فرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا

TT

فرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا

فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حتى الآن عقوبات على أكثر من 100 شخص وكيان روسي. وأمس تبنت عقوبات على خمسة كيانات و19 شخصاً رداً على «الهجمات المستمرة المشينة القادمة من روسيا»، في إشارة على وجه التحديد إلى النشاط الإلكتروني الروسي عبر الإنترنت ومحاولات التدخل في الانتخابات الأميركية.
وتعتبر هذه أكثر العقوبات صرامة والتي فرضتها واشنطن على روسيا منذ دخول ترمب البيت الأبيض.
وقال وزير الخزانة ستيفن منوشين في بيان: «إن الإدارة تواجه النشاط السيبراني الروسي الخبيث وتتصدى له، بما في ذلك محاولتها للتدخل في الانتخابات الأميركية، والهجمات السيبرانية المدمرة، والتدخلات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية».
وتأتي العقوبات في نفس الوقت الذي انضمت فيه الولايات المتحدة إلى كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإدانة روسيا على دورها في هجوم غاز الأعصاب الذي استهدف الجاسوس الروسي السابق وابنته داخل بريطانيا. وأكدت الولايات المتحدة في بيان مشترك مع الدول الثلاث الأخرى أن ما قامت به روسيا يمثل انتهاكا واضحا للقانون الدولي، إلا أن البيان لم يتضمن أي رد فعل ضد موسكو.
واستهدفت العقوبات الجديدة المنظمات والكيانات الروسية التي جاءت في مذكرة اتهام المحقق الخاص روبرت مولر حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية ومحاولة تشويه للديمقراطية الأميركية. كما جاءت العقوبات أيضا كرد فعل من الإدارة الأميركية ضد روسيا بسبب الهجمات الإلكترونية التي قامت بها كيانات تابعة للجيش الروسي العام الماضي، وتضمنت محاولة اختراق شبكة الطاقة الأميركية.
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن العقوبات الجديدة جاءت رد فعل على هجمات «نوت بيتيا» الإلكترونية التي قامت بها روسيا وتسببت في مليارات الدولارات من الخسائر في الولايات المتحدة ودوّل أخرى في أوروبا وآسيا، والتي اعتبرتها الخزانة الأميركية أكثر الهجمات الإلكترونية تدميرا وتكلفة في التاريخ.
وقال منوشين إن الولايات المتحدة تنوي فرض مزيد من العقوبات في إطار الجهود الرامية إلى «محاسبة المسؤولين الحكوميين والحكام الروس بخصوص أنشطتهم المزعزعة للاستقرار عن طريق قطع سبل وصولهم إلى النظام المالي الأميركي». بالإضافة إلى ذلك، ذكر البيان الصحافي أن الحكومة الأميركية تواصل الضغط على روسيا بسبب جهودها المزعومة لزعزعة استقرار أوكرانيا، فضلاً عن الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
كما أشارت وزارة الخزانة إلى استخدام غاز الأعصاب العسكري مؤخرا، في محاولة لقتل مواطنين بريطانيين كدليل إضافي على «السلوك المتهور وغير المسؤول للحكومة (الروسية)».
وجاءت مؤسسة خدمة الأمن الفيدرالية الروسية ضمن قائمة الكيانات التي استهدفتها العقوبات الجديدة، وتعتبر هذه المؤسسة وريثة جهاز الاستخبارات في الاتحاد السوفياتي سابقا «كي جي بي». وشملت العقوبات أيضا الاستخبارات العسكرية الروسية والمعروفة اختصارا بـ«جي آر يو». وكانت هذه الكيانات قد تم استهدافها في حزمة عقوبات أميركية سابقة بسبب تدخل روسيا في أوكرانيا.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».