شهدت الغوطة الشرقية لدمشق سباقاً بين مفاوضات للتوصل إلى اتفاق والحسم العسكري الذي تستعد قوات النظام له عبر حشد قواته بقيادة العميد سهيل الحسن، المعروف بلقب «النمر»، وسط أنباء عن خطط لاستقدام آلاف الجنود الصينيين للمشاركة في العمليات وتأمين خط محيط العاصمة.
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن الغوطة تشهد هدوءاً حذراً منذ منتصف ليل الخميس - الجمعة، تخللها خرق واحد تمثل باستهداف مدينة حرستا بقذيفتين مدفعيتين، بعد تراجع وتيرة القصف من الطائرات الحربية والقصف من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بالصواريخ والقذائف المدفعية، والتي خلفت في الأسبوع الأخير مقتل 30 مدنياً بينهم 8 أطفال.
وأفادت مصادر إعلامية مقربة من قوات النظام بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة يقودها العميد سهيل حسن المعروف إلى أطراف الغوطة الشرقية على أطراف دمشق. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن التعزيزات وصلت ظهر أمس، من ريف إدلب إلى منطقة تل كردي على الأطراف الشمالية للغوطة، لبدء هجوم واسع على مواقع المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية بغية السيطرة عليها.
وأضافت المصادر أن التعزيزات تتضمن مئات الدبابات والعربات والمدافع وراجمات الصواريخ إضافة إلى ما يزيد على 12 ألف مقاتل يطلق عليهم اسم «مجموعات النمر»، وتتألف غالبيتها من متطوعين في الدفاع الوطني ويقاتلون إلى جانب قوات النظام.
وكثفت القوات النظامية مدعومة بالطائرات الحربية السورية والروسية قصفها على الغوطة الشرفية الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 1500 شخص. وقاد «النمر» كثيراً من المعارك خلال النزاع الدائر في سوريا، ولا سيما في تدمر ودير الزور وأخيراً في أبو الضهور بريف إدلب.
وفشلت كل جهود القوات الحكومية منذ عدة سنوات لاستعادة السيطرة على مناطق الغوطة شرق دمشق، حيث سقط خلال تلك المحاولات آلاف القتلى والجرحى من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.
وكانت القوات الحكومية السورية قد فشلت في تحقيق أي تقدم في الغوطة الشرقية رغم القصف العنيف الذي يستهدف مدينة دوما وعربين وكفر بطنا.
وفي سياق متصل، أعلن مركز المصالحة الروسي الذي يتخذ من قاعدة حميميم الجوية مقراً له في بيان نشره على صفحاته بمواقع التوصل الاجتماعي، أن موسكو «ستدعم تحركات القوات الحكومية البرية في منطقة خفض التصعيد في الغوطة الشرقية للقضاء على تنظيم جبهة النصرة في حال لم تفلح الوسائل السلمية في تحقيق ذلك»، وذلك في إشارة إلى العملية البرية المقبلة.
وجرى التوصل في منتصف يوليو (تموز) الماضي إلى اتفاق لخفض التصعيد بين روسيا وفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية بعد مفاوضات في مصر، إلا أن الاتفاق لم يصمد طويلاً، حيث دارت معارك عنيفة على جبهة إدارة المركبات، إضافة إلى قصف متبادل بين القوات الحكومية والمعارضة.
وإذ تحدث «المرصد» عن احتمال إرسال الصين آلاف المقاتلين إلى شرق دمشق، قال دبلوماسيون إنه ليست هناك خطط جدية كهذه.
إلى ذلك، قال «المرصد» إن ضربات جوية في بلدة حزانو الريفية الصغيرة في محافظة إدلب التي يسيطر مسلحو المعارضة السورية على مساحات كبيرة منها تسببت في مقتل طفلتين وإصابة 9 آخرين بجروح.
وأظهر فيديو نشرته جماعة الدفاع المدني المعروفة باسم الخوذ البيضاء على موقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت اليوم، ما قيل إنه عملية إنقاذ في حزانو بعد إحدى الغارات الجوية. وشوهد في الفيديو مجموعة من رجال الإنقاذ ينتشلون طفلاً صغيراً من تحت ركام مبنى منهار، بينما يخمد رجال الإطفاء نيراناً مشتعلة في شاحنة صغيرة.
وأضاف «المرصد» أن غارات جوية نُفذت اليوم أيضاً في منطقتين أخريين في جنوب شرقي المحافظة، ولم ترد أنباء بشأن سقوط ضحايا فيها. وأردف «المرصد» أن الطائرات الحربية ما زالت تواصل قصف مناطق في إدلب على الرغم من الظروف الجوية الصعبة.
تعزيزات لقوات النظام في غوطة دمشق
موسكو تدعم الهجوم المرتقب
تعزيزات لقوات النظام في غوطة دمشق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة