«أوبك» تتوقع توازن السوق العام الحالي وأنباء عن اجتماع تشاوري في أبريل

TT

«أوبك» تتوقع توازن السوق العام الحالي وأنباء عن اجتماع تشاوري في أبريل

أعلن الرئيس الدوري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، سهيل المزروعي، أنه يتوقع توازن أسواق النفط العالمية هذا العام مع استمرار الدول في فرض قيود على إنتاجها بعد انهيار الأسعار في 2014... وذلك في وقت تتوقع فيه وكالة الطاقة الدولية أن الولايات المتحدة ستتفوق على روسيا كأكبر منتج للنفط في العالم بحلول 2019 على الأكثر، مع استمرار ازدهار قطاع النفط الصخري في البلاد، وهو أمر يعوق جهود التوازن السوقي بشكل كبير.وصرح المزروعي، وزير الطاقة في الإمارات، أمام ملتقى أسواق المال العالمية في أبوظبي قائلا: «أنا متفائل بأننا سنحقق توازنا في الأسواق هذا العام». وكانت دول أوبك والدول المنتجة خارج المنظمة وقعت اتفاقا تاريخيا في أواخر 2016 بخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل في اليوم بصفته عاملا رئيسيا لتعزيز أسواق الخام.
وبلغ الالتزام بالخفض 133 في المائة في يناير (كانون الثاني)، وهو ما قال المزروعي إنه يتجاوز النسبة المتفق عليها، بينما كانت نسبة الالتزام 129 في المائة في ديسمبر (كانون الأول)، و122 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وعادت أسعار النفط إلى الارتفاع إلى نحو 70 دولارا للبرميل نتيجة لهذه السياسة.
وتابع المزروعي، أن التعاون بين الدول المنتجة للنفط، بما فيها روسيا، بلغت مستويات «أكثر مما كان متوقعا». وكان قد أشار في مطلع الشهر الحالي إلى أن أوبك تأمل تشكيل شراكة طويلة الأمد مع دول منتجة للنفط من خارجها، وذلك لضمان توازن الأسواق. إلا أنه حذر من أنه مع عودة التوازن وتزايد الطلب، فإن قطاع الطاقة سيتطلب استثمارات كبيرة في المستقبل القريب، ليس فقط من الدول الغنية بالنفط، بل أيضا من كبرى شركات النفط العالمية. وختم بالقول: «نحن بحاجة إلى 15 مليون برميل في اليوم بحلول 2040 لتلبية الطلب»، وحدد الحاجة إلى الاستثمارات بنحو 210.5 مليارات دولار.
وفي إطار مواز، قال وزير الطاقة الجزائري مصطفى قيطوني أمس، إن منتجي النفط يسعون إلى استقرار السوق، وإنهم سيلتقون في الرياض في أبريل لمناقشة الجهود الجارية لكبح الإنتاج من أجل دعم الأسعار.
وأبلغ قيطوني الصحافيين أثناء زيارة إلى تونس قائلا: «نسعى للاستقرار... المسألة لا تقتصر على السعر، لكن أيضا التوازن بين المنتجين والمستهلكين»، مضيفا أنه «سيكون هناك اجتماع في الرياض في أبريل. سنناقش السياسة، نحتاج إلى موقف مشترك لمعرفة ما يمكننا القيام به».
لكن على الجانب الآخر، قالت وكالة الطاقة الدولية أمس، إن الولايات المتحدة ستتفوق على روسيا كأكبر منتج للنفط في العالم بحلول 2019 على الأكثر مع استمرار ازدهار قطاع النفط الصخري في البلاد.
ويرى كثير من المحللين أن زيادة الإنتاج الأميركي، خصوصا من النفط الصخري، تعوق جهود تحالف أوبك الهادف إلى استعادة التوازن السوقي. وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي للوكالة خلال مناسبة في طوكيو، إن الولايات المتحدة ستتفوق على روسيا كأكبر منتج للخام «بالتأكيد في العام المقبل»؛ إن لم يكن هذا العام. وأبلغ «رويترز» بشكل منفصل قائلا: «نمو النفط الصخري الأميركي قوي جدا، الوتيرة قوية جدا... الولايات المتحدة ستصبح منتج النفط الأول في وقت قريب».
وارتفع مستوى إنتاج الخام الأميركي فوق عشرة ملايين برميل يوميا أواخر العام الماضي للمرة الأولى منذ سبعينيات القرن الماضي. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في وقت سابق من هذا الشهر إن إنتاج الولايات المتحدة سيتجاوز 11 مليون برميل يوميا بحلول أواخر 2018. وسيقود هذا الولايات المتحدة إلى التفوق على روسيا أكبر منتج للخام في العالم، والتي تضخ إمدادات دون هذا المستوى بقليل.
وقال بيرول إنه لا يتوقع بلوغ الإنتاج الأميركي مستوى الذروة قبل 2020، ولا يتوقع تراجعا في السنوات الأربع إلى الخمس التالية. وتأتي زيادة الإمدادات الأميركية في الوقت الذي يقيد فيه منتجون آخرون كبار بينهم روسيا وأعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مستويات الإنتاج بهدف مساعدة الأسعار على الارتفاع.
وتتزايد صادرات الخام الأميركي، بما في ذلك إلى الأسواق الآسيوية الأكبر والأسرع نموا في العالم، مما يقلص الحصة السوقية لروسيا وأوبك. في الوقت ذاته، هبط صافي الواردات الأميركية من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا إلى 4.98 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ أن بدأت إدارة معلومات الطاقة تسجيل البيانات في 2001.
وقال بيرول إن نمو الإنتاج ليس قويا في الولايات المتحدة وحدها، مشيرا إلى «كندا والنفط الرملي على وجه الخصوص، والمشروعات البحرية البرازيلية... هذان محركان رئيسيان لقيادة الإنتاج من خارج الولايات المتحدة».
وبشأن الطلب، قال بيرول إن وكالة الطاقة الدولية تتوقع نموا بنحو 1.4 مليون برميل يوميا في 2018.



منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
TT

منظومة الطيران السعودية تحقق نسبة امتثال تبلغ 94.4 % بمؤشر تطبيق معايير الأمن

عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)
عدد من المسؤولين خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد في عُمان (واس)

أكد رئيس «الهيئة العامة للطيران المدني السعودي»، عبد العزيز الدعيلج، أن السعودية حريصة على التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه القطاع، مشيراً إلى أن المنظومة حققت نسبة امتثال بلغت 94.4 في المائة في تطبيق معايير الأمن، وذلك ضمن تقرير «التدقيق الشامل لأمن الطيران» الذي أصدرته «منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)»؛ مما يضع البلاد في مصافّ الدول الرائدة عالميّاً بهذا المجال.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري المُنعقد تزامناً مع «أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي 2024»، الذي تستضيفه حالياً عُمان خلال الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالتعاون مع منظمة «إيكاو»، وبمشاركة قادة ورؤساء منظمات وهيئات الطيران المدني بالعالم.

وأفاد الدعيلج بأن «التحديات الأمنية المتصاعدة التي تواجه القطاع حالياً تتسم بالتعقيد والتنوع، كالهجمات السيبرانية واستخدام الطائرات من دون طيار في أعمال تهدد الأمن، بالإضافة إلى التهديدات الناشئة عن التقنيات الحديثة، مثل الهجمات الإلكترونية على الأنظمة الرقمية للطيران»، مشيراً إلى أن «هذه التهديدات أصبحت تُشكّل خطراً جديداً يحتاج إلى استراتيجيات مبتكرة للتصدي لها».

وأوضح الدعيلج أن «جهود السعودية في مجال أمن الطيران المدني، تتمحور حول مجموعة من المحاور الأساسية التي تهدف إلى تعزيز الجاهزية الأمنية وضمان سلامة القطاع على جميع الأصعدة».

ووفق الدعيلج، فإن بلاده «عملت على تحديث وتطوير الأنظمة الأمنية بما يتماشى مع أحدث المعايير الدولية، عبر تعزيز أنظمة الكشف والمراقبة في المطارات باستخدام تقنيات متقدمة، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل المخاطر وتقديم استجابات سريعة وفعالة للتهديدات المحتملة».

وأضاف الدعيلج أن السعودية «أولت اهتماماً كبيراً بالأمن السيبراني في ظل التحديات التكنولوجية الراهنة؛ إذ طورت برامج مختصة لحماية الأنظمة الرقمية ومنصات الحجز والعمليات التشغيلية للطيران، مما يعزز قدرة القطاع على التصدي للهجمات الإلكترونية».

وأشار الدعيلج إلى أن السعودية تسعى إلى بناء قدرات بشرية متميزة في هذا المجال، «عبر إطلاق برامج تدريبية متطورة بالتعاون مع المنظمات الدولية، بهدف تأهيل الكوادر الوطنية وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع مختلف السيناريوهات الأمنية».

وقال الدعيلج إن السعودية «ساهمت بشكلٍ كبير في دعم المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمان في هذا القطاع الحيوي، وأسهمت بشكل فعال في تطوير استراتيجيات أمنية مشتركة مع دول مجلس التعاون الخليجي؛ بهدف تعزيز التنسيق الأمني بين الدول، وهو ما يضمن استجابة سريعة وفعالة للتحديات الأمنية».

وواصل أن بلاده «شريك رئيسي في المبادرات الدولية التي تقودها (منظمة الطيران المدني الدولي - إيكاو)، وأسهمت في صياغة سياسات أمن الطيران وتنفيذ برامج تهدف إلى تحسين مستوى الأمن في جميع أنحاء العالم، من ذلك استضافة المملكة المقر الدائم لـ(البرنامج التعاوني لأمن الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط CASP - MID) التابع لـ(إيكاو)، ودعم (منظمة الطيران المدني الدولي) من خلال مبادرة (عدم ترك أي بلد خلف الركب)».