مذكرات جديدة لإيهود باراك تكشف عمليات تجسس واغتيالات في دول عربية

الاستخبارات الإسرائيلية زرعت أجهزة تنصت في سيناء والجولان سهلت حرب 1967

إيهود باراك (غيتي)
إيهود باراك (غيتي)
TT

مذكرات جديدة لإيهود باراك تكشف عمليات تجسس واغتيالات في دول عربية

إيهود باراك (غيتي)
إيهود باراك (غيتي)

انتهى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، من وضع كتاب يصدر قريبا بالإنجليزية، في الولايات المتحدة، يرفع فيه غطاء السرية عن عمليات تجسس واغتيالات تم تنفيذها بأيدي جنود الكوماندو التي قادها، ضمن نشاطه العسكري في دول عربية عدة، مثل مصر وسوريا ولبنان وغيرها.
وحسب مصدر مطلع، يكشف باراك عمليات كانت مجهولة طوال أكثر من 50 سنة. ويحمل الكتاب اسم «بلادي، حياتي: القتال من أجل إسرائيل، البحث عن السلام». وقد سمح أعضاء اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تفحص الكتب التي يؤلفها كبار المسؤولين السابقين، لزميلهم السابق إيهود باراك بالوصول إلى أماكن في الأرشيفات السرية، لم يُسمح لأي كاتب الإسرائيلي بوصولها. وبينها عمليات جمع معلومات استخبارية هي الأكثر سرية في إسرائيل، وساهمت في الانتصار الإسرائيلي في حرب الأيام الستة سنة 1967، وكان من الممكن أن تمنع فشل إسرائيل في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973.
ويحكي الكتاب، وفقا لتلك المصادر، هذه القصص من خلال عرض قصة باراك نفسه الشخصية، كواحد من القادة الأوائل لوحدة القيادة الخاصة «سييرت متكال (الكوماندو التابع لرئاسة أركان الجيش) وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)». وقد قاد باراك العمليات الأولى من هذا النوع، التي نفذت في عمق الأراضي السورية والمصرية. وفي كتابه يصف باراك، لأول مرة، بالتفصيل، ومن وجهة نظر شخصية، العمليات الاستخباراتية التي شارك فيها، وكيف تسلل إلى الأراضي السورية مشيا على قدميه في أغسطس (آب) 1963، عندما تلقى أمراً بالتخطيط لتسلل مجموعة من خمسة جنود إلى مرتفعات الجولان، من أجل ربط جهاز تنصت بخط اتصالات للجيش السوري. و«تم إرسال الملازم الشاب لإطلاع رئيس الأركان تسفي تسور - وهو الإجراء الذي أصبح، فيما بعد، معياراً للعديد من عمليات الدورية - قبل إعطاء الضوء الأخضر للمخاطرة بحياة خمسة جنود في أراضي العدو. ويفصل باراك في كتابه، لأول مرة، تفاصيل العملية التي أدت إلى اختراق استراتيجي وتاريخي للمخابرات الإسرائيلية. وقد عبر أفراد الطاقم، الذين حمل كل واحد منهم رشاش عوزي وقنبلتين، الحدود إلى الشمال من كيبوتس دان بعد حلول الظلام. كانت لديهم أوامر بالعودة في الساعة 1:15 بعد منتصف الليل، ولكنهم مروا في طريقهم بثلاثة جنود سوريين نائمين، واضطروا لعبور نهر بانياس، الذي كانت مياهه مستعرة منذ الأمطار الأخيرة. وكان النهر عميقا وأوسع من المتوقع في النقطة التي اختار باراك عبورها. وعندما تلقى باراك الأمر بالعودة، أمر رجاله بإطفاء جهاز الاتصال. وبعد ربط جهاز التنصت على رأس عمود الهاتف، عادوا إلى إسرائيل دون أن يراهم أحد، ولكن بعد ثلاث ساعات من الموعد المحدد. وكان في استقبالهم على الحدود، رئيس المخابرات العسكرية، مئير عميت. في اليوم التالي، وصل صندوق زجاجات شمبانيا فرنسية إلى قاعدة (سييرت متكال) مع تهنئة من رئيس الأركان تسور».
