مصادر نيابية في «حزب الله» تدعو لـ«السهر» لمواجهة محاولات «داعش» التمدد في لبنان.. وتوقّع صيف «حار»

مقربون من الحزب عدوا المشهد الأمني أشبه بـ«مسرحية موصل 2»

مصادر نيابية في «حزب الله» تدعو لـ«السهر» لمواجهة محاولات «داعش» التمدد في لبنان.. وتوقّع صيف «حار»
TT

مصادر نيابية في «حزب الله» تدعو لـ«السهر» لمواجهة محاولات «داعش» التمدد في لبنان.. وتوقّع صيف «حار»

مصادر نيابية في «حزب الله» تدعو لـ«السهر» لمواجهة محاولات «داعش» التمدد في لبنان.. وتوقّع صيف «حار»

نسفت الأحداث الأمنية المتسارعة التي شهدتها الساحة اللبنانية أمس (الجمعة)، كل توقعات صيف واعد سياحيا واقتصاديا، لا بل شرّعت كل المخاوف من انسحاب ما يحصل في سوريا والعراق إلى الداخل اللبناني. ومن جهة ثانية، حذّر خبراء عسكريون من أن ما كان يدبّر للبنان «مسرحية موصل2»، في إشارة إلى سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على مدينة الموصل في العراق بشكل مفاجئ قبل نحو عشرة أيام.
مصادر نيابية في «حزب الله» قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما حصل بالأمس سبقه قبل نحو أسبوع تدفق الكثير من المعلومات عن عمل أمني سيستهدف مراكز صحية في ضاحية بيروت الجنوبية وغيرها من المقرات، مما استدعى استنفارا أمنيا كبيرا»، لافتة إلى أن «الخلايا النائمة لعدد من التنظيمات الإرهابية استيقظت، مما يستدعي أن نكون ساهرين، شعبا وقوى أمنية ومقاومة». وأشارت المصادر إلى أن الساحة اللبنانية قد تكون الوجهة الجديدة للإرهاب ولـ«داعش» بعد العراق، داعية للتعاون لـ«صد أي محاولة لتمدد قريب في لبنان، لأن الخطر حينها لن يطال مكونا لبنانيا واحدا، بل كل المكونات دون استثناء». وأضافت هازئة: «أي صيف واعد يتحدثون عنه.. كل ما نتمناه أن يمر الصيف بخير».
ووصف أمين حطيط، الخبير العسكري المقرب من «حزب الله»، العملية الأمنية التي كانت تستهدف لبنان بـ«المركبة والكبيرة»، مشيرا إلى أنّها تُختصر بـ«محاولة لانتقال «داعش» إلى لبنان في يشبه «مسرحية موصل2». وادعى حطيط في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن المشروع كان يهدف لمحاولة اغتيال رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم بالتزامن مع استهداف مستشفيات ومقرات أمنية.. «ما يعني ضربة للرأس تؤدي تلقائيا لانهيار مفاجئ للجسد، وبالتالي صدمة فانعدام توازن وخلل كلي بالنظام مما يؤدي لإمساك الإرهابيين بالبلد».
ُهذا ويجمع المراقبون على أن المشهد الأمني الأخير أبعد ما يكون عن محاولة للضغط بالأمن لانتخاب رئيس للجمهورية بعد 28 يوما من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، بعد أن حجم العمليات التي كان تُحضر والأهداف المحددة تندرج مباشرة بإطار الصراع الإقليمي الدولي الحاصل. ويبقى القرار الخارجي بالحفاظ على استقرار لبنان في المدى المنظور ساري المفعول، بحسب سفير لبنان السابق في واشنطن الدكتور رياض طبارة الذي أشار إلى أن «المجموعات التي تسعى لتحريك الوضع الأمني في لبنان هي متطرفة ولا تمون عليها القوى الإقليمية والدولية الأساسية، على غرار (داعش) و(جبهة النصرة) وغيرهما من الجماعات المتطرفة».
وأوضح طبارة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنّه «وبعد تضعضع هذه القوى جراء خسارتها في معارك القلمون، أعادت تنظيم صفوفها لتضرب مجددا الداخل اللبناني»، مستبعدا إمكانية سريان سيناريو احتلال (داعش) للموصل على لبنان لغياب البيئة الحاضنة الواسعة والمحصورة حاليا في مناطق محددة ولافتقارها للقوى والعناصر اللبنانية التي قد تؤازرها من الداخل كما حصل في العراق». وتوقع طبارة أن يكون صيف لبنان «حارا» بإشارة إلى تجدد العمليات الإرهابية والانتحارية، على أن تظل الأهداف نفسها وبوجه خاص معاقل وعناصر «حزب الله».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.