وكالة الطاقة تحذر من تداعيات سلبية لقرارات ترمب الجمركية

أكدت تسارع الطلب العالمي على النفط... وفنزويلا عامل حسم للمخزونات

عمال بأحد حقول النفط في كازاخستان (رويترز)
عمال بأحد حقول النفط في كازاخستان (رويترز)
TT

وكالة الطاقة تحذر من تداعيات سلبية لقرارات ترمب الجمركية

عمال بأحد حقول النفط في كازاخستان (رويترز)
عمال بأحد حقول النفط في كازاخستان (رويترز)

قالت وكالة الطاقة الدولية إن من المتوقع تسارع نمو الطلب العالمي على النفط في العام الحالي لكن الإمدادات ما زالت تنمو بوتيرة أسرع، مما يؤدي لزيادة المخزونات في الربع الأول من العام الحالي... كما حذرت من آثار اقتصادية سلبية لقرار الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية على واردات بلاده، قائلة إن مؤشرات الحمائية التجارية الأميركية تهدد توقعات النمو الاقتصادي العالمي، وإن تباطؤ التجارة سيضر باستهلاك وقود السفن والشاحنات.
وقالت الوكالة إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألمونيوم، الذي دفع شركاء تجاريين كبارا للتلويح بالرد، يهدد توقعات النمو الاقتصادي العالمي. وأضافت أن «أي تباطؤ سيكون له عواقب وخيمة؛ وبخاصة على الوقود المستخدم في قطاع النقل البحري والنقل بالشاحنات»، مؤكدة أن نمو التجارة العالمية اتسم بالقوة حيث تسارع من 2.5 في المائة في 2016، إلى 4.7 في المائة في 2017، مشيرة إلى ذلك باعتباره السبب المرجح لزيادة بنسبة 1.8 في المائة في الطلب العالمي على زيت الغاز في عام 2017.
وتتوافق رؤية وكالة الطاقة حول السياسات الحمائية الأميركية، مع التحذير الذي وجهته منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، أول من أمس في تقريرها الشهري، من أن تلك السياسات التي يتبعها الرئيس الأميركي قد تؤدي إلى خفض النمو الاقتصادي العالمي كما تقلل الطلب على النفط.
من جهة أخرى، رفعت وكالة الطاقة، التي تتخذ من باريس مقرا لها، توقعاتها للطلب العالمي على النفط في عام 2018 إلى 99.3 مليون برميل يوميا، من مستوى 97.8 مليون برميل يوميا في 2017. وزادت مخزونات النفط التجارية في الدول الصناعية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في يناير (كانون الثاني) الماضي للمرة الأولى في سبعة أشهر إلى 2.871 مليار برميل، وهو ما يزيد بمقدار 53 مليون برميل على متوسط خمسة أعوام، بحسب «رويترز».
وقالت الوكالة، التي تقدم المشورة للحكومات الغربية بشأن سياسات الطاقة، إن زيادة مخزونات يناير التي بلغت 18 مليون برميل فوق مستوى ديسمبر (كانون الأول) تقترب من نصف حجم الزيادة المشهودة عادة في مثل هذا الوقت من العام.
لكن الوكالة قالت إن فنزويلا، التي تعاني من أزمة اقتصادية خفضت إنتاجها النفطي نحو 50 في المائة في عامين إلى مستويات متدنية لم تشهدها في أكثر من عشر سنوات، قد تُسبب انخفاضا جديدا في المخزونات. وقالت: «تواجه الإمدادات من فنزويلا بوضوح انخفاضا متسارعا محتملا ودون أي تغيير يعوض ذلك من منتجين آخرين.. فقد يكون البلد الواقع في أميركا اللاتينية العنصر الأخير الذي يدفع السوق بحسم نحو النقص».
وفي محاولة لتصريف المخزونات تطبق منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجون آخرون منهم روسيا اتفاقا لخفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا منذ يناير 2017 حتى نهاية 2018. وبفرض عدم تغير إنتاج «أوبك» لبقية العام، قالت الوكالة إنها تتوقع زيادة طفيفة في مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الأول من العام الحالي، مع حدوث انخفاضات بعد ذلك.
وقالت الوكالة إنها تتوقع نمو الإمدادات من الدول غير الأعضاء في «أوبك» بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في 2018، إلى 97.9 مليون برميل يوميا بقيادة الولايات المتحدة، التي من المتوقع زيادة إنتاجها من الخام بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا في 2018 إلى أكثر من 11 مليون برميل يوميا بنهاية العام. وانخفض إنتاج الخام في «أوبك» في فبراير (شباط) الماضي إلى 32.1 مليون برميل يوميا بقيادة فنزويلا والإمارات.
ورفعت وكالة الطاقة تقديراتها للطلب على نفط «أوبك» إلى 32.4 مليون برميل يوميا لعام 2018، مقابل 32.3 مليون برميل يوميا في توقعات الشهر الماضي.
وفيما يخص اتفاق خفض الإنتاج بين «أوبك» وخارجها، قال الكسندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي، أمس سندرس خيارات خفض إنتاج النفط العالمي بحلول يونيو (حزيران) بناء على ظروف السوق. وفي الأسواق، تذبذبت أسعار النفط أمس، إذ وجدت دعما في قوة الطلب العالمي لكن كبحتها في الوقت نفسه زيادة مستمرة في الإنتاج الأميركي تقوض الجهود التي تقودها «أوبك».
وبحلول الساعة 07:42 بتوقيت غرينتش، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة تسعة سنتات إلى 61.05 دولار للبرميل. وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت عند 64.91 دولار للبرميل، ليظل قريب من سعر آخر تسوية. وظل الخامان خلال معظم ساعات التداول الآسيوية عند أعلى أو أقل قليلا من التسوية السابقة.
وتلقت الأسعار بعض الدعم من الطلب القوي، خاصة بعد التقرير الشهري لأوبك الذي توقع نمو استهلاك النفط بمقدار 1.62 مليون برميل يوميا في عام 2018. لكن الزيادة المستمرة في إنتاج الخام الأميركي ألقت بظلالها على الأسواق، حيث بلغ الإنتاج مستوى قياسيا جديدا في الأسبوع بصعوده إلى 10.38 مليون برميل يوميا، ليرتفع أكثر من 23 في المائة منذ منتصف 2016. كما زادت مخزونات الخام التجارية خمسة ملايين برميل إلى 430.93 مليون برميل.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن من المتوقع أن يرتفع إنتاج الخام الأميركي، الذي تخطى بالفعل إنتاج السعودية أكبر مصدر للنفط، إلى أكثر من 11 مليون برميل يوميا في وقت لاحق من العام الحالي، لينتزع الصدارة من روسيا.


