دمشق توافق على خطة روسية «مبتكرة» لإدخال المساعدات إلى السوريين

من خلال أربعة معابر عبر العراق والأردن وتركيا.. ومجلس الأمن يدرسها

عائلة سورية لاجئة تنتظر وصول عبارة بمحطة في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)
عائلة سورية لاجئة تنتظر وصول عبارة بمحطة في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)
TT

دمشق توافق على خطة روسية «مبتكرة» لإدخال المساعدات إلى السوريين

عائلة سورية لاجئة تنتظر وصول عبارة بمحطة في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)
عائلة سورية لاجئة تنتظر وصول عبارة بمحطة في إسطنبول أمس (أ.ف.ب)

أعلنت روسيا، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، أنها حصلت على موافقة سوريا على فتح أربعة معابر حدودية من العراق والأردن وتركيا لتوصيل مساعدات إلى ملايين من الناس، وذلك بموجب «خطة مبتكرة واسعة الأثر» اقترحت على أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وحسب تقرير أوردته وكالة «رويترز» فإن سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين رفض الإسهاب في ذكر تفاصيل الخطة، لكن دبلوماسيين على دراية بالأمر قالوا إنها تشتمل على استخدام مراقبين دوليين لمعاينة قوافل الإغاثة الإنسانية التي تدخل سوريا.
وكان الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو)، وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، يتفاوضون بشأن قرار للمساعدات الإنسانية صاغت مسودته أستراليا ولوكسمبورغ والأردن لتعزيز عمليات توصيل إمدادات الإغاثة في سوريا بما في ذلك عبر حدود يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وقدمت روسيا خطتها إلى تلك الدول السبع. وقال تشوركين إن سوريا قبلت خطة موسكو لفتح المعابر الحدودية الأربعة المذكورة في مشروع القرار. وأضاف بقوله «إنه نهج مبتكر، ولذلك فإننا نأمل أن يفلح، ونأمل أن يساعد وكالات الإغاثة الإنسانية في العمل على الأرض في سوريا، بما في ذلك في مناطق لا تسيطر عليها الحكومة». وأضاف «إنها خطة بعيدة الأثر ستتيح فتح تلك المعابر الأربعة التي تهتم بها وكالات الإغاثة». وتابع قائلا إنه يحدوه الأمل في تبني مشروع القرار خلال أيام، لكن دبلوماسيين غربيين قالوا إنهم يحتاجون إلى وقت لدراسة اقتراح روسيا والتشاور مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بشأن ما إذا كان يمكنه العمل على الأرض. ويتعين أيضا توزيع مشروع القرار على أعضاء مجلس الأمن السبعة الباقين قبل إجراء تصويت.
وكان مجلس الأمن أظهر وحدة نادرة بموافقته بالإجماع في فبراير (شباط) على قرار يطالب بوصول سريع وآمن وبلا معوقات للمساعدات في سوريا. غير أن القرار لم يكن له أثر على الأرض حسبما قال مسؤولو الأمم المتحدة. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 9.3 مليون شخص في سوريا يحتاجون إلى المساعدة، وإن 2.5 مليون آخرين فروا من الحرب.
وقرر الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن مواصلة السعي من أجل إصدار قرار أكثر فعالية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يكون ملزما وقابلا للتنفيذ بالعمل العسكري أو العقوبات. وكان قرار فبراير ملزما لكنه لم يكن قابلا للتنفيذ. وكانت روسيا قالت إنها تعارض تسليم المساعدات في سوريا دون موافقة دمشق، وإنها تعارض قرارا بموجب الفصل السابع، كما اعترضت ومعها الصين على أربعة قرارات تهدد باتخاذ عقوبات على حليفها الرئيس بشار الأسد.
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في جنيف، إنه يحث مجلس الأمن على تسهيل الوصول إلى نحو 3.5 مليون شخص في مناطق نائية في سوريا. وأضاف «إنني أرجو مخلصا أن يتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراء سريعا بشأن القرار المقترح في هذا الموضوع».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.