المُحليات الطبيعية والصناعية... بين الفوائد وسلامة الاستخدام

6 أنواع معتمدة شائعة

المُحليات الطبيعية والصناعية... بين الفوائد وسلامة الاستخدام
TT

المُحليات الطبيعية والصناعية... بين الفوائد وسلامة الاستخدام

المُحليات الطبيعية والصناعية... بين الفوائد وسلامة الاستخدام

شاع استخدام المُحليات الصناعية وبدائل السكر بين الناس؛ سواء الذين يعانون من مرض السكري أو من زيادة الوزن والسمنة، أو أولئك الذين يميلون للمحافظة على القوام النحيل وجمال الجسم. وقد بات من الصعب علينا تفادي استخدام المحليات الصناعية بغض النظر عن درجة سلامتها، فهي تدخل في صناعة كثير من المنتجات التي لا نستغني عن استخدامها، كالمشروبات، والحلوى، والوجبات الجاهزة، وأنواع مختلفة من الكعك، والعلكة... وحتى معاجين الأسنان.
وقد تعددت مصطلحات المُحليات (بدائل السكر) من «التحلية منخفضة السعرات الحرارية» (وهي الأكثر انتشارا)، إلى «مواد التحلية غير المشتقة من الأغذية»، و«مواد التحلية الصناعية»، و«مواد التحلية دون السعرات الحرارية»، و«مواد التحلية عالية الكثافة»، و«بدائل السكر». وتختلف أنواع هذه المحليات شائعة الاستخدام في الأطعمة والمشروبات من حيث المعرفة، والسلامة، والفوائد، ودورها في الغذاء بصورة عامة.
ما الأنواع الأكثر أماناً وفائدة منها، وما الاختلاف بينها، وما مدى سلامتها؟
حول هذا الموضوع، تحدث إلى «صحتك» الدكتور خالد علي المدني، استشاري التغذية العلاجية بـ«عيادات أدفانس كلينيك» بجدة نائب رئيس «الجمعية السعودية للغذاء والتغذية» عضو مجلس إدارة «المعهد الدولي لعلوم الحياة فرع الشرق الأوسط»، فأوضح في البداية أن مواد التحلية أو (بدائل السكر) يمكن تصنيفها إلى مجموعات مختلفة تشمل: المُحليات الغذائية، والمُحليات غير الغذائية، أو المُحليات الطبيعية (بدائل السكر المشتقة من مواد طبيعية)، ومواد التحلية الصناعية، أو مواد التحلية التي يمكن أيضها (أي تمثيلها غذائيا) ومواد التحلية التي لا يمكن أيضها.
وتعادل درجة حلاوة المُحليات منخفضة السعرات الحرارية مئات؛ بل آلاف المرات المُحليات المشتقة من السكروز من دون السعرات الحرارية الموجودة في المُحليات الأخرى، وفقا لـ«نشرة التغذية الصحية» التي تصدرها «الجمعية السعودية للغذاء والتغذية»، بالتعاون مع «الجمعية الإماراتية للتغذية العلاجية»، و«الجمعية الكويتية للغذاء والتغذية».
- حلاوة المذاق
إن حب حلاوة المذاق طبع فُطر عليه الإنسان، فالأطعمة والمشروبات حلوة المذاق تمنح متعة وسعادة. وحلاوة المذاق تعد أمراً حاسما للقبول واستساغة الطعم. وتشتمل حاسة التذوق على حواس الاستقبال في اللسان واثنين من الأعصاب المختلفة، التي تقوم بحمل دفعات المذاق التي يتم تحفيزها عبر خلايا المذاق وحواس استساغة الطعم، إلى المخ. ويتميز طرف اللسان بالقدرة على معرفة المذاقات الحلوة. وقد تنخفض وتقل أفضلية المذاق والطعم الحلو بين مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة وحتى في سن البلوغ. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الاختلافات في تفضيل المذاق أو الطعم الحلو تعزى إلى التفاعل بين الوراثة والبيئة.
وعن استخدامات هذه المحليات، أفاد الدكتور المدني بأنه قد تم السماح باستخدام المُحليات منخفضة السعرات الحرارية في الأغذية منخفضة الطاقة كالمحليات أو الأطعمة منزوعة السكر، أو استخدامات مرضى السكري في الأطعمة ذات الاستخدامات الغذائية الخاصة بهم في كثير من البلدان بجميع أنحاء العالم. كما تساعد المُحليات منخفضة السعرات الحرارية المستهلكين على الحد من تناول الكربوهيدرات واستهلاك الطاقة في استراتيجية للتحكم في مستوى سكر الدم أو المساعدة في الوصول إلى الوزن الصحي والمحافظة عليه.
- آراء علمية
> «أكاديمية التغذية والنظم الغذائية الأميركية»: يمكن للمستهلك التمتع بتناول أصناف متنوعة من المحليات الغذائية وغير الغذائية حسب الخطة الغذائية التي تعتمدها توصيات «التغذية الفيدرالية الحكومية».
> «الجمعية الأميركية للسكري»: تعد السكريات الكحولية والمحليات غير الغذائية آمنة عند تناولها بالكميات اليومية المعتمدة من قبل «إدارة الغذاء والدواء»، ومن ضمن توصيات التدابير لعلاج السكري رصد الكربوهيدرات واختيار المحليات غير الغذائية بدلا من المحليات الغذائية التي هي أحدث طرق للمساعدة في الاعتدال في تناول الكربوهيدرات.
> «الهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء»: استنتجت، بعد إعادة التقييم للدراسات البحثية الحديثة التي أجرتها، أن المعلومات المتوفرة بصورة عامة لا تعطي أي سبب لإعادة النظر في التقييمات السابقة بالنسبة لـ«أسبارتام» أو المضافات الغذائية من المحليات التي اعتمدت من قبل الاتحاد الأوروبي.
> «اختصاصيو النظم الغذائية الكندية»: تستعمل بدائل السكر أو المحليات الصناعية لتجعل مذاق الأطعمة حلواً، وهي تمتاز بسعرات حرارية قليلة جدا، ويمكن أن تكون جزءا من التخطيط الغذائي الصحي.
> «مؤسسة التغذية البريطانية»: استخدام المحليات منخفضة السعرات الحرارية يقدم فوائد للتدابير العلاجية بالنسبة للوزن، وكذلك السكري، وصحة الأسنان، وتم إجراء اختبارات دقيقة للسلامة قبل اعتمادها من قبل المفوضية الأوروبية.
> «جمعية اختصاصيي النظم الغذائية الأسترالية»: يتم التأكد من سلامة المحليات الصناعية قبل تداولها في الأسواق وفقا للمعايير الأسترالية والنيوزيلندية الغذائية.
- سلامة المُحليات
أوضح الدكتور خالد المدني أن مجلس التعاون الخليجي اعتمد استخدام «6» أنواع من المُحليات منخفضة السعرات الحرارية، وذلك وفقا لـ«هيئة التقييس» لدول مجلس التعاون الخليجي برقم «GSO995-2015»، وهي: أسبارتام، سكرلوز، سكارين، ستيفيا (ستيفيول غليكوسيد)، نيوتام، وبوتاسيوم اسيسلفام. وسوف تتم مناقشة الخواص الوظيفية المختلفة التي تؤثر على طعم المنتج أو استخدامه عند الاستخدام في الأغذية المختلفة. ولقد تم اعتماد جميع أنواع المُحليات المذكورة للاستخدام في دول مجلس التعاون الخليجي وتم إقرارها بوصفها منتجات آمنة للاستخدام والتناول.
وأفاد بأن جميع المُحليات منخفضة السعرات الحرارية (أو أي مادة مضافة جديدة) تخضع للفحص والدراسة لتقييم سلامتها لفترة قد تمتد لعدة سنوات؛ حيث يتم إجراء كثير من الأبحاث المكثفة للتأكد من عدم وجود أي تأثيرات ضارة تظهر بعد فترة زمنية على معايير الصحة أو أعضاء جسم الإنسان.
-- المُحليات الشائعة
فيما يلي أنواع المُحليات المعتمدة وشائعة الاستخدام:
1- أسبارتام ASPARTAME: هو ثنائي الببتيد، يحتوي على اثنين من الأحماض الأمينية، حمض الأسبارتيك والفنيل ألانين، وهما اللبنات الأساسية للبروتين. وتوجد أحماضه الأمينية في منتجات الألبان، والحبوب، واللحوم. وعقب عملية الهضم، ينقسم الـ«أسبارتام» إلى فنيل ألانين وحمض الأسبارتيك، وكمية صغيرة من مادة الميثانول. ويجب أن يحمل أي مشروب أو منتج غذائي يحتوي على الأسبارتام عبارة «يحتوي على مصدر للفنيل ألانين» لتعريف الأشخاص المصابين بمرض وراثي ونادر اسمه «بيلة الفنيل كيتون»، وتكون لديهم صعوبات في أيض «فنيل ألانين»، لأن أجسامهم تفتقر إلى الإنزيم الخاص بأيضه.
- درجة حلاوته: على الرغم من توفير الأسبارتام لعدد 4 كيلو سعرات حرارية - غرام، فإنه يتميز بحلاوة مذاق تعادل 200 مرة أكثر من مذاق السكروز.
- استخداماته: يستخدم بديلا للسكر في إنتاج الأغذية والمشروبات منخفضة الطاقة أو المواد الغذائية المعروفة باسم «الأطعمة الخالية من السكر»، كما يستخدم أيضاً في إنتاج المشروبات الغازية الفوارة، والحلوى الصناعية، والحلوى، واللبان (العلكة)، والزبادي، ومُحليات المائدة البديلة للسكر، وبوصفه من مكسبات الطعم الغذائية. وقد انتشر الأسبارتام على نطاق واسع في أكثر من 100 دولة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أميركا، وكندا، وأستراليا، واليابان.
2- سكرلوز SUCRALOSE: يعد منتج السكرلوز أحد مشتقات السكروز الأصلي الذي يتم الحصول عليه عبر عملية تصنيع متعددة الخطوات، حيث يتم استبدال 3 بدائل انتقائية لأيونات الكلور بمجموعات الهيدروكسيل على جزيء السكروز العادي لإنتاج السكرلوز. ومعظم السكرلوز لا يتم امتصاصه، حيث يتم طرح نحو 85 في المائة منه دون تغيير عن طريق البراز، ويمتص المتبقي من الجهاز الهضمي.
- درجة حلاوته: يتميز السكرلوز بمذاق حلو يعادل نحو 600 مرة أكثر من حلاوة السكروز.
- استخداماته: يمكن لمصنعي المواد الغذائية استخدام السكرلوز لابتكار كثير من الأطعمة والمشروبات الجديدة بمختلف المذاقات في كثير من المنتجات مثل الفواكه المعلبة، ومشروبات الفاكهة منخفضة السعرات الحرارية، ومنتجات الخبز، والصلصات، والسوائل حلوة المذاق. كما يستخدم في تحلية بعض المكملات الغذائية كالفيتامينات والأملاح المعدنية. وانتشر استخدامه في أكثر من 50 بلداً على مستوى العالم، بما فيها أميركا وروسيا.
3- سكارين SACCHARIN: هو من أقدم المُحليات غير الغذائية الطبيعية التي تم اعتمادها للاستخدام في الأغذية والمشروبات. ويتم امتصاصه ببطء، وهو غير قابل للتحول.
- درجة حلاوته: مذاقه يفوق ما بين 300 و400 مرة السكروز.
- استخداماته: تم اعتماده في الاستخدام مادةً غذائية مضافة إلى الأغذية والمشروبات ومُحليات مائدة الطعام، والخبز، والمربّات، والعلكة، والفاكهة المعلبة، والحلوى، ومكسبات الطعم، وصناعة كثير من المنتجات والفيتامينات، والمستحضرات الصيدلانية كعوامل تحلية بديلة للسكر. وقد تم اعتماد استخدام السكارين من قبل «اللجنة المشتركة لمنظمة الأغذية والزراعة» ومنظمة الصحة العالمية المعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية، و«إدارة الغذاء والدواء الأميركية»، و«الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية». وتم اعتماده في أكثر من 90 دولة في العالم.
4- استيفيا (استيفيول غليكوسيد) STEVIA (STEVIOL GLYCOSIDES): ينتمي عشب استيفيا إلى عائلة النباتات مثل دوار الشمس. ويكتسب مذاقه الحلو من مادة استيفيول غليكوسيد.
- درجة حلاوته: يتفوق مذاقه بما بين 200 و300 مرة أكثر من حلاوة السكروز.
- استخداماته: يتم تحلية مئات الأطعمة والمشروبات باستخدامه مثل العصائر والشاي، ويعد خيارا أفضل للتحلية للأشخاص الذين يعانون من مرض «بيلة فنيل كيتون» لخلوه من «فنيل ألانين». وقد تم اعتماده في كثير من بلدان العالم.
5- نيوتام NEOTAME: يشتق نيوتام من فنيل ألانين الببتيد وحمض الأسبارتيك. ويتميز نيوتام بالامتصاص جزئيا في الأمعاء الدقيقة وسرعة الأيض في شتى خلايا الجسم، ويتم طرحه بسرعة في البول والبراز مع كمية ضئيلة من الميثانول.
- درجة حلاوته: يتميز بحلاوة تبلغ 8 آلاف مرة أكثر من السكروز، بالإضافة لكونه خاليا من السعرات الحرارية.
- استخداماته: يستخدم بديلا للسكر في إنتاج الأغذية والمشروبات مثل العصائر، والمشروبات الغازية، والحلوى، واللبان (العلكة)، والجيلي، وغسول الفم، والأدوية. وقد تم اعتماده من معظم المنظمات العالمية لسلامة الغذاء مثل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية»، و«اللجنة المشتركة لمنظمة الأغذية والزراعة» ومنظمة الصحة العالمية المعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية.
6- بوتاسيوم اسيسلفام ACESULFAME - K: يعرف أحياناً باسم إيس - K، وتم استخدامه في منتجات الأغذية والمشروبات منذ عام 1983.
- درجة حلاوته: يعادل نحو 200 مرة أكثر من مذاق السكروز، ولا يعطي أي سعرات حرارية، ولا يؤثر على تناول البوتاسيوم.
- استخداماته: تم اعتماده في كثير من الاستخدامات بديلا لسكر المائدة، وفي المزج مع المشروبات الجافة، وتصنيع اللبان. وقد تم اعتماد استخدامه في أكثر من 100 دولة في العالم.

- استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الرمان يزود الجسم بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام (غيتي)

تحسين الكولسترول والوقاية من السرطان... فوائد هائلة لتناول الرمان يومياً

بتناول حبات الرمان يومياً تضمن أن تزود جسمك بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

تقرير: النساء الشابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الرجال

تمثل حالة الأختين رورك ظاهرة منتشرة في الولايات المتحدة، وهي تشخيص المزيد من النساء الشابات بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

ربما تكون مثل كثير من الناس الذين من أوