ممثلو إقليم كردستان في بريطانيا يناقشون الوضع الأمني بالعراق

مستشار لحكومة الإقليم: العراق لن يصمد في غياب مجتمع جامع.. والكرة في ملعب بغداد

ناظم الزهاوي عضو البرلمان البريطاني يلقي كلمة أثناء اقتتاح الحفل وتبدو على يمينه بيان سامي عبد الرحمن ممثلة حكومة إقليم كردستان
ناظم الزهاوي عضو البرلمان البريطاني يلقي كلمة أثناء اقتتاح الحفل وتبدو على يمينه بيان سامي عبد الرحمن ممثلة حكومة إقليم كردستان
TT

ممثلو إقليم كردستان في بريطانيا يناقشون الوضع الأمني بالعراق

ناظم الزهاوي عضو البرلمان البريطاني يلقي كلمة أثناء اقتتاح الحفل وتبدو على يمينه بيان سامي عبد الرحمن ممثلة حكومة إقليم كردستان
ناظم الزهاوي عضو البرلمان البريطاني يلقي كلمة أثناء اقتتاح الحفل وتبدو على يمينه بيان سامي عبد الرحمن ممثلة حكومة إقليم كردستان

عقدت ممثلية حكومة إقليم كردستان في المملكة المتحدة حفلها السنوي العاشر بالبرلمان البريطاني مساء أول من أمس، احتفاء بالعلاقات البريطانية - الكردستانية وبالتقدم الذي أحرزه الإقليم في المجالات السياسية والطاقية والتنموية في السنين القلائل الماضية.
وترأس الحفل كل من ناظم الزهاوي عضو البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين، وبيان سامي عبد الرحمان ممثلة حكومة إقليم كردستان في المملكة المتحدة. وكان الهدف الأساس من الأمسية؛ تأكيد أهمية العلاقات السياسية والاقتصادية بين إقليم كردستان وبريطانيا، ولم يخف المتحدثان الرئيسان قلقهما من الوضع السياسي والأمني في العراق، الذي وصفته بيان سامي عبد الرحمان بأنه «خطر مميت».
وكان من أبرز الحضور السفير العراقي لدى المملكة المتحدة، فايق فريق نيروه يي، الذي أعرب عن قلقه الشديد حيال الوضع الأمني في البلد. وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «في حين لم يشكل الاضطراب الأمني الحالي في العراق مفاجأة بالكامل، صُدم الجميع بسرعة تطور الأحداث وتدهور الوضع الأمني». وأضاف السفير أن هناك محاولات جدية لتوحيد صفوف الأحزاب السياسية والقادة العراقيين من جهة، وللحصول على دعم دولي من جهة أخرى، لتحسين الوضع الأمني بالبلد.
وتعليقا على موقف الحكومة البريطانية من الأزمة العراقية، أكد ناظم زهاوي عرض ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني، تقديم مساعدات في مجال مكافحة الإرهاب. وأضاف زهاوي أن «على الحكومة العراقية التخلي عن السياسة الطائفية التفريقية لصالح سياسة شمولية جامعة تمثل جميع فئات المجتمع العراقي».
واتفق كل من زهاوي ونيروه يي وبيان سامي عبد الرحمان على أن التقدم الميداني الذي أحرزه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) يعود، إلى حد كبير، إلى استياء فئة من المجتمع العراقي وإحساسها بالتهميش. وقالت بيان سامي عبد الرحمن إن «من أهم أسباب تقدم (داعش) في المناطق العربية السنية هو إحساس سكانها بالتهميش وغياب التمثيل في الساحة السياسية». كما أكدت ضرورة اغتنام هذه الفرصة لتوحيد العراقيين وإشراكهم في شؤون البلد كافة.
وأكد مستشار مكتب رئيس وزراء إقليم كردستان في المملكة المتحدة، توم هاردي - فورسيث، هذه النقطة بالخصوص، وقال إن «العراق لن يصمد في غياب مجتمع جامع»، وإن «الكرة الآن في ملعب بغداد».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.