المغرب: أمين عام «التقدم والاشتراكية» يحذر من استمرار خلافات الأغلبية

TT

المغرب: أمين عام «التقدم والاشتراكية» يحذر من استمرار خلافات الأغلبية

حذر نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقاً) المغربي، وزير السكنى وسياسة المدينة الأسبق، من استمرار «الخلافات الهامشية» بين مكونات الأغلبية الحكومية، في وقت ينتظر فيه المجتمع إصلاحات واضحة بمختلف الأقاليم والجهات، يتم التعبير عنها من خلال عدد من الحركات الاحتجاجية.
ودعا بن عبد الله، الذي كان يتحدث أمس في افتتاح أشغال اللجنة المركزية لحزبه، إلى «تصفية الأجواء» بين أحزاب الأغلبية قبل التوقيع على «ميثاق الأغلبية» المقرر غداً الاثنين، وذلك في إشارة إلى الأزمة التي تسببت فيها تصريحات عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، التي شن فيها هجوماً على الوزير عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، وإدريس لشكر أمين عام الاتحاد الاشتراكي، ومقاطعة وزراء الحزبين اجتماعاً للحكومة جراء ذلك.
ورداً على ما حدث قال بن عبد الله «كفى من الصراعات الهامشية، وهذه الخلافات التي لا تفيد في شيء، ونحن نعمل على تقوية اللحمة بين مكونات الأغلبية».
وأوضح بن عبد الله أن ميثاق الأغلبية مر بـ«لحظات عصيبة» من أجل التوافق عليه، وتمنى أن يجري التوقيع عليه، وألا يحدث تغيير بهذا الشأن، مشيراً إلى أنه «من الجميل أن يكون الميثاق شأنه شأن الميثاق الذي وقع في عهد حكومة ابن كيران السابقة، على مبادئ ومنطلقات وأهداف أساسية موجودة في الدستور وعلى طبيعة العلاقات بين مكونات الأغلبية، وضرورة أن تكون قوية ومتينة وواضحة، فضلاً عن الهياكل والآليات التي ستستعملها هذه الأغلبية للقيام بعملها». وعبر عن أمله في أن يكون التوقيع على الميثاق «بمثابة انطلاقة جديدة ومحطة لتقوية العمل المشترك بين مكونات الأغلبية». وبهذا الخصوص قال بن عبد الله: «نريد لهذه الحكومة أن تكون قادرة على طرح تصورات واضحة مرتبطة بالإصلاح والانتظارات الشعبية الواسعة الموجودة في مختلف الأقاليم، وكذا القضايا، المرتبطة بالحقل السياسي والديمقراطي، دعماً للمسار الديمقراطي في بلادنا، وتأكيداً لدور الأحزاب والمؤسسات في هذا المسار لأننا في أمس الحاجة إلى ذلك».
ولفت بن عبد الله إلى أنه لا يمكن لمشروع الإصلاح أن يتقدم إلى الأمام دون آليات سياسية تتمثل في الأحزاب، ثم مؤسسات دستورية، وعلى رأسها الحكومة والبرلمان لحمل هذا المشروع الإصلاحي، الذي يحتاج لحقل سياسي «صاف وواضح وقادر على أن يؤثر في الواقع المغربي».
وأضاف بن عبد الله موضحاً: «علينا أن نعمل على تصفية الأجواء بين مكونات الأغلبية لتجاوز هذه الصورة، التي لا تليق بما نطمح إليه في هذه الحكومة»، مشيراً إلى أن البلاد بحاجة إلى «عرض سياسي واضح ونفس ديمقراطي جديد لأن الناس حائرة وتنتظر، وإذا كان هناك تنافس فليكن حول هذه القضايا. أما الانتخابات فمن المفروض أنها ستكون في 2021. اللهم إذا هناك تطور آخر»، وذلك في تلميح إلى تصريحات أخنوش، الذي قال فيها إن حزبه سيفوز بالانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك على بعد أكثر من عامين من موعدها. وتابع بن عبد الله قائلاً: «لا يمكن أن نجعل من هذه التجربة قوساً فقط لا ندري متى ينتهي... لكن في انتظار ذلك فإن الشعب يقاسي، ويعيش مآسي، وينتظر إصلاحات واضحة في مختلف الأقاليم والجهات، التي يتم التعبير عنها من خلال عدد من الحركات الاحتجاجية»، محذراً من الاستمرار في الخلافات، والانشغال عن إنجاز إصلاحات ملموسة على مختلف المستويات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.