محكمة عسكرية إسرائيلية تؤجل محاكمة عهد التميمي

عائلتها تريد أن تكون الإجراءات علنية

عهد التميمي أثناء اقتيادها إلى المحكمة العسكرية في بيتونيا (إ.ب.أ)
عهد التميمي أثناء اقتيادها إلى المحكمة العسكرية في بيتونيا (إ.ب.أ)
TT

محكمة عسكرية إسرائيلية تؤجل محاكمة عهد التميمي

عهد التميمي أثناء اقتيادها إلى المحكمة العسكرية في بيتونيا (إ.ب.أ)
عهد التميمي أثناء اقتيادها إلى المحكمة العسكرية في بيتونيا (إ.ب.أ)

أجَّل القاضي المختص في محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية، أمس (الثلاثاء)، محاكمة الفتاة الفلسطينية عهد التميمي (17 عاماً)، التي تحولت إلى «أيقونة المقاومة الشعبية» في الأراضي الفلسطينية.
وأصدر القاضي قراره بتأجيل الجلسة إلى الحادي عشر من الشهر المقبل، بعد أن أغلقها وأمر بطرد صحافيين وصلوا لتغطية المحكمة، إلى جانب متضامنين أجانب وصلوا مع عائلتها للتعبير عن تضامنهم الكامل معها، ليسمح فقط ببقاء عائلتها في قاعة المحكمة.
كما أمر القاضي بطرد دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأوروبية مثل ألمانيا وهولندا وغيرهما، جاءوا كمراقبين لحضور الجلسة. حيث وجّهت منظمات دولية حقوقية انتقادات حادة إلى التعامل الإسرائيلي الفظّ مع المسؤولين الأوروبيين والمتضامنين الأجانب.
وردت غابي لاسكي، المحامية الخاصة بعهد التميمي، على القاضي، بأن عائلتها تريد أن تكون الإجراءات علنية أمام الجميع، متهمةً المحكمة بستر الإجراءات لمنع العالم من المشاهدة، وللتغطية على جرائم الاحتلال ضد شبان فلسطينيين يقاومون احتلال أراضيهم من دون عنف.
وقال باسم التميمي، والد عهد، إن إسرائيل تتستر على أفعالها عبر جعل جلسة المحاكمة سرية. متهماً المحكمة العسكرية بعدم التزام القانون الدولي أو أي أعراف دولية.
وأشار التميمي إلى أنه يعمل للضغط، عبر عرائض، وعبر الإعلام والمؤسسات الحقوقية الدولية، لتحرير عهد من السجن. مثمناً وقفة المتضامنين والدبلوماسيين الأجانب.
وتحولت عهد إلى رمز فلسطيني وأيقونة للمقاومة الشعبية، بعد أن ظهرت في مقطع فيديو وهي تصفع جنوداً إسرائيليين، في أثناء محاولتهم اقتحام ساحة منزل عائلتها، في بلدة النبي صالح قرب رام الله، حيث أمر وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان باعتقالها في التاسع عشر من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ووجِّه إلى عهد، فيما بعد، 12 اتهاماً من قبل النيابة العسكرية للاحتلال، من بينها الاعتداء والتحريض ومهاجمة الجنود وشتمهم.
وأثارت محاكمة عهد، التي من المرجح أن تستغرق أشهراً، اهتماماً عربياً ودولياً كبيراً بسبب سجن فتاة قاصر.
وتنتظر والدة عهد، التي اعتُقلت فيما بعد، إلى جانب فتاة أخرى من العائلة، محاكمة إسرائيلية أخرى. حيث يتوقع أن يجري تأجيل محاكمتهم المقررة خلال أيام.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.