«الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض يتهم رئيس الحكومة بتسميم الأجواء السياسية قبل الانتخابات

باكوري قال إن الإعلان عن تفاصيل تنظيمها عرف ارتباكا غير مبرر

مصطفى باكوري
مصطفى باكوري
TT

«الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض يتهم رئيس الحكومة بتسميم الأجواء السياسية قبل الانتخابات

مصطفى باكوري
مصطفى باكوري

اتهم مصطفى باكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، أمس، عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، بتسميم الأجواء السياسية قبيل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، المزمع تنظيمها العام المقبل، وحمله مسؤولية نشر جو يسوده غياب الثقة بالعملية الانتخابية بشكل مقصود.
وانتقد باكوري، الذي كان يتحدث أمس في لقاء صحافي عقده بمقر حزبه بالرباط، ما وصفه بـ«الارتباك والارتجال»، اللذين ميزا الإعلان عن الجدولة الزمنية للانتخابات المقبلة، وكذا تضارب المواقف بشأنها من قبل المكونات السياسية للغالبية الحكومية، الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي في التحضير الجديد لهذه الانتخابات، بحسب رأيه.
وقال باكوري إن الإعلان عن مواعيد وتفاصيل إجراء الانتخابات المقبلة عرف ارتباكا غير مفهوم وغير مبرر، وتميز بالارتجال أيضا، مضيفا أن التحضير لهذه الانتخابات «لم تغب عنه أجواء الثقة فحسب، بل هناك تسميم للجو كأن ذلك مقصود من قبل مسؤولين، يفترض فيهم الحرص على إشاعة الثقة بين الأطراف السياسية، وهو ما لا يحدث من خلال خرجات ابن كيران الإعلامية غير المحسوبة، التي تخلق جوا مشحونا غير مفهوم، نرفضه ونأسف له، ونحن نحمل مسؤوليته للأطراف التي تساهم في نشره».
وعبر عن أمله تجاوز الأمر خلال الأيام المقبلة والمضي نحو التوافق بين مختلف المكونات السياسية.
واستغرب باكوري التأخير في الإعلان عن مواعيد إجراء الانتخابات، لا سيما أنها ستكون مسبوقة بإعداد مجموعة من القوانين، يصل عددها إلى 32 قانونا، ينبغي أن تأخذ وقتها الكافي حتى لا تخرج إلى النور في شكل «ترقيعات قانونية»، بحسب تعبيره.
وبسط المسؤول الحزبي مواقف حزبه من عدد من القضايا المتعلقة بالانتخابات، ومنها الجهة التي ستشرف عليها، وقال في هذا الصدد إنه لا ينبغي أن يأخذ هذا الموضوع حجما أكثر مما يستحق، مشيرا إلى أن حزبه يؤيد تولي الحكومة مسؤولية الإشراف على الانتخابات، مقابل تقديم الضمانات على احترام النزاهة والشفافية، وذلك في رد ضمني على معارضة حزب العدالة والتنمية إشراف وزارة الداخلية على الانتخابات المقبلة، ومطالبته تشكيل هيئة وطنية مستقلة لهذا الغرض.
وبشأن اللوائح الانتخابية، طالب الحزب باعتماد لوائح جديدة، مخالفا بذلك موقف وزير الداخلية محمد حصاد، الذي قال أمام مجلس النواب إن هذه اللوائح لا تحتاج إلى تعديل، بل إلى تحيين فقط.
كما طالب الحزب باعتماد البطاقة الوطنية (بطاقة الهوية) في التصويت، بدل بطاقات الانتخاب المعمول بها حاليا، ودعا باكوري إلى أن تكون مراجعة القوانين الخاصة بمجمل الاستحقاقات الانتخابات «مراجعة استراتيجية وسياسية تراعي روح الدستور، لا مراجعة تقنية».
وبشأن المشاورات التي بدأها ابن كيران أمس مع الأحزاب السياسية حول الانتخابات، قال باكوري إن حزبه يطالب بإجرائها وفق جدول عمل مسطر مسبقا، وأن تكون جادة ومبنية على الثقة والوضوح، وليست مجرد مشاورات شكلية.
وردا على الانتقادات التي وجهت إلى حزبه من قبل حزبي «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» و«الاستقلال»، قال باكوري إنها تدخل في إطار الصراع السياسي، وإن حزبه يتعامل معها في إطار ردود الفعل على حزبه الذي جاء بمتغيرات في المشهد السياسي لا يمكن إنكارها، بحسب رأيه.
كما أحجم عن الرد على مطلب حل الحزب من قبل «العدالة والتنمية»، وقال إن حزبه يملك طرقا كثيرة للرد على هذا الموضوع.
وردا على الاتهامات التي وجهت إلى حزبه بشأن استغلال قضية زراعة الكيف (القنب الهندي) في المناطق الشمالية للبلاد، ودعوته إلى تقنينها وتعويض مزارعيه كورقة انتخابية، نفى باكوري ذلك، وقال إن الكيف يعد من القضايا المهمة في المجتمع ينبغي البحث عن حلول لها، وإن حزبه سعى إلى كسر التابوهات حول هذا الموضوع، ولم يتخذه مجالا للمزايدات السياسية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.