تأسس شارع «25 مارس» في ساو باولو على يد مهاجرين عرب، أغلبهم كانوا من سوريا ولبنان، في أواخر القرن التاسع عشر. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا الشارع في المدينة البرازيلية أقرب ما يكون إلى سوق عربية، تمتلئ بكثير من الأسواق التجارية والباعة الجائلين في واحد من أكثر المناطق التجارية شعبية.
والآن أصبح الشارع والشوارع المحيطة به يغطيها اللونان الأخضر والأصفر، اللذان يشكلان الألوان الرئيسة في العلم البرازيلي. وذلك بعد أن استهل منتخبهم الوطني مبارياته في كأس العالم بضرب المنتخب الكرواتي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. وتعد عطلة نهاية الأسبوع أحد أكثر الأوقات ازدحاما هناك، إذ كان مئات من المشجعين يغدون ويروحون بحثا عن جميع الأشياء التي تحمل ألوان فريقهم الوطني.
قالت آنا سيماو، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 59 عاما: «عقب الفوز أصبحت أكثر حماسا». لقد ذهبت إلى هناك من أجل شراء قمصان (تي شيرتات) وحقائب ظهر تحمل الألوان البرازيلية. وعلقت بقولها: «كلما فاز المنتخب الوطني في مبارياته، نزداد حماسا».
وقال كارلوس غوميز، وهو طالب يبلغ 19 عاما، إنه كان يبحث عن أشياء تمكنه من «إصدار صخب خلال المباريات»، بالإضافة إلى بحثه عن علم البرازيل.
يذكر أن المشجعين البرازيليين يحبون أن يصدروا كثيرا من الصخب أثناء متابعتهم المباريات باستخدام أدوات مثل الصافرات والأبواق البلاستيكية على وجه الخصوص.
وقال غوميز لصحيفة «الشرق الأوسط»: «لقد اشتريت بالفعل بعض الأشياء، ولكنني أقوم بالشراء لعائلتي أيضا». وبسؤاله عن شعوره عندما يذهب لمشاهدة منتخب البرازيل في كأس العالم، قال غوميز: «أكون متحمسا للغاية، وقلبي يخفق أسرع».
وقام أنطونيو ليمي، صاحب محل بشارع «25 مارس»، بافتتاح متجره قبل بضعة أيام من انطلاق البطولة. واحتفل ليمي مع انطلاق المسابقة التي أدت إلى ارتفاع مبيعاته، مؤكدا: «حدثت طفرة في المبيعات قبل يوم واحد من انطلاقة كأس العالم.. كنت أبيع قبعة واحدة في اليوم، والآن أبيع أكثر من 250 واحدة». ويزعم أنه صنع موديلا حصريا من القبعات المخملية، التي يحملها على الرصيف وهو يدعو الناس إلى دخول متجره.
وحسب فلافيا ألفيس، بائعة جائلة، فإن أكثر المنتجات مبيعا هي أغطية المرايا الجانبية للسيارات، حيث قالت: «بعت اليوم فقط أكثر من 400 زوج»، وقالت إنه بالإضافة إلى المشجعين الذين يرتدون الأعلام، لَوَّن العلم الوطني كثيرا من سيارات البرازيليين.
وكان من السهل لمن لا تعجبهم الأعلام أو القمصان (تي شيرتات) أو القبعات أن يجدوا أنواعا كثيرة من مختلف الإكسسوارات ذات اللونين الأخضر والأصفر، مثل عصائب للرأس والأجندات والأقلام وأغطية للرأس وملابس للحيوانات الأليفة. وبالمناسبة، لن تجد في أي مكان آخر في المدينة أفضل من الأسعار هناك، ويمكنك أيضا المساومة كما لو كنت في سوق عربية تقليدية.
* بعد الانتهاء من التسوق
إذا شعرت بالجوع بعد التجول في منطقة «25 مارس»، فسيكون «كوفي شوب غيروندينو» خيارا جيدا للذهاب إليه. ويعد المطعم، الذي يقع في شارع لارغو ساو بينتو، أحد المطاعم القليلة في المنطقة التي تقدم قائمة طعام باللغة الإنجليزية ولديها نادلون يتحدثون لغتين. وبمناسبة إقامة كأس العالم، جرى تزيين المطعم بأعلام البلاد المشاركة في المونديال.
تستطيع أن تجد هناك مجموعة متنوعة من الأطعمة، التي تضم الشطائر والمعكرونة والسلطات. حيث وجدت «الشرق الأوسط» وجبة مثيرة للفضول تسمى «سلطة عبد الله» تتكون من لحم بقري مشوي مضافة إليه صلصة الشواء إلى جانب الجرجير ورقائق البطاطس.
وهناك طبق عربي آخر له شعبية كبيرة في جميع أنحاء المدينة اسمه «بيروت». ويستخدم الاسم «بيروت»، الذي يشير إلى العاصمة اللبنانية، لمجموعة متنوعة من الشطائر التي تقدم بالخبز السوري.
وفي ما يتعلق بالمشروبات، يمكنك تجربة بعض العصائر التي تصنع من الفواكه ذات الأصل البرازيلي، مثل البطيخ أو الجوافة أو الكاجو أو الأساي. وإذا كنت تفضل المشروبات الغازية، فهناك مشروب لذيذ يصنع من الجوارانا، وهي فاكهة تنبت في غابات الأمازون، حيث لاقى هذا المشروب رواجا كبيرا بين الأجانب.