1500 عداء للقراءة يتنافسون في مضمار معرض الرياض للكتاب

«تشخيص الصحوة»... كتاب موجه للشباب للابتعاد عن التطرف

معرض الرياض الدولي للكتاب في يومه الرابع («الشرق الأوسط»)
معرض الرياض الدولي للكتاب في يومه الرابع («الشرق الأوسط»)
TT

1500 عداء للقراءة يتنافسون في مضمار معرض الرياض للكتاب

معرض الرياض الدولي للكتاب في يومه الرابع («الشرق الأوسط»)
معرض الرياض الدولي للكتاب في يومه الرابع («الشرق الأوسط»)

شهد معرض الرياض الدولي للكتاب في يومه الرابع إقبالاً متزايداً من عشاق الكتاب والثقافة، حيث شرح الدكتور توفيق السديري نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي سبب اختياره للمعرض لتوقيع كتابه «تشخيص الصحوة»، ليستفيد منه الشباب في تفادي أخطاء الماضي ومعالجتها، والوصول بالمملكة إلى طموح القيادة وولاة الأمر. وقال السديري: «يرصد الكتاب فكر الصحوة الحركية التي غزت العالم العربي والإسلامي خلال المائة سنة الماضية»، موضحاً أنه تناول في الفصل الأول، المعنون بـ«التفسير السياسي أو المصلحي للدين»، الجذور الفكرية لهذه الصحوة، وكيف نشأت، وما نقطة الافتراق عن الفكر الإسلامي الوسطي، وبداية الانحراف لهذه الجماعات.
وأضاف: تحدثت في الفصل الثاني عن الأفكار الصحوية، وكيف جاءت إلى المملكة واستطاعت أن تتغلغل في أوساط الشباب السعودي عبر 50 سنة ماضية، وكذلك كيف استطاعت أن تعمل، وآليات عملها، وتتحرك خلال الأزمات التي مرت بها المملكة. وشهدت فعالية «ماراثون الترجمة»، المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، تنافس 1500 عداءِ للقراءة، بترجمة مقالات ونصوص عربية للغتين الإنجليزية والفرنسية، في بادرة هي الأولى من نوعها في مسيرة المعرض بدورته الحالية 2018، التي حملت شعار «الكتاب.. مستقبل التحول».
وقال عضو اللجنة الثقافية مسؤول الماراثون حاتم الشمري: تدور فكرة الماراثون حول تنافس المتسابقين في اختيار مقالاً عربياً موثوقاً، أو موضوعاً هادفاً عن التراث والثقافة والفن والحضارة والمعالم الأثرية التي تتميّز بها المملكة العربية السعودية، وكذلك الشخصيات الوطنية التي وضعت بصمة في مسيرة الوطن والإنجازات والاختراعات التي قام بها أبناؤه. وأضاف: «رشّحنا 200 نص ومقال مختار، وخصّصنا لجنة تتكون من أكاديميين وأكاديميات يوجدون يومياً في قاعة الطموح (موقع الماراثون) للإشراف على النصوص والمقالات المختارة، وترجمتها إما للغة الإنجليزية أو الفرنسية، ومتابعة سيرها بنجاح». وتابع الشمري: «بلغ عدد المتسابقين والمتسابقات المسجلين في الموقع قرابة 1500 مشترك، بمعدل 200 متسابق يوميا». وختم حديثه قائلاً: «نطمح لمضاعفة عدد المشتركين، وسنُقدّم للفائزين شهادة تكريمٍ ووسامٍ مقدّم من اللجنة الثقافية بالمعرض».
إلى ذلك، دعا الأديب السعودي الحائز على جائزة البوكر، محمد علوان، على هامش فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2018، إلى الابتعاد عن البيروقراطية في النشر في المملكة. وأوضح في لقاء مفتوح ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2018 أنه لم يكن ينوي كتابة رواية «موت صغير»، الحاصلة على جائزة بوكر، إلا في اللحظات الأخيرة، مطالباً القائمين على الثقافة بالابتعاد عن البيروقراطية في النشر، ومشدداً على أن الشعر هجره بينما لم يهجر هو الشعر. وقال: «بدأت شاعراً في الرابعة عشرة من عمري، وكنت أتوقع أن أكون شاعراً كبيراً تطبع له الدواوين، فانتقلت في العشرين إلى إصدار روايتي الأولى من دون أن أطبع ديواني الشعري، فهجرني الشعر ولم أهجره، وأعلم أن الشعر كائن متقلب، فلذلك بقيت فترة أكتب الشعر والقصة القصيرة والرواية مع بعضهم حتى تفرغت للرواية».
وبيّن علوان مراحل رواياته قائلاً: «الشعر لا تستطيع الفكاك منه، وهذا ظاهر في رواية (سقف الكفاية)، ثم بدأ يقل تدريجياً في الروايات التي بعدها، حتى خبأ في (موت صغير)»، مؤكداً أنه دائماً يرشح روايته الأخيرة، إذا سئل عن الرواية الأفضل، معللاً ذلك بقوله: «بعد 15 عاماً من الكتابة، أتوقع أني تحسنت فيها فنياً، ولكن عاطفياً أنحاز إلى (سقف الكفاية)، غير أني لست راضياً عنها فنياً».وحول سبب ترجمة رواية «القندس» إلى الفرنسية، قال علوان: «قد يعود إلى أسباب غير فنية»، مضيفاً: «لربما وصل إلى القائمة القصيرة للبوكر، فحصلتُ على أراء النقاد لأجل ذلك، وحصلت على جائزة معهد العالم العربي في باريس».
وفصّل في كتابة «موت صغير» قائلاً: «(موت صغير) لم أنوِ كتابتها، وكنت أفكر بكتابة رواية أخرى، إلا أنه في يوم من الأيام كنت أقرأ عن محي الدين العربي، فلاحظت أنه محب للرحلة والانتقال، فتعمقت في شخصيته، ووجدت ما كتب عنه مختزلاً، وهي رواية خيالية، فإن وجد فيها جزء من الحقيقة فهذا أمر جيد».
وعن الجدل في المجاملة بعد حصوله على جائزة البوكر، قال إن الجدل دائم بعد كل إعلان عن جائزة، حتى جائزة نوبل، مضيفاً: «الجوائز عبارة عن لجنة من عدة أشخاص جاهزين للتصويت، والاختيار يعود إلى الذائقة، ولكن الجوائز زادت من هامش الكيف في إنتاج الأدب العربي، بعد تزايد الكم على حساب الكيف». وطالب علوان صناعة النشر السعودية بالابتعاد عن البيروقراطية، مضيفاً: «الجميل أن المملكة تسير نحو رؤية واضحة وطموحة (رؤية 2030)»، مؤكدا على ضرورة وجود عجلة اقتصادية لدفع المشهد الثقافي إلى الأمام.


مقالات ذات صلة

غزة تحرق الكتب للخبز والدفء

خاص الكاتب الغزي محمود عساف الذي اضطر إلى بيع مكتبته لأحد الأفران (حسابه على «فيسبوك»)

غزة تحرق الكتب للخبز والدفء

يعاني سكان قطاع غزة، خصوصاً في شماله، من انعدام تام لغاز الطهي، الذي يُسمح لكميات محدودة منه فقط بدخول مناطق جنوب القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
ثقافة وفنون الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» في قطر الفائزين بدورتها العاشرة خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد وشخصيات بارزة ودبلوماسية وعلمية.

ميرزا الخويلدي (الدوحة)
ثقافة وفنون «حجر النرد»... حاكماً على التاريخ في الرواية

«حجر النرد»... حاكماً على التاريخ في الرواية

قد يفاجأ القارئ الاعتيادي الذي يقرأ هذا النص السردي الموسوم بـ«وجوه من حجر النرد»، الصادر عام 2024، كونه لا يمت بصلة لفن الرواية الحديثة

فاضل ثامر
ثقافة وفنون أبطال في قبضة واقع مأساوي وأحلام كابوسية

أبطال في قبضة واقع مأساوي وأحلام كابوسية

في مجموعته القصصية «العاقرات يُنجبن أحياناً»، يُجري الكاتب المصري أحمد إيمان زكريا مفاوضات ضمنية بين المُمكن والمستحيل بما يُشبه لعبة الشدّ والجذب

منى أبو النصر (القاهرة)
ثقافة وفنون «ذهب أجسادهن»... قصائد ترصد العالم من منظور أنثوي شفيف

«ذهب أجسادهن»... قصائد ترصد العالم من منظور أنثوي شفيف

في ديوانها الرابع «ذهبُ أجسادهن» الصادر عن دار «كتب» ببيروت، تسعى الشاعرة المغربية عائشة بلحاج إلى رصد العالم من منظور أنثوي شفيف

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.