ويروي كذلك، كيف نفذ بعدها عمليات أخرى في الجولان. وأصبحت المعلومات الواردة من الجهاز الذي تم تركيبه، عاملاً مركزياً بعد أقل من أربع سنوات، عندما استولى الجيش الإسرائيلي على مرتفعات الجولان في حرب الأيام الستة خلال 36 ساعة.
لكن الجبهة السورية لم تكن مصدر القلق الرئيسي لإسرائيل في الستينيات. فمصر كان لديها أكبر جيش عربي، وكانت مصممة على توحيد العالم العربي ضد إسرائيل. وكان التنصت على الجيش المصري في عمق سيناء يتطلب جهازا أكبر وأقوى بكثير، وليس جهازا يمكن حمله على ظهر جنود الكوماندوس. في ذلك الوقت، تسلمت القوات الجوية أول مروحيات نقل كبيرة من طراز سيكورسكي S - 58s، وتقرر أن يقود باراك العملية الأولى لوحدة «سييرت متكال» التي سيتم تنفيذها بواسطة المروحيات. «حتى الآن»، يكتب: «لا تزال معظم تفاصيل برنامج التنصت على الاتصالات المصرية سرية». ومع ذلك، فإنه يوفر الكثير من التفاصيل الجديدة، بما في ذلك حقيقة أن المخططين تشاوروا مع الجيولوجيين، لتحديد أفضل الأماكن لوضع أجهزة التنصت، والأساليب التي تم تطويرها لإخفائها عن أنظار جنود الصحراء المصريين.
ولا يذكر باراك كيف تم توصيل الجهاز في بداية عام 1964 بخط الاتصالات المصري وإخفاؤه، لكنه يكشف أن جميع أعضاء الفريق الخمسة، طولبوا بالتأكد من أنه تم تركيبه قبل العودة إلى نقطة الالتقاء مع المروحية. لكن اللقاء مع المروحية، لم يتم لأن الضباب الكثيف خيم على الصحراء، وكادت المروحية تتحطم قبل هبوطها. وكانت هذه المهمة هي الأولى لباراك، التي وافق عليها رئيس الأركان الجديد، إسحق رابين، وتبعتها عمليات مشابهة أخرى سمحت للمخابرات الإسرائيلية بالحصول على صورة واضحة عن تحركات الجيش المصري.
وأما العملية الثالثة لتركيب معدات التنصت، التي شارك فيها إيهود باراك، فقد وقعت في أوائل السبعينيات. في هذه العملية، كانت هناك حاجة إلى مروحيات أكبر، وشملت العملية الهجوم على منشآت مصرية من أجل إخفاء المهمة الحقيقية. وحلقت المروحيات فوق قناة السويس، وكما في مهام سابقة، اكتشف فريق باراك أن تركيب جهاز التنصت وإخفاءه كانا أصعب بكثير من المتوقع. وكاد يتم إلغاء العملية قبل انتهائها تقريبا. لكن كبار القادة في مركز القيادة، أبلغوا الطاقم عبر جهاز الاتصال، بأن أمامه الكثير من الوقت، وهكذا اكتملت العملية قبل شروق الشمس. وكتب باراك: «للمرة الأولى منذ أن قمنا باحتلال سيناء، حصلت إسرائيل مرة أخرى على اتصالات في بث مباشر من داخل مصر». لقد تمت تسمية هذه الأجهزة وغيرها بأنها «المصادر الخاصة»، وتستخدمها إسرائيل للحد قدر الإمكان من خطر اكتشافها. عشية حرب يوم الغفران تم تفعيلها لفترة قصيرة جداً، ولو تم استخدامها على نطاق أوسع، لربما تمكنت من توفير معلومات استخباراتية حيوية حول الخطة المصرية السورية للهجوم في يوم الغفران عام 1973.
وعلق مكتب باراك على هذا النشر قائلا: المقالة بتفاصيلها، لا تعكس بدقة ما سيظهر في الكتاب الذي تجري طباعته، حاليا، وسيتم تسويقه بعد خمسة أسابيع. نحن نوصي بالانتظار وقراءة الكتاب نفسه. غني عن التذكير أن الكتاب اجتاز الرقابة العسكرية واللجنة الوزارية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.