» في أوائل حقبة تسعينات القرن الماضي.


مقالات ذات صلة

دراسة: ألعاب الفيديو تزيد معدل ذكاء الأطفال

يوميات الشرق ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد على تعزيز ذكاء الأطفال (رويترز)

دراسة: ألعاب الفيديو تزيد معدل ذكاء الأطفال

قالت دراسة جديدة إن ممارسة الأطفال لألعاب الفيديو تزيد من معدل ذكائهم، وهو ما يتناقض إلى حد ما مع السرد القائل بأن هذه الألعاب سيئة لأدمغة وعقول الأطفال.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
رياضة سعودية جانب من تتويج الأبطال (الشرق الأوسط)

كأس العالم في روكيت ليغ «سعودية»  

أضاف المنتخب السعودي للرياضات الإلكترونية إنجازاً جديداً إلى سجله الحافل، بعد فوزه بلقب كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية في لعبة روكيت ليغ.

منيرة السعيدان (الرياض )
تكنولوجيا سهولة تثبيت وحدة التخزين الإضافية «NVME M.2» في جهازَي «بلايستيشن 5» و«بلايستيشن 5 برو»

كيف تنقل بيانات ألعابك من جهاز «بلايستيشن 5» إلى إصدار «بلايستيشن 5 برو» المطور؟

إن حصلت على جهاز «بلايستيشن 5 برو» بمواصفاته المتقدمة، فلا داعي لإعادة تثبيت جميع ألعابك مرة أخرى وإضاعة الوقت في ذلك، وتحميل تحديثات كل لعبة على حدة، حيث…

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا تطويرات مبهرة في إصدار «هورايزون زيرو دون ريماستيرد»

لعبة «هورايزون زيرو داون ريماستيرد»: تطوير تقني مبهر يزيد من مستويات الانغماس

تطوّرت تقنيات الرسومات بشكل كبير خلال الأعوام السبعة الماضية؛ إذ انتشرت رسومات الدقة الفائقة «4K»، وتتبع الأشعة الضوئية من مصدرها «Ray Tracing»، وتمّ دمج…

خلدون غسان سعيد (جدة)
رياضة سعودية حلبة الدرعية ستتم إضافتها إلى «تراكمنيا» لسباقات الفورمولا إي (الشرق الأوسط)

حلبة الدرعية تنضم إلى لعبة «تراكمنيا» الشهيرة في سباقات الفورمولا إي

أعلنت الفورمولا إي، بالتعاون مع شركة «يوبي سوفت» الفرنسية لنشر وتطوير الألعاب، أن حلبة الدرعية ستكون واحدة من ثلاث حلبات جديدة ستتم إضافتها إلى لعبة «تراكمنيا».

«الشرق الأوسط» (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.