احتفلت مصر أمس على المستوى الرسمي والأهلي، باليوم العالمي لمتلازمة «التوحد». وأقامت عدة مؤسسات حكومية، ندوات وفعاليات للتعريف بالمرض ونشر ثقافة التعامل والتوعية مع المرضى وخاصة من الأطفال. بينما نظمت عدة جمعيات ومؤسسات محلية احتفالات وندوات للمرضى وذويهم، في أكثر من محافظة مصرية لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه هؤلاء المرضى. وتضامنت عدة وزارات وهيئات حكومية مع المرضى وأضاءت واجهات مبانيها ومنشآتها الحيوية باللون الأزرق، ضمن الاحتفالات العالمية بهذا المرض.
ونظم مركز الطفل للحضارة والإبداع «متحف الطفل»، احتفالية للتوعية بمتلازمة التوحد تحت شعار «كلنا سوا في متحف الطفل»، عبر تنظيم عدد من ورش العمل والأنشطة الحرفية، بهدف تفعيل دور الأسر والمجتمع في تقديم الخدمات والبرامج للأشخاص ذوي اضطراب التوحد، وصولاً بهم إلى أقصى قدر من الاستقلالية الذاتية وتقرير المصير.
وقالت سمية الألفي، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعي المصرية: «وزارة التضامن تضع ضمن أولوياتها الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، وبخاصة مرضى التوحد، حيث تم ضمهم ضمن الفئات المستفيدة من الدعم النقدي، لبرنامج (تكافل وكرامة). ولفتت إلى «عدم وجود إحصاءات دقيقة لعدد المرضى في مصر».
وأضافت الألفي خلال ندوة «تمكين النساء المصابات بالتوحد» التي أقيمت في إطار فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للتوحد، أنه «يتم العمل على إعادة دمج مرضى التوحد في المجتمع، سواء من خلال القبول في مدارس التربية الخاصة، أو افتتاح مجمع خدمات الإعاقة، وتوفير خدمات لمرضى التوحد قائلة: «هؤلاء لديهم مواهب في العديد من المجالات». وطالبت الألفي، وسائل الإعلام بإلقاء الضوء على قضية التوحد ونشر التوعية به وقبول المصابين به، وإبراز المتميزين منهم.
من جهتها، أكدت مها هلالي، رئيس مجلس إدارة «جمعية التقدم» وعضو «المجلس القومي لشؤون الإعاقة»، على أن اليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد يركز هذا العام على أهمية تمكين الفتيات والنساء ذوات التوحد، وعدم التميز السلبي تجاههم. لافتة إلى أن «الفتيات المصابات يتم حرمانهن من التعليم والكثير من حقوقهن التي كفلها لهن الدستور».
في السياق نفسه، احتفلت «الجمعية المصرية للأوتيزم» باليوم العالمي للتوحد، من خلال التعريف بالمرض وكيفية التعامل معه، كما ساهمت الجمعية في إضاءة عدد من معالم ومباني المؤسسات في مصر باللون الأزرق؛ من بينها، مبنى وزارة التربية والتعليم، ومبنى وزارة التضامن الاجتماعي، وهيئة قناة السويس، والمبنى الرئيسي لمؤسسة مصر الخير، وحقل بنبان لإنتاج الطاقة الشمسية بأسوان، ومكتبة الإسكندرية، ومستشفى قصر العيني، وكاتدرائية بورسعيد، ودار الأوبرا المصرية، والجامعة الأميركية بالقاهرة، والمعهد الكندي العالي، ومستشفى سرطان الأطفال 57357، وسيتي سنتر القاهرة والإسكندرية، وكلية الطب بجامعة بني سويف.
فعاليات الاحتفال بيوم التوحد في مصر، يراها الخبراء والمتخصصون شكلية فقط، وتهدف إلى «الشو الإعلامي»، حيث يقدر أطباء نفسيون عدد أطفال مرضى التوحد في مصر بنحو مليون شخص، بينما تقدر وزارة التضامن الاجتماعي المصرية عددهم بنحو 800 ألف شخص منذ عدة سنوات دون زيادة. وقال أطباء متخصصون في الطب النفسي بمستشفى العباسية للصحة النفسية لـ«الشرق الأوسط»: «أعدد المرضى الكبيرة، يقابلها ندرة في عدد المراكز الحكومية المتخصصة، بجانب ارتفاع تكلفة فاتورة العلاج في القطاع الخاص».
إلى ذلك، قالت إنجي مشهور، مستشارة وزير التربية والتعليم، لشؤون الاحتياجات الخاصة خلال الاحتفال باليوم العالمي للتوحد: «نصبو هذا العام من خلال العديد من النشاطات التي ترعاها وزارة التربية والتعليم، تحت شعار (قوتنا في الدمج) إلى الوصول لأكبر عدد من الناس، للتوعية بأهمية التوحد لدى المجتمع».
وفي إطار جهود علاج التوحد الحكومية، خصصت وزارة الصحة والسكان المصرية، خطا ساخنا يحمل رقم «08008880700»، لتقديم الخدمات الطبية والصحية للأطفال المصابين بالتوحد، والرد على استفساراتهم، ويستقبل الخط جميع المقترحات التي تدعم الرعاية بالمصابين بالمرض.
من جانبه، أعلن الفريق مُهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، مشاركة الهيئة في احتفالات اليوم العالمي للتوحد «الأوتيزم» بإضاءة عدد من المنشآت التاريخية والرئيسية باللون الأزرق مساء اليومين الماضيين، وهي مبنى الإرشاد بالإسماعيلية، ومبنى القبة ببورسعيد، ومبنى التحركات بالسويس، بالإضافة إلى إطلاق السفن العابرة لقناة السويس لصافراتها، وذلك بالتزامن مع قيام معالم بارزة في جميع أنحاء العالم بإنارة الأضواء الزرقاء الساطعة للتوعية بمرض التوحد «الأوتيزم».
بينما قال الدكتور ممدوح تركي، رئيس قسم طب الأطفال بمستشفى هيئة قناة السويس، خلال الاحتفال باليوم العالمي للتوحد: «نجح المركز في أداء رسالته، حيث وصل عدد الأطفال من ذوي القدرات الخاصة، الذين تم تدريبهم وتنمية مهاراتهم الحياتية والاجتماعية منذ بداية العمل به إلى 841 طفلا من المترددين على المركز، من أبناء العاملين بالهيئة وخارجها».
مصر: مقرات حكومية تكتسي بالأزرق في اليوم العالمي للتوحد
«التضامن الاجتماعي» تضيف مرضاه إلى مبادرة {تكافل وكرامة}
مصر: مقرات حكومية تكتسي بالأزرق في اليوم العالمي للتوحد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة