توقعات بتشدد روسي أكبر في سوريا

موسكو تتحدث عن إجلاء 80 ألفاً من الغوطة

سحابة دخان تتصاعد بعد قصف من قوات النظام على عربين في الغوطة الشرقية أمس (أ.ف.ب)
سحابة دخان تتصاعد بعد قصف من قوات النظام على عربين في الغوطة الشرقية أمس (أ.ف.ب)
TT

توقعات بتشدد روسي أكبر في سوريا

سحابة دخان تتصاعد بعد قصف من قوات النظام على عربين في الغوطة الشرقية أمس (أ.ف.ب)
سحابة دخان تتصاعد بعد قصف من قوات النظام على عربين في الغوطة الشرقية أمس (أ.ف.ب)

رجح دبلوماسيون وخبراء تحدثت معهم «الشرق الأوسط» أن يميل الموقف الروسي إلى التشدد أكثر في سوريا، بعد الفوز الكبير الذي حققه الرئيس فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة. وشغل ملف العلاقات الدولية، ودور روسيا في الأزمات الإقليمية، الحيز الأساس من الاهتمام، بعد انتهاء استحقاق انتخابات الرئاسة، الذي عزز مواقع بوتين على الصعيدين الداخلي والخارجي، وفق خبراء ركزوا على أن «الخط العام للسياسة الخارجية لن يشهد تغييرات كبرى»، لكن تقاطع أكثر من أزمة بين روسيا والغرب، وانسداد أفق الحوار، سيسفر عن تمسك الكرملين بمواقفه حيال الملفات الأساسية، خصوصاً في سوريا وأوكرانيا، بحسب رأيهم.
ورأى بعض الخبراء أنه «لا مؤشرات إلى اقتراب فتح حوار جدي مع واشنطن، ومع الغرب عموماً، رغم عدم انقطاع التنسيق العسكري في سوريا، الذي يهدف فقط إلى منع الانزلاق نحو مواجهة غير مقصودة». وركز بعضهم على أن «النجاحات التي حققتها موسكو، بالتعاون مع حلفائها الميدانيين في سوريا، خصوصاً في الغوطة أخيراً، تجعل من الصعب الحديث عن ضرورة تراجع موسكو عن مواقفها»، ورجحوا أن تتصاعد حدة مساعي الأطراف المختلفة التي تمتلك وجوداً مباشراً على الأرض السورية للمحافظة على مناطق نفوذها. كما لفت أكثر من خبير إلى أن «بوتين حصل على تفويض شعبي واسع، وتمكّن من تحصين الوضع الداخلي، رغم كل الضغوط التي مورست على روسيا أخيراً، ما يجعله أكثر قدرة على المناورة في الملفات الخارجية».
وميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري «حرر أكثر من 65 في المائة من الغوطة الشرقية، وتم إجلاء نحو 80 ألف شخص، خرجوا في الأيام الخمسة الماضية عبر الممرات التي فتحها الجيش السوري ومركز المصالحة الروسي».
وركز وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس، على ما وصفه بأنه «عملية إنسانية فريدة وغير مسبوقة تستمر في الغوطة الشرقية، بدعم من مركز المصالحة الروسي في سوريا»، وقال إن عدد الذين تم إجلاؤهم بلغ 79655 نسمة، وأضاف أن «الجهود الرئيسية للعسكريين الروس تهدف بشكل أساسي إلى ضمان الخروج الآمن للمدنيين من المناطق المحاصرة، وتنظيم وصول المساعدات الإنسانية الروسية لمن تم إجلاؤهم»، ونوّه بأن موسكو «سلّمت في وقت قصير نحو 427 طناً من المواد الغذائية، إضافة إلى المطابخ المتنقلة، والأفرشة والبطانيات، وتقوم بتقديم الوجبات الساخنة للنازحين يومياً».
وأشار الوزير الروسي إلى أن هذا العمل «تم بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري».
ولفت، في المقابل، إلى «استمرار المحاولات الاستفزازية من قبل المسلحين لإخراج السلام عن مساره في الغوطة الشرقية. ونحن، رغم ذلك، نتفاوض مع قادة الجماعات المسلحة بهدف وقف الأعمال العدائية، وتجنب وقوع كارثة إنسانية». كما أشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية «تواصل مراقبة ممارسات الولايات المتحدة وبلدان التحالف، ورصد نشاط قواتهم المسلحة في سوريا وحولها».
وجدد شويغو التحذير من «احتمال قيام المسلحين باستخدام مواد سامة لإلقاء اللوم على القوات السورية، واتهامها باستخدام الأسلحة الكيماوية. وقد تم إحباط 3 محاولات من هذا النوع خلال الأسبوع الماضي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.