القضاء الفرنسي ينظر اليوم في النزاع العائلي على تركة جوني هاليداي

أوصى لزوجته الأخيرة بكل أملاكه وحرم ابنه وابنته حتى من عائدات أسطواناته

الأسرة المتضامنة سرعان ما تصدعت
الأسرة المتضامنة سرعان ما تصدعت
TT

القضاء الفرنسي ينظر اليوم في النزاع العائلي على تركة جوني هاليداي

الأسرة المتضامنة سرعان ما تصدعت
الأسرة المتضامنة سرعان ما تصدعت

تبدأ أمام قاضي محكمة «نانتير»، ضاحية باريس الشمالية، اليوم، أولى جلسات النزاع بين أفراد عائلة جوني هاليداي، على الإرث المادي والمعنوي الذي تركه. وتقدر تركة المغني الفرنسي الراحل بعشرات الملايين من اليوروات، بينها منازل فخمة داخل فرنسا وخارجها، وكذلك أسطول من السيارات والدراجات البخارية الفاخرة. ومن المقرر أن يبتّ القاضي في صحة أكثر من وصية حرّرها هاليداي خلال حياته، آخرها وصية مسجلة في الولايات المتحدة الأميركية، وفيها يورث كل أملاكه لزوجته الأخيرة ليتيسيا التي لم تلد له أبناء؛ بل تبنى معها طفلتين آسيويتين، متجاهلاً ولديه الشرعيين ديفيد ولورا.
في 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أودى المرض الخبيث بمغني «الروك» الأشهر في فرنسا عن عمر بلغ 74 سنة. وبدت العائلة الكبيرة لهاليداي متماسكة وشديدة التعاطف والتعانق، خلال الجنازة الكبرى التي لم تشهد باريس مثيلاً لها في العقود الأخيرة، بحضور زوجاته السابقات وولديه الكبيرين وطفلتيه بالتبني. لكنّ الصورة انقلبت بعد أشهر قلائل من مراسم الدفن المكللة باللون الأبيض، حين تسرّبت أخبار عن الوصية التي تسببت في معركة ضارية مفتوحة، مسرحها الصحافة وقنوات التلفزيون، بين الوريثة الأرملة الشابة، وبين الابن ديفيد من زوجة هاليداي الأولى، المغنية سيلفي فارتان، والابنة لورا من الممثلة ناتالي باي. وتسبب النزاع في انقسام محبي جوني إلى فريقين: فريق يطالب بتطبيق القوانين الفرنسية التي لا تعترف بالوصايا المسبقة، وتمنع حرمان الأبناء من تركة الآباء، وفريق يساند ليتيسيا هاليداي ويؤكد أنّها وقفت مع المغني في أحرج سنوات حياته، وضحت بشبابها في سبيل إسعاده. وطبعاً، يستند كل فريق إلى شركات كبرى للمحاماة تضم نخبة من ألمع نجوم ساحة القضاء، الأمر الذي يشير إلى أنّ القضية لن تحسم سريعاً، ومن المرجح أن تستمر سنوات.
على أي تركة يتنازعون؟ وماذا يبقى منها بعد استقطاع الضرائب غير المدفوعة للدولة؟ هناك أولاً الأملاك العقارية. وحسب ما كشفت عنه المشاحنات بين الطرفين، فإنّ جوني كان قد يتنقل في إقامته بين 3 منازل رئيسية، الأول فيلا في لوس أنجليس مع حمام سباحة، والثاني بيت ومزرعة في جزيرة سانت بارتليمي التي طلب أن يدفن في مقبرتها، وهي تقع ضمن جزر الأنتيل الفرنسية. ويقدر ثمن كل ملكية منهما بأكثر من 10 ملايين يورو. أمّا الفيلا الثالثة التي لفظ فيها أنفاسه في فرنسا، فتقع في ضاحية باريس الغربية ويحيطها حقل خاص. وعلى الرّغم من إقامته في هذا المنزل كلما حضر إلى وطنه، فإنّ المقربين منه يشيرون إلى أنّ الفيلا كانت معروضة للبيع، منذ سنوات، بسعر 15 مليون يورو. عدا عن المنازل الرئيسية، فقد امتلك جوني «شاليه» في شتاد، المنتجع السويسري الفخم للتزلج، ثم باعه في فترة لاحقة.
وهناك عمارة كان المغني يملكها في الدائرة السادسة عشرة، أرقى أحياء باريس، أقام فيها سابقاً قبل أن يهب قسماً منها لولده البكر ديفيد، أثناء حياته. ويقدر سعر المبنى اليوم بأكثر من 10 ملايين يورو، الأمر الذي رآه البعض بمثابة تعويض عن حصة الابن من التركة. وإلى جانب العقارات هناك مجموعة من الشركات التي أسّسها جوني في فرنسا، ولبعضها صلات مع فروع في سويسرا ولوكسمبورغ. وقد تولت الزوجة الأخيرة وبعض أقاربها الإشراف على تلك الشركات.
التركة لا تزال قيد الحصر، وهي تشمل عدة وسائط للنقل، منها السيارة التي كان يتنقل فيها عند إقامته في باريس، وهي من نوع «بنتلي كوننتنتال» تقدر بـ350 ألف يورو. وهناك سيارات غيرها ترابط في مرأب يملكه في لوس أنجليس، بالإضافة إلى عدد من الدراجات النارية التي كان يهواها، لا سيما تلك التي من نوع «هارلي». لكن العائدات الحقيقية التي يتطلع لها الورثة هي تلك المتحصلة من حقوق بث تسجيلات أغنياته وحفلاته وبيع أسطواناته. فقد سجل هاليداي 50 أسطوانة، بيع منها 100 مليون نسخة خلال مسيرته الغنائية التي استمرت 60 سنة. ويزيد رصيده من الأغنيات على 1000 أغنية، يجري تسويقها في فرنسا، بشكل أول، وكذلك في الدول الناطقة الفرنسية. وإلى جانب حقوق الأداء، تعود للمغني، ومن بعده ورثته، حقوق كتابة وتلحين عدد كبير من تلك الأغنيات. ويصل مجموع التسجيلات المختلفة لأسطوانات جوني إلى 4 آلاف تسجيل، حسب ما كشفته لوكالة الصحافة الفرنسية الشركة المكلفة بتحصيل الحقوق الفنية. ويتمتع كل تسجيل بحماية للحقوق لمدة 70 سنة من تاريخ البدء بتسويقه. وما زالت هناك مسافة زمنية تسمح للورثة بالحصول على مبالغ كبيرة. وعلى سبيل المثال، فإن «ذكريات ذكريات»، وهي الأسطوانة الأولى التي سجلها جوني هاليداي عام 1960، لن تتحول إلى ملكية عامة حرة من الحقوق إلا في عام 2030. وهناك أسطوانة كان المغني قد انتهى من تسجيلها قبل رحيله، بإشراف أرملته ليتيسيا ولم تنزل إلى الأسواق بعد. وفي حال صدرت هذه السنة فإن الورثة يتمتعون بعائداتها حتى 2088، وهي عائدات لا تقل عن مليوني يورو في السنة.
اليوم، إذن، موعد كل من ديفيد ولورا، ولدي جوني، مع القضاء، للنظر في الشكوى التي تقدما بها للطعن في وصية والدهما والمطالبة بإرثهما منه. ويستند محاموهما على منع التوصية في القانون الفرنسي، كما أسلفنا. لكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة من التقاضي فلا بد من حصر التركة أولاً، وتقدير المبالغ والهدايا الثمينة والهبات التي قدمها جوني لكل واحد من أقاربه خلال حياته. ومن المتوقع أن تشهد جلسة اليوم طلب المدعيين بمنع أرملة أبيهما الأخيرة ليتيسيا هاليداي من التصرف في أملاكه أو بيعها، وكذلك حرمانها من الحصول على عائدات الملكية الفكرية والفنية لزوجها الراحل، لحين البت في النزاع.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.