رجح دبلوماسيون وخبراء تحدثت معهم «الشرق الأوسط» أن يميل الموقف الروسي إلى التشدد أكثر في سوريا، بعد الفوز الكبير الذي حققه الرئيس فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة. وشغل ملف العلاقات الدولية، ودور روسيا في الأزمات الإقليمية، الحيز الأساس من الاهتمام، بعد انتهاء استحقاق انتخابات الرئاسة، الذي عزز مواقع بوتين على الصعيدين الداخلي والخارجي، وفق خبراء ركزوا على أن «الخط العام للسياسة الخارجية لن يشهد تغييرات كبرى»، لكن تقاطع أكثر من أزمة بين روسيا والغرب، وانسداد أفق الحوار، سيسفر عن تمسك الكرملين بمواقفه حيال الملفات الأساسية، خصوصاً في سوريا وأوكرانيا، بحسب رأيهم.
ورأى بعض الخبراء أنه «لا مؤشرات إلى اقتراب فتح حوار جدي مع واشنطن، ومع الغرب عموماً، رغم عدم انقطاع التنسيق العسكري في سوريا، الذي يهدف فقط إلى منع الانزلاق نحو مواجهة غير مقصودة». وركز بعضهم على أن «النجاحات التي حققتها موسكو، بالتعاون مع حلفائها الميدانيين في سوريا، خصوصاً في الغوطة أخيراً، تجعل من الصعب الحديث عن ضرورة تراجع موسكو عن مواقفها»، ورجحوا أن تتصاعد حدة مساعي الأطراف المختلفة التي تمتلك وجوداً مباشراً على الأرض السورية للمحافظة على مناطق نفوذها. كما لفت أكثر من خبير إلى أن «بوتين حصل على تفويض شعبي واسع، وتمكّن من تحصين الوضع الداخلي، رغم كل الضغوط التي مورست على روسيا أخيراً، ما يجعله أكثر قدرة على المناورة في الملفات الخارجية».
وميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري «حرر أكثر من 65 في المائة من الغوطة الشرقية، وتم إجلاء نحو 80 ألف شخص، خرجوا في الأيام الخمسة الماضية عبر الممرات التي فتحها الجيش السوري ومركز المصالحة الروسي».
وركز وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس، على ما وصفه بأنه «عملية إنسانية فريدة وغير مسبوقة تستمر في الغوطة الشرقية، بدعم من مركز المصالحة الروسي في سوريا»، وقال إن عدد الذين تم إجلاؤهم بلغ 79655 نسمة، وأضاف أن «الجهود الرئيسية للعسكريين الروس تهدف بشكل أساسي إلى ضمان الخروج الآمن للمدنيين من المناطق المحاصرة، وتنظيم وصول المساعدات الإنسانية الروسية لمن تم إجلاؤهم»، ونوّه بأن موسكو «سلّمت في وقت قصير نحو 427 طناً من المواد الغذائية، إضافة إلى المطابخ المتنقلة، والأفرشة والبطانيات، وتقوم بتقديم الوجبات الساخنة للنازحين يومياً».
وأشار الوزير الروسي إلى أن هذا العمل «تم بالتعاون الوثيق مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري».
ولفت، في المقابل، إلى «استمرار المحاولات الاستفزازية من قبل المسلحين لإخراج السلام عن مساره في الغوطة الشرقية. ونحن، رغم ذلك، نتفاوض مع قادة الجماعات المسلحة بهدف وقف الأعمال العدائية، وتجنب وقوع كارثة إنسانية». كما أشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية «تواصل مراقبة ممارسات الولايات المتحدة وبلدان التحالف، ورصد نشاط قواتهم المسلحة في سوريا وحولها».
وجدد شويغو التحذير من «احتمال قيام المسلحين باستخدام مواد سامة لإلقاء اللوم على القوات السورية، واتهامها باستخدام الأسلحة الكيماوية. وقد تم إحباط 3 محاولات من هذا النوع خلال الأسبوع الماضي».
توقعات بتشدد روسي أكبر في سوريا
موسكو تتحدث عن إجلاء 80 ألفاً من الغوطة
توقعات بتشدد روسي أكبر في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة