إسبانيا تواجه تشيلي بشعار الفوز.. وهولندا تسعى لحسم الأمور باكرا أمام أستراليا

مواجهتان مصيريتان تحددان ملامح المجموعة الثانية بمونديال البرازيل

هولندا تبحث عن تكرار أدائها الرائع أمام إسبانيا والتأهل مبكرا (رويترز)
هولندا تبحث عن تكرار أدائها الرائع أمام إسبانيا والتأهل مبكرا (رويترز)
TT

إسبانيا تواجه تشيلي بشعار الفوز.. وهولندا تسعى لحسم الأمور باكرا أمام أستراليا

هولندا تبحث عن تكرار أدائها الرائع أمام إسبانيا والتأهل مبكرا (رويترز)
هولندا تبحث عن تكرار أدائها الرائع أمام إسبانيا والتأهل مبكرا (رويترز)

تشهد الجولة الثانية في المجموعة الثانية بمنافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم الحالية بالبرازيل مواجهتين حاسمتين قد تحددان إلى حد كبير مصير المنتخبات الأربعة التي تضمها المجموعة. وتحتاج إسبانيا للفوز أمام تشيلي اليوم للمحافظة على فرصتها في البقاء بمنافسات البطولة، وذلك بعد الهزيمة المهينة التي تعرضت لها حاملة اللقب بنتيجة 5/1 أمام وصيفتها هولندا في مباراتها الافتتاحية الجمعة الماضي. وتبحث هولندا عن تكرار أدائها البطولي أمام إسبانيا وذلك عندما تواجه أستراليا الجريحة قبل مواجهة إسبانيا وتشيلي.

* إسبانيا × تشيلي
تتجه أنظار العالم إلى المواجهة التي تجمع بين إسبانيا حاملة اللقب وتشيلي لمعرفة كيف سيكون رد فعل المنتخب الإسباني عقب الهزيمة المذلة (5/1) التي تلقاها في مستهل حملة الدفاع عن لقبها أمام وصيفه الهولندي، الذي ألحق بالإسبان أسوأ هزيمة لهم في كأس العالم منذ عام 1950 حين خسروا أمام البرازيل 6/1. وسيكون الخطأ ممنوعا على رجال المدرب فيسنتي ديل بوسكي في مواجهة المنتخب التشيلي الذي خرج فائزا من مواجهته الأولى ضد أستراليا (1/3)، لأن أي نتيجة غير الفوز ستعقد مهمة المنتخب الإسباني كثيرا وتجعله مهددا بالسير على خطى فرنسا وإيطاليا اللتين ودعتا النهائيات من الدور الأول عامي 2002 و2010 على التوالي بعد تتويجهما باللقب في النسختين السابقتين (1998 و2002).
ويأمل المنتخب الإسباني أن يتكرر معه سيناريو مونديال جنوب أفريقيا حين خسر في مستهل مشواره أمام سويسرا (صفر/1)، لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة زحفه نحو اللقب العالمي الأول الذي توج به على حساب هولندا بالفوز عليها بهدف سجله أندريس إنييستا أواخر الشوط الإضافي الثاني. لكن الهزيمة التي منيت بها إسبانيا في بداية مشوارها في جنوب أفريقيا ليست مماثلة على الإطلاق للإذلال الذي عاشته أمام منتخب «الطواحين»، مما يجعل الجمهور الإسباني متخوفا من الآثار المعنوية لهذه الهزيمة وذيولها على المباراتين المتبقيتين في الدور الأول لأبطال العالم وأوروبا.
ورفض فيسنتي ديل بوسكي مدرب إسبانيا الاستسلام لليأس بعد هزيمة فريقه، مؤكدا أن لاعبي إسبانيا ما زالت لديهم الفرصة لتحقيق النجاح في البرازيل. وتابع «يجب أن نتخلص من خيبة الأمل هذه شيئا فشيئا، إنها ليست خسارة حاسمة، إنها خسارة جزئية ويجب أن نتطلع إلى الأمام». وبخصوص الحالة المعنوية لحارس المرمى إيكر كاسياس الذي يتحمل مسؤولية هدفين في الخسارة أمام هولندا، قال ديل بوسكي «إيكر أثبت مركزه كقائد والتزامه مع المنتخب الإسباني. عندما دخلت إلى غرف الملابس كان يتحدث مع الجميع في وقت كان فيه صمت رهيب جدا يخيم داخل الغرفة، وذلك من خلال الاعتراف ببعض الأخطاء وتوجيه النصح الذي نحن بحاجة إليه من أجل استعادة التوازن والهيبة. إنه يتصرف كقائد وبخطاب بدا لي أنه إيجابي وجيد ومجد». وقال كاسياس قائد المنتخب الإسباني في إشارة إلى الضغوط الشديدة التي سيلعب الفريق تحت وطأتها بعد الهزيمة المذلة «ستكون مباراة تشيلي بمثابة نهائي بالنسبة لنا»، قبل أن يضيف «كما أن التعادل سيكون أقل بكثير مما نحتاجه».
ومن المؤكد أن مهمة إسبانيا لن تكون سهلة في مواجهة رجال المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي الذي يعول على الخبرة الإسبانية للنجم الكبير أليكسيس سانشيز وإدواردو فارغاس (فالنسيا) والحارس القائد كلاوديو برافو (ريال سوسييداد) وفابيان أوريانا (سلتا فيغو) وفرانسيسكو سيلفا (أوساسونا)، وعلى مهارة نجم يوفنتوس الإيطالي آرتورو فيدال الذي لم يكن راضيا عن قرار المدرب بإخراجه في بداية الشوط الثاني أمام أستراليا من أجل عدم المخاطرة به لأنه تعافى للتو من عملية جراحية في ركبته.
وتحدث سامباولي - الذي يأمل تأهل تشيلي إلى الدور الثاني للمرة الثالثة في مشاركاتها الثلاث الأخيرة (انتهى مشوارها في الدور الثاني عامي 1998 و2010) وتكرار الإنجاز الذي حققته على أرضها عام 1962 حين حلت ثالثة - عن مواجهة الإسبان في ملعب «ماراكانا» الأسطوري، قائلا «إن فكرة مواجهة إسبانيا على ماراكانا تجعل البدن يقشعر». ويأمل المنتخب التشيلي أن يكرر على أقله نتيجة مواجهته الأخيرة مع الإسباني والتي انتهت بالتعادل 2/2 وديا في جنيف في 10 سبتمبر (أيلول) 2013، علما بأن الطرفين تواجها مرة أخرى على صعيد كأس العالم، إلى جانب النسخة السابقة في جنوب أفريقيا، وكانت في الدور الأول من مونديال 1950 في البرازيل بالذات، وخرجت تشيلي فائزة بهدفين نظيفين، وهذا ما لا يتمناه الإسبان على الإطلاق لأنه يعني توديعهم للعرس الكروي العالمي من الباب الصغير. ولا شك في أن الفوز على إسبانيا سيضمن لتشيلي إلى حد كبير بطاقة تأهل لدور الـ16 بالبرازيل.

* هولندا × أستراليا
وتلتقي هولندا مع أستراليا في المباراة الأولى اليوم. وتتمتع هولندا بتاريخ طويل من التألق في البدايات تعقبه هزائم درامية في الأدوار التالية من البطولات الدولية.
وتمكنت هولندا من تحقيق الثأر أمام إسبانيا بعد أن وصلتا في مونديال 2010 إلى المباراة النهائية وخرج المنتخب الإسباني فائزا بهدف سجله أندريس إنييستا في الشوط الإضافي الثاني. أما أستراليا فمنيت بخسارة قاسية أمام تشيلي 3/1 لتتعقد حسابات بلوغها الدور الثاني، إذ تنتظرها مباراة ثالثة بالغة الصعوبة أمام إسبانيا الباحثة عن استعادة هيبتها. وستضمن هولندا تأهلها إلى الدور الثاني في حال فوزها وتعادل إسبانيا مع تشيلي في المباراة الثانية.
والتقى الفريقان ثلاث مرات وديا، ففازت أستراليا 1/2 في أيندهوفن عام 2008، وتعادلا 1/1 في روتردام في 2006، ومن دون أهداف في سيدني عام 2009.
وقد أرسل المنتخب الهولندي الذي يبحث عن تتويجه الأول بعد أن سقط في النهائي ثلاث مرات أمام ألمانيا الغربية والأرجنتين عامي 1974 و1978 ثم أمام إسبانيا في 2010، رسالة قوية جدا إلى جميع منافسيه بأنه سيكون الرقم الصعب جدا في البرازيل. وتدين هولندا بفوزها الأول إلى مدربها لويس فان غال الذي اعتمد خطة 2/3/5 نظرا للتمرير السريع الذي يعتمده الإسبان وأسلوب لعبهم الهجومي، فكان له ما أراد في الهجمات المرتدة.
وقال فان غال «استخدمت هذا الأسلوب لأننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية للفوز على إسبانيا بخطة 3/3/4 الاعتيادية لنا. لو لم يسجل فان بيرسي هدف التعادل قبل نهاية الشوط الأول لانتقلت إلى طريقة 3/3/4». وسجل روبن فان بيرسي ثنائية مع روبن وأصبحا معا أول لاعبين هولنديين يجدان طريقهما إلى الشباك في ثلاث نهائيات. وتحلم هولندا بطلة أوروبا 1988 بفك عقدة المباريات النهائية، إذ وقفت البلاد المنخفضة ثلاث مرات عند حاجز النهائي، فخسرت أمام مضيفتها ألمانيا الغربية 2/1 في زمن «الطائر» يوهان كرويف عام 1974، ثم النهائي التالي على أرض الأرجنتين 3/1 بعد تمديد الوقت في 1978، قبل أن تتخطى البرازيل في ربع نهائي النسخة الماضية ويقهرها إنييستا في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي مانحا إسبانيا لقبها الأول.
وفي الطرف الآخر، تبحث أستراليا عن تحقيق المفاجأة بعد خسارتها أمام تشيلي. وتعول أستراليا على تيم كاهيل (34 عاما)، لاعب إيفرتون الإنجليزي السابق وأفضل هداف في تاريخ المنتخب الأسترالي، الذي نجح في التسجيل في المونديال الثالث على التوالي بعد 2006 عندما هز شباك اليابان مرتين (1/3) و2010 أمام صربيا (1/2)، فوقع هدفه الرابع من أصل تسعة لأستراليا في النهائيات. ولم تسجل أستراليا أي هدف في باكورة مشاركاتها في مونديال 1974، على الرغم من تعادلها مع تشيلي بتشكيلة من الهواة، وآنذاك خسرت أمام الألمانيتين الشرقية والغربية صفر/2 وصفر/3 على التوالي، لكن في ألمانيا 2006 وبعد انتظار 32 سنة، تأهلت إلى الدور الثاني وكادت تحرج الطليان الأبطال لولا هدف فرانشيسكو توتي القاتل من ركلة جزاء في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع احتج عليها الأستراليون. وقد حاولت تكرار نتيجتها في جنوب أفريقيا، لكنها ودعت مبكرا بفارق الأهداف مع سقوط كبير أمام ألمانيا برباعية نظيفة. وسيقود المباراة الحكم الجزائري جمال حيمودي بمعاونة مواطنه عبد الحق ايتشيلي والمغربي رضوان عشيق.

* كاسياس في وجه العاصفة بعد كارثة {الطاحونة} الهولندية
* واجه حارس مرمى منتخب إسبانيا إيكر كاسياس عاصفة من الانتقادات، إثر الخسارة التاريخية التي مني بها فريقه في مباراته الافتتاحية ضد هولندا 5/1، ضمن منافسات المجموعة الثانية من مونديال 2014، والتي عقدت مهمته في بلوغ الدور الثاني نوعا ما. وستكون الفرصة متاحة أمامه لتلميع صورته في المباراة التي وصفت بأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى فريقه في حال جدد مدربه الثقة به، ذلك لأن الخسارة ستعني توديع البطولة من الدور الأول، لتصبح إسبانيا ثالثة منتخب حامل للقب يودع عند الحاجز الأول بعد أن سبقه نظيره الفرنسي عام 2002 والإيطالي عام 2010.
ويتحمل كاسياس بوضوح مسؤولية الهدف الرابع، بعد أن فشل في تشتيت إحدى الكرات التي وصلت إلى الفريق المنافس، قبل أن يسجل منها روبين فان بيرسي هدفه الثاني في المباراة. كما أنه تلقى بطاقة صفراء لدى احتجاجه على عدم احتساب الحكم مخالفة ضده قبيل تسجيل الهدف الثالث، معتبرا أن فإن بيرسي منعه من الوصول إلى الكرة التي رفعها ويسلي شنايدر من ركلة حرة مباشرة وأدت إلى إحراز المدافع ستيفان دي فري الهدف الثالث.
وعانى كاسياس على مدى الأشهر الـ18 الأخيرة في مسيرته المظفرة، وتحديدا منذ أن استبعده جوزيه مورينهو عن التشكيلة الأساسية مفضلا عليه دييغو لوبيز، واستمرت الحالة أيضا بعد تسلم الإيطالي كارلو أنشيلوتي مهمة الإشراف على الفريق الملكي، واقتصرت مشاركة كاسياس على مسابقتي كأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا، وللمفارقة نجح الفريق في إحراز المسابقتين. وقد وصف الفوز باللقب القاري بأنه أعظم من رفع كأس العالم مع إسبانيا قبل أربع سنوات في جنوب أفريقيا.
بيد أن حظوظه في رفع الكأس تبدو صعبة، بعد أن تلقت شباكه على مدى 46 دقيقة أكثر مما دخل مرماه في بطولتين كبيرتين هما كأس أوروبا 2012 وكأس العالم الأخيرة. وقال كاسياس «أنا أول اللاعبين الذين طلبوا السماح».

* فيدال المحارب يعود إلى صفوف تشيلي
حام الشك طويلا حول إمكانية عدم مشاركة ارتورو فيدال في نهائيات كأس العالم بعد خضوعه لعملية جراحية في ركبته في 5 مايو (أيار) الماضي، لكن تشيلي تنفست الصعداء بعد أن اختاره المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي ضمن التشكيلة الرسمية المشاركة في نهائيات كأس العالم البرازيل 2014. ويعتبر وجود فيدال في صفوف منتخب تشيلي بأهمية وجود مهاجم برشلونة ألكسيس سانشيس لأنه الرئة النابضة لفريقه في وسط الملعب إلى جانب إجادته التسجيل كما يفعل في صفوف ناديه يوفنتوس حيث سجل 18 هدفا هذا الموسم، بينها 5 أهداف في الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ)، وهدفان في دوري أبطال أوروبا التي استهل فريقه مشواره القاري فيها.
وحقق فيدال نجاحات كبيرة في صفوفه فريق «السيدة العجوز» منذ انتقاله إليه قادما من باير ليفركوزن الألماني قبل ثلاثة مواسم، فحقق اللقب المحلي معه ثلاث مرات ويعتبر ورقة رابحة في صفوفه. ويملك فيدال قلبا شجاعا، فهو لا يتردد في التصدي لأبرز لاعبي الفرق المنافسة على الرغم من أن ذلك كلفه غاليا في بعض الأحيان (حصل على 10 بطاقات صفراء الموسم الفائت في الدوري الإيطالي). وأشاد به مدرب يوفنتوس أنطونيو كونتي وقال: «أجد نفسي في فيدال، كنت أملك الميزات ذاتها عندما كنت لاعبا. هذا النوع من اللاعبين لا يبغي الظهور لكنه غالبا ما يعمل في ظل ويكون فاعلا جدا لفريقه». ويقول فيدال: «يمكن توجيه الانتقادات إلي، لكن الشيء الوحيد الذي لا يمكن لأحد أن يتهمني به هو أنني لا أبذل مجهودا على أرض المستطيل الأخضر».
وخاض فيدال المباراة الأولى لمنتخب بلاده في النهائيات ضد أستراليا، واستهل مشواره بالفوز 3 - 1 لكن ولكونه ليس في كامل لياقته البدنية فقد أخرجه المدرب بعد مرور 60 دقيقة لكي لا تتضاعف إصابته.



بايدن يحذر كوريا الشمالية: أي هجوم نووي سيفضي إلى «نهاية» نظامكم

بايدن خلال لقائه يون في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)
بايدن خلال لقائه يون في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)
TT

بايدن يحذر كوريا الشمالية: أي هجوم نووي سيفضي إلى «نهاية» نظامكم

بايدن خلال لقائه يون في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)
بايدن خلال لقائه يون في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)

حذر الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الأربعاء)، من أن أي هجوم نووي تطلقه كوريا الشمالية على الولايات المتحدة أو حلفائها سيؤدي إلى القضاء على نظام الزعيم كيم جونغ أون.
وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول: «أي هجوم نووي تشنه كوريا الشمالية على الولايات المتحدة أو حلفائها غير مقبول وسيفضي إلى نهاية أي نظام يقدم على تحرك كهذا».
من جانبه، قال الرئيس يون يول إن السلام مع بيونغ يانغ يأتي من خلال إثبات القوة، مشدداً على أن الرد على هجوم نووي محتمل من كوريا الشمالية سيشمل أسلحة ذرية أميركية. وأكد الرئيس الكوري الجنوبي أنه اتفق مع نظيره الأميركي على أن «تحقيق السلام يأتي عبر فائض القوة وليس عبر سلام زائف يستند إلى حسن إرادة الطرف الآخر».
إلى ذلك، حذّر بايدن من أن سلفه دونالد ترمب يشكّل «خطراً» على الديمقراطية الأميركية، وذلك غداة إعلان الرئيس البالغ 80 عاماً ترشحه لولاية ثانية في انتخابات 2024. وأكد بايدن أنه يدرك تماماً «الخطر الذي يمثّله (ترمب) على ديمقراطيتنا»، مؤكداً أن سنّه لا يشكل موضوع قلق بالنسبة إليه لأنه «بحالة جيدة ومتحمّس بشأن آفاق» الفوز بولاية ثانية من أربعة أعوام.