مقالات ذات صلة

دبلوماسية البذلات: هل أشعل قميص زيلينسكي الخلاف مع ترمب؟

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقيان في المكتب البيضوي بالبيت الأبيض (أ.ف.ب)

دبلوماسية البذلات: هل أشعل قميص زيلينسكي الخلاف مع ترمب؟

طلب موظفو البيت الأبيض من زيلينسكي ارتداء بذلة قبل الاجتماع مع ترمب، لكن الرئيس الأوكراني رفض. فهل أجج ذلك الخلاف بين الزعيمين؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد امرأة تسير نحو مدخل مصنع أحذية في منطقة صناعية بدونغقوان مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية في الصين (أ.ف.ب) play-circle

هل بدأ الانفصال بين أكبر اقتصادين؟ وما تبعاته على البلدين والعالم؟

مع الرسوم الجمركية الجديدة التي طرحها دونالد ترمب على الصين، يُطرح كثير من التساؤلات عمّا إذا كان «فك الارتباط» بين أكبر اقتصادين في العالم قد بدأ بالفعل.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا ترمب وبوتين في لقاء سابق (د.ب.أ)

الكرملين: التحول في السياسة الخارجية الأميركية يتوافق إلى حد كبير مع رؤيتنا

قال الكرملين في تصريحات بثت اليوم (الأحد)، إن التحول الكبير الذي شهدته السياسة الخارجية الأميركية تجاه روسيا يتماشى إلى حد كبير مع رؤيته.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ لافتات باللغتين الإسبانية والإنجليزية في بروكلين في ولاية نيويورك الأميركية (أ.ب)

ترمب يوقِّع أمراً باعتماد الإنجليزية اللغة الرسمية للولايات المتحدة

وقَّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (السبت) أمراً تنفيذياً يعتمد اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية للولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ متظاهرون أمام مقر «تسلا» في نيويورك (رويترز)

احتجاجات مناهضة لإيلون ماسك أمام مقر «تسلا» في نيويورك

ألقت الشرطة القبض على 9 أشخاص خلال احتجاج صاخب أمام مقر لشركة «تسلا في نيويورك على دور مالك الشركة إيلون ماسك في تخفيضات شاملة للقوى العاملة بالحكومة الاتحادية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تركيا تريد استئناف عمل خط أنابيب النفط مع العراق بالطاقة القصوى

منظر عام لخط أنابيب كركوك - جيهان الذي يربط العراق وتركيا في ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط (رويترز)
منظر عام لخط أنابيب كركوك - جيهان الذي يربط العراق وتركيا في ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط (رويترز)
TT

تركيا تريد استئناف عمل خط أنابيب النفط مع العراق بالطاقة القصوى

منظر عام لخط أنابيب كركوك - جيهان الذي يربط العراق وتركيا في ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط (رويترز)
منظر عام لخط أنابيب كركوك - جيهان الذي يربط العراق وتركيا في ميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط (رويترز)

قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده تريد أن يعمل خط أنابيب النفط بين العراق وتركيا بأقصى طاقته بمجرد استئناف التدفقات عبر ميناء جيهان التركي. وفق «وكالة أنباء الأناضول» التركية الأحد.

وأوقفت تركيا خط الأنابيب في مارس (آذار) 2023 بعد أن أمرت غرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع 1.5 مليار دولار لبغداد تعويضات عن الصادرات غير المصرح بها بين عامي 2014 و2018.

وقالت تركيا منذ أواخر عام 2023 إنها مستعدة لاستئناف العمليات في خط الأنابيب الذي يحمل صادرات النفط من إقليم كردستان العراق.

ونقلت وكالة «رويترز» عن بيرقدار الشهر الماضي، قوله إن أنقرة لم تتلق تأكيداً بشأن استئناف التدفقات.

وقالت ثماني شركات نفطية دولية تعمل في إقليم كردستان العراق يوم الجمعة إنها لن تستأنف صادراتها النفطية عبر ميناء جيهان التركي على الرغم من إعلان بغداد عن قرب استئناف التصدير.

وقال الوزير: «هذا الخط جاهز منذ عام ونصف العام بالفعل. نريد أن يتم استخدام خط الأنابيب التركي العراقي، خصوصاً خطي الأنابيب بطول 650 كيلومتراً من سيلوبي إلى جيهان».

وأضاف: «نريد أن يذهب جزء من النفط الذي يمر عبر هذا الخط إلى مصفاة كيركالي، وأيضاً من خلال السفن عبر ميناء جيهان، إلى المصافي في تركيا أو إلى مصافي مختلفة في العالم، حتى يمكن استخدام طاقة الخط بأقصى مستوى».

أوضح بيرقدار، أن مشروع طريق التجارة المخطط له بين تركيا والعراق، الذي يطلق عليه مشروع طريق التنمية، يتضمن بناء خط أنابيب يصل إلى الخليج العربي لنقل تدفقات النفط العراقي إلى الأسواق العالمية عبر تركيا.

يأتي هذا بعد أن دعت وزارة النفط العراقية، السبت، شركات أجنبية عالمية تعمل تحت رابطة صناعة النفط في كردستان (أبيكور)، إلى جانب شركات متعاقدة مع حكومة إقليم كردستان، إلى اجتماع في بغداد يوم الثلاثاء.

وذكرت الوزارة في بيان أن المحادثات ستتناول «القضايا المتعلقة بالعقود المبرمة للتوصل لتفاهمات تصب في تطوير الحقول النفطية بأفضل الممارسات العالمية، وبما يخدم المصلحة الوطنية».

ومن المتوقع أن تشارك أيضاً وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان في المباحثات التي تأتي وسط جهود مستمرة لتنسيق عمليات النفط بين بغداد وأربيل.

كانت وزارة النفط العراقية قد قالت الجمعة، إن بغداد ستعلن خلال الساعات المقبلة استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق شبه المستقل «بمعدل أولي 185 ألف برميل يتصاعد تدريجياً للوصول إلى الطاقة المحددة بالموازنة الاتحادية العامة»، وذلك من خلال شركة تسويق النفط (سومو).

وقالت رابطة صناعة النفط في كردستان (أبيكور)، التي تمثل 60 في المائة من إنتاج المنطقة، في وقت لاحق إنه لم تجرِ أي اتصالات رسمية لتوضيح الاتفاقيات التجارية وضمانات الدفع للصادرات السابقة والمستقبلية.