قيادي بارز في جبهة التحرير الجزائرية يعلن قرب عودة بلخادم لأمانتها العامة

بلعياط متزعم مسعى الإطاحة بسعداني: إنه يحظى بتأييد بوتفليقة

بلخادم
بلخادم
TT

قيادي بارز في جبهة التحرير الجزائرية يعلن قرب عودة بلخادم لأمانتها العامة

بلخادم
بلخادم

قال عبد الرحمن بلعياط، متزعم مسعى الإطاحة بأمين عام حزب الأغلبية بالجزائر، {جبهة التحرير الوطني} عمار سعداني، إن الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، عائد إلى القيادة بتأييد من رئيس الحزب، في إشارة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، رئيس {الجبهة}، لكنه لا يحضر أبدا اجتماعاتها.
وذكر بلعياط لـ{الشرق الأوسط} أن فريق القياديين ضمن {اللجنة المركزية} (أعلى هيئة في الحزب)، المعارضين استمرار سعداني في القيادة {يعتزمون انتخاب أمين عام جديد في اجتماع اللجنة المركزية (24 من الشهر الحالي)، ومرشحهم بلخادم الذي يحظى بتأييد رئيس الحزب، والدليل على ذلك أنه عينه مستشاره الخاص برئاسة الجمهورية}.
وعين بوتفليقة بلخادم وزيرا للدولة مستشارا خاصا له قبيل انتخابات الرئاسة التي جرت في 17 أبريل (نيسان) الماضي. وعد ذلك {علامة رضا} من جانب الرئيس لفائدة بلخادم، الذي تنحى من قيادة {جبهة التحرير} مطلع 2013 بعد أن واجه معارضة شديدة من طرف قطاع واسع من القياديين.
وإذا كانت جماعة بلعياط تضغط لتفرض خيار انتخاب أمين عام جديد في الاجتماع المرتقب، فإن الأمين العام وأعضاء المكتب السياسي الموالين له، يعتزمون طرح مسألتين للنقاش، ويتعلق الأمر بمقترحات الحزب بشأن وثيقة الدستور الجديد المعروضة للنقاش حاليا بين السلطات والطبقة السياسية، وتحضير المؤتمر العادي الذي سيعقد العام المقبل.
ويرى قياديون آخرون أنه يستحسن ترك موضوع اختيار أمين عام جديد ليفصل فيه المؤتمر، في إطار تعدد الترشيحات للمنصب.
ومن مؤيدي هذا الطرح، عبد الكريم عبادة، منسق ما يعرف بـ{حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير}، الذي كان قبل عام من معارضي وصول سعداني إلى القيادة.
ويرى بلعياط، وهو وزير سابق، وعدد كبير من القياديين أن سعداني جاء إلى القيادة عن طريق {المناورة والابتزاز}. وكان ذلك في اجتماع لـ{المركزية} عقد في 29 أغسطس (آب) الماضي. وقال {إننا نرفض سياسة فرض الأمر الواقع المبنية على انتهاك الشرعية والمبادئ والقيم والأخلاق، وسنعمل بلا هوادة لإحباط المؤامرة التي جرى تدبيرها ضد الحزب واللجنة المركزية}.
وتحدث بلعياط عن {سطو على منصب الأمين العام بطرق المواربة والمغالطة، لقهر صمود أعضاء القيادة ومصادرة إرادتهم بالترغيب والترهيب}. وقال بلعياط، الذي كان {منسقا} لـ{المكتب السياسي} للحزب، قبل وصول سعداني إلى القيادة، إن خليفة بلخادم {أغرق اجتماع أغسطس بأشخاص لا علاقة لهم بالحزب}، وإن هؤلاء انتخبوه أمينا عاما وليس أعضاء اللجنة المركزية. وأوضح أن اجتماع الصيف الماضي جرى من دون محضر قضائي، الذي يتابع عادة لقاءات الأحزاب لحساب أعداد المسجلين في الهيئات الرسمية للأحزاب، وذلك لإضفاء شرعية على الاجتماع. مشيرا إلى أن القياديين {عازمون على تنحية سعداني مهما كلف الأمر}.
وإلى جانب مشكلاته مع خصومه في الحزب، يواجه سعداني تحديات أخرى قد تعجل برحيله من القيادة. ويتعلق الأمر بشبهات فساد تحوم حوله تعاطت معها صحف فرنسية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.