بالصور... طلاب عراقيون يحتفلون بالتخرج بأزياء كلاسيكية

أرادوا توصيل رسالة سياسية بعد هزيمة «داعش»

بالصور... طلاب عراقيون يحتفلون بالتخرج بأزياء كلاسيكية
TT

بالصور... طلاب عراقيون يحتفلون بالتخرج بأزياء كلاسيكية

بالصور... طلاب عراقيون يحتفلون بالتخرج بأزياء كلاسيكية

يتخذ عدد من طلاب العالم العربي فرصة التخرج في الجامعة لأن تكون جذابة من حيث الملابس، وفي بعض الأحيان تميل إلى التنكرية، سواء لغرابتها أو لجمالها. وفي العراق هذا العام، عمد مجموعة من طلاب كلية القانون والعلوم السياسية بجامعة كركوك إلى جلسة تصوير ما قبل التخرج تحمل رسالة سياسية، تتفق مع انتصار الدولة على تنظيم "داعش" المتطرف، وجاذبة للسياح كذلك.
واختار طلاب الكلية ارتداء ملابس غير تقليدية ذات طابع كلاسيكي، إذ ظهر الطلاب في جلسة التصوير في حديقة «هوراوي شار» في محافظة السليمانية من أجل جذب السياح لهذا المعلم، فضلاً عن تذكر تلك الصور بعد التخرج.
ويقول محمد الرفاعي، طالب في كلية الحقوق ومشارك في جلسة التصوير، إن الرسالة التي يود الطلاب إرسالها: «نحن طلاب العراق نريد أن نبيّن للعالم أجمع أننا نحن شعب لا يُهزم ونحب الحياة والسلام، وذلك في ظل كل الظروف الصعبة التي مررنا بها».

ويتابع الطالب لـ«الشرق الأوسط» أن دوام الطلاب فى الجامعة كان يتزامن مع حرب الدولة على التنظيم المتطرف «داعش»، مضيفاً: «كان هناك رجال يقاتلون في ساحات العز والشرف ويضحون بأرواحهم في سبيل الوطن، بينما هناك رجال ونساء يقاتلون في ساحات العلم ويحاولون أن يخدموا بلدهم، وأن يظهر بالمستوى العلمي والثقافي اللائق».
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن تحرير آخر معاقل تنظيم داعش في العراق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
ونالت الصور التي التقطها الطلاب للمكان الأثري، إعجاب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كما جذبت غير العراقيين للتعرف على هذا المعلم السياحي منذ العصر الروماني.

ويعد المعلم السياحي ملحقاً بوادي العريان في مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق، وكان وادياً جافاً لا ينبت فيه زرع قبل أن يبدأ مشروع تجديده في عام 2004.
واستعد الطلاب قبل الحفل بأسبوعين بتحضير الملابس الكلاسيكية، واختارت الفتيات اللون البنفسجي، أما الشباب فقد اختاروا الأبيض والرصاصي.
كما لجأ طلاب آخرون بكلية الطب بنفس الجامعة إلى ملابس ذات طابع آخر، إذ اختاروا زي رعاة البقر الأميركيين، نالت كذلك استحسان كثير من رواد مواقع التواصل.



«من القلب إلى اليدين»... معرض يطير من ميلانو إلى باريس

حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
TT

«من القلب إلى اليدين»... معرض يطير من ميلانو إلى باريس

حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)
حوار صامت بين الفنّ والموضة (إعلانات المعرض)

للمرّة الأولى، تجتمع في باريس، وفي مكان واحد، 200 قطعة من تصاميم الإيطاليَيْن دومنيكو دولتشي وستيفانو غبانا، الشريكَيْن اللذين نالت أزياؤهما إعجاباً عالمياً لعقود. إنه معرض «من القلب إلى اليدين» الذي يستضيفه القصر الكبير من 10 يناير (كانون الثاني) حتى نهاية مارس (آذار) 2025.

تطريز فوق تطريز (إعلانات المعرض)

وإذا كانت الموضة الإيطالية، وتلك التي تنتجها ميلانو بالتحديد، لا تحتاج إلى شهادة، فإنّ هذا المعرض يقدّم للزوار المحطّات التي سلكتها المسيرة الجمالية والإبداعية لهذين الخيّاطَيْن الموهوبَيْن اللذين جمعا اسميهما تحت توقيع واحد. ونظراً إلى ضخامته، خصَّص القصر الكبير للمعرض 10 صالات فسيحة على مساحة 1200 متر مربّع. وهو ليس مجرّد استعراض لفساتين سبقت رؤيتها على المنصات في مواسم عروض الأزياء الراقية، وإنما وقفة عند الثقافة الإيطالية واسترجاع لتاريخ الموضة في ذلك البلد، وللعناصر التي غذّت مخيّلة دولتشي وغبانا، مثل الفنون التشكيلية والموسيقى والسينما والمسرح والأوبرا والباليه والعمارة والحرف الشعبية والتقاليد المحلّية الفولكلورية. هذه كلّها رفدت إبداع الثنائي ومعها تلك البصمة الخاصة المُسمّاة «الدولتشي فيتا»، أي العيشة الناعمة الرخية. ويمكن القول إنّ المعرض هو رسالة حبّ إلى الثقافة الإيطالية مكتوبة بالخيط والإبرة.

للحفلات الخاصة (إعلانات المعرض)

عروس ميلانو (إعلانات المعرض)

هذا المعرض الذي بدأ مسيرته من مدينة ميلانو الساحرة، يقدّم، أيضاً، أعمالاً غير معروضة لعدد من التشكيليين الإيطاليين المعاصرين، في حوار صامت بين الفنّ والموضة، أي بين خامة اللوحة وخامة القماش. إنها دعوة للجمهور لاقتحام عالم من الجمال والألوان، والمُشاركة في اكتشاف المنابع التي استمدَّ منها المصمّمان أفكارهما. دعوةٌ تتبع مراحل عملية خروج الزيّ إلى منصات العرض؛ ومنها إلى أجساد الأنيقات، من لحظة اختيار القماش، حتى تفصيله وتزيينه بالتطريزات وباقي اللمسات الأخيرة. كما أنها مغامرة تسمح للزائر بالغوص في تفاصيل المهارات الإيطالية في الخياطة؛ تلك التجربة التي تراكمت جيلاً بعد جيل، وشكَّلت خزيناً يسند كل إبداع جديد. هذه هي باختصار قيمة «فيتو آمانو»، التي تعني مصنوعاً باليد.

دنيا من بياض (إعلانات المعرض)

رسمت تفاصيل المعرض مؤرّخة الموضة فلورنس مولر. فقد رأت في الثنائي رمزاً للثقافة الإيطالية. بدأت علاقة الصديقين دولتشي وغبانا في ثمانينات القرن الماضي. الأول من صقلية والثاني من ميلانو. شابان طموحان يعملان معاً لحساب المصمّم كوريجياري، إذ شمل دولتشي صديقه غبانا برعايته وعلّمه كيف يرسم التصاميم، وكذلك مبادئ مهنة صناعة الأزياء وخفاياها؛ إذ وُلد دولتشي في حضن الأقمشة والمقصات والخيوط، وكان أبوه خياطاً وأمه تبيع الأقمشة. وهو قد تكمَّن من خياطة أول قطعة له في السادسة من العمر. أما غبانا، ابن ميلانو، فلم يهتم بالأزياء إلا في سنّ المراهقة. وقد اعتاد القول إنّ فساتين الدمى هي التي علّمته كل ما تجب معرفته عن الموضة.

الخلفية الذهبية تسحر العين (إعلانات المعرض)

الأحمر الملوكي (إعلانات المعرض)

عام 1983، ولدت العلامة التجارية «دولتشي وغبانا»؛ وقد كانت في البداية مكتباً للاستشارات في شؤون تصميم الثياب. ثم قدَّم الثنائي أول مجموعة لهما من الأزياء في ربيع 1986 بعنوان «هندسة». ومثل كل بداية، فإنهما كانا شبه مفلسين، جمعا القماش من هنا وهناك وجاءا بعارضات من الصديقات اللواتي استخدمن حليهنّ الخاصة على منصة العرض. أما ستارة المسرح، فكانت شرشفاً من شقة دولتشي. ومع حلول الشتاء، قدَّما مجموعتهما التالية بعنوان «امرأة حقيقية»، فشكَّلت منعطفاً في مسيرة الدار. لقد أثارت إعجاب المستثمرين ونقاد الموضة. كانت ثياباً تستلهم الثقافة الإيطالية بشكل واضح، وكذلك تأثُّر المصمّمين بالسينما، لا سيما فيلم «الفهد» للمخرج لوتشينو فيسكونتي. كما أثارت مخيّلة الثنائي نجمات الشاشة يومذاك، مثيلات صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي. وكان من الخامات المفضّلة لهما الحرير والدانتيل. وهو اختيار لم يتغيّر خلال السنوات الـ40 الماضية. والهدف أزياء تجمع بين الفخامة والحسّية، وأيضاً الدعابة والجرأة والمبالغة.

جمال الأزهار المطرَّزة (إعلانات المعرض)

اجتمعت هذه القطع للمرّة الأولى في قصر «بالازو ريالي» في ميلانو. ومن هناك تنتقل إلى باريس لتُعرض في واحد من أبهى قصورها التاريخية. إنه القصر الكبير الواقع على بُعد خطوات من «الشانزليزيه»، المُشيَّد عام 1897 ليستقبل المعرض الكوني لعام 1900. وعلى مدى أكثر من 100 عام، أدّى هذا القصر دوره في استضافة الأحداث الفنية الكبرى التي تُتقن العاصمة الفرنسية تقديمها.