هادي يعيّن محافظاً جديداً للبنك المركزي في عدن

تفاؤل بقدرة الوزير السابق زمام على توظيف الوديعة السعودية لدعم الاقتصاد

محمد زمام
محمد زمام
TT

هادي يعيّن محافظاً جديداً للبنك المركزي في عدن

محمد زمام
محمد زمام

أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قراراً بتعيين الوزير السابق محمد زمام محافظاً جديداً للبنك المركزي في عدن، بدلاً من منصر القعيطي. وجاء هذا التعيين في أول مرسوم رئاسي خلال عام 2018.
ولقي قرار الرئيس اليمني على الفور ترحيباً سعودياً، فيما ساد التفاؤل الأوساط المالية اليمنية بأن يتمكن المحافظ الجديد من استعادة السيطرة على السوق المصرفية وإعادة الاستقرار إلى سعر العملة المحلية (الريال) أمام العملات الأجنبية. وغرّد السفير السعودي محمد آل جابر عقب صدور القرار الليلة قبل الماضية على «تويتر»، مهنئاً الدكتور محمد زمام على تعيينه ومتمنياً له التوفيق. وقال السفير آل جابر إنه يأمل أن «يساهم تعيين زمام محافظا للبنك المركزي اليمني في توظيف الوديعة السعودية وقدرها 3 مليارات دولار بما يدعم سعر صرف الريال اليمني، والاقتصاد اليمني للتخفيف من الأعباء التي تسببت بها ميليشيات الحوثيين الإيرانية على الإنسان اليمني».
ويتهم ناشطون يمنيون المحافظ السابق للمركزي اليمني بالفشل في إدارة البنك لجهة عدم وجوده في المقر الرئيسي في مدينة عدن ومكوثه طيلة فترة تعيينه خارج البلاد.
وشهد الشهر الماضي تدهوراً قياسياً في قيمة العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية، قبل أن يتدخل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ويأمر بمنح البنك المركزي اليمني وديعة جديدة قدرها مليارا دولار أميركي في سياق حرص السعودية على إنقاذ الاقتصاد اليمني ومنعه من الانهيار الشامل.
وتقلد المحافظ الجديد وظائف حكومية عدة كان آخرها وزيرا للمالية في حكومة خالد بحاح التي انقلب عليها الحوثيون وعلى شرعية الرئيس هادي قبل ثلاث سنوات، كما سبق له قبل منصب الوزير تقلد منصب رئيس مصلحة الضرائب اليمنية.
ويعد زمام من المحسوبين على حزب «المؤتمر الشعبي» وحمل حقيبة وزارة المالية عدة أشهر في حكومة باسندوة، التي تشكلت محاصصة بين حزب «المؤتمر» وتكتل أحزاب «اللقاء المشترك» بقيادة حزب «الإصلاح» عام 2014، قبل أن يعاد تعيينه في المنصب نفسه في حكومة خالد بحاح المشكلة شراكة بين الحوثيين والأحزاب اليمنية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، إذ بقي زمام في المنصب بعد انقلاب الحوثيين على الرئيس هادي والشراكة الوطنية، إلى أن أعفاه هادي بمرسوم رئاسي في يونيو (حزيران) 2015.
ومحافظ البنك المركزي الجديد من مواليد عام 1964 في محافظة عمران، وهو حاصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعتين في الولايات المتحدة الأميركية.
وعقب القرار الرئاسي الذي أطاح القعيطي، قدم نائبه عباس الباشا استقالته، وقال في خطاب الاستقالة الموجه إلى الرئيس هادي إن «الظروف القائمة لم تعد مناسبة لممارسة مهامه بالمستوى المطلوب». ولم يعرف على الفور ما إذا كانت استقالة الباشا جاءت احتجاجاً على تعيين محمد زمام محافظاً للبنك المركزي، أم أنها جاءت بإيعاز من الرئيس هادي الذي يريد للمحافظ الجديد أن يختار كبار معاونيه والطاقم الذي يثق فيه للعمل تحت قيادته.
وكانت الحكومة اليمنية اتخذت أواخر سنة 2016 قرارا بنقل البنك المركزي اليمني من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون الانقلابيون الموالون لإيران إلى العاصمة المؤقتة عدن. وجاء قرار نقل مقر البنك إلى عدن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الاقتصاد اليمني بعد أن نهبت الميليشيات الحوثية نحو خمسة مليارات دولار هي إجمالي الاحتياطي من النقد الأجنبي، إلى جانب استنزاف السيولة النقدية المقدرة بنحو تريليوني ريال يمني.
وفي أول تعليق للميليشيات الحوثية على قرار تعيين زمام محافظا للمركزي اليمني، رحّب القيادي في جماعة الحوثي محمد العماد بالقرار وقال إن زمام يحظى باحترام الجميع كما زعم أنه «محل ثقة للأميركيين». وكانت الجماعة رفضت مقترحا سابقا من الأمم المتحدة بتوريد عائدات المناطق التي تسيطر عليها بما فيها ميناء الحديدة إلى البنك المركزي في عدن مقابل ضمان قيام الحكومة الشرعية بصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الميليشيات.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.