مصر تستهل موسم الافتتاحات الأثرية في الأقاليم بـ«تل بسطا»

العناني لـ«الشرق الأوسط»: نستهدف زيادة الوعي... ولا نبحث عن عائد مادي

جانب من المعروضات في متحف تل بسطا («الشرق الأوسط»)
جانب من المعروضات في متحف تل بسطا («الشرق الأوسط»)
TT

مصر تستهل موسم الافتتاحات الأثرية في الأقاليم بـ«تل بسطا»

جانب من المعروضات في متحف تل بسطا («الشرق الأوسط»)
جانب من المعروضات في متحف تل بسطا («الشرق الأوسط»)

افتتح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، متحف تل بسطا بمحافظة الشرقية (80 كيلومتراً) شمال شرقي القاهرة، ويُعد المتحف الثاني الذي يتم افتتاحه في مصر خلال 48 ساعة، حيث افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي الخميس الماضي متحف آثار مطروح.
وقال العناني لـ«الشرق الأوسط»، إن عام 2018 سيكون عام الافتتاحات الأثرية، حيث يجري العمل في متاحف سوهاج والغردقة وشرم الشيخ.
وأوضح العناني، أن العمل بالمتحف بدأ عام 2006 وانتهى عام 2009، لكن لم يتم افتتاحه لأسباب أمنية، مشيراً إلى أنه تم منذ نهاية العام الماضي استكمال الإجراءات الأمنية المطلوبة لافتتاح المتحف، وتحويله من «متحف موقع» إلى متحف يضم معرضاً لـ600 قطعة أثرية على مساحة 500 متر مربع، جميعها من الآثار المكتشفة في الشرقية.
ولفت إلى تكلفة تجهيز المتحف بمتطلبات الأمن والفتارين والإضاءة وصلت إلى 309 ملايين جنيه.
وتقوم فكرة سيناريو العرض المتحفي بـ«تل بسطا» على تسليط الضوء على مدى اختلاف الاكتشافات الأثرية من منطقة لأخرى.
وأوضح سامح المصري، رئيس فريق العمل ومنفذ سيناريو العرض المتحفي، لـ«الشرق الأوسط»، أن الاكتشافات تبين الاختلافات بين الاكتشافات في التربة الطينية أو الصحراوية البعيدة أو القريبة من النيل، في شمال مصر أو صعيدها، تحت عنوان «حفائر موقع»، كما يوضح أيضاً كيفية أن موقع الحفائر يستطيع أن يحدد ما إذا كان الموقع مؤهلاً للحياة والسكن، أم مكاناً لدور العبادة، أم مكاناً للقلاع مثل الكثير من القلاع التي على حدود مصر.
وأضاف المصري: إن المجموعات المعروضة بالمتحف هي نتائج لحفائر البعثات المصرية والأجنبية بمحافظة الشرقية، منها ما يمثل الحياة، أو يمثل الموت، وهي تضم مجموعة من الأدوات المختلفة المستخدمة في الحياة اليومية، ومجموعة من الأواني التي كانت تستخدم لأغراض كثيرة في حياة المصري القديم، إضافة إلى مجموعة من المسارج والتماثيل المصنوعة من التراكوتا (طين محروق) والعملات، ومجموعة من تماثيل المعبودات.
وتم تخصيص فاترينة خاصة بالمعبودة «باستت» بها كثير من تماثيل الآلهة مصنوعة من البرونز، إضافة إلى فاترينة بها دفنة تضم تابوتاً من الفخار، ومجموعة من تماثيل الأوشابتي، ومسند للرأس، وموائد القرابين.
وأكد خالد سعيد، محافظ الشرقية، أن المحافظة منطقة واعدة أثرياً، مشيراً إلى أنه سيتم افتتاح كلية للآثار العام الدراسي المقبل.
وتتميز الشرقية بأنها ذات تاريخ وحضارة عريقة، حيث قامت على أرضها مدينة «أورايس» المعروفة الآن باسم «تل الضبعة»، التي كانت عاصمة الهكسوس، ومدينة «بر رعميس» التي بناها الملك رمسيس الثاني والمعروفة حالياً بـ«قنتير»، والتي اتخذها الملك رمسيس الثاني مقراً لحكم مصر، و«صان الحجر» «تانيس» التي كانت عاصمة لمصر في الأسرة الثانية والعشرين، وبها معبد المعبود «آمون» أكبر معابد الوجه البحري، كما تضم المحافظة «تل فرعون» الذي كان عاصمة للإقليم التاسع عشر من أقاليم الوجه البحري.
وقال مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، لـ«الشرق الأوسط»، إن تل بسطا «في منتهى الأهمية، ولا تقل عن منطقة صان الحجر بالمحافظة»، مشيراً إلى أن «وضع المنطقة على الخريطة السياحية يتطلب وقتاً وجهداً»، لكن العناني زاد: «نعمل على إنشاء متاحف لحماية الآثار ورفع الوعي الأثري... وهذه المتاحف ليس لها عائد مادي».


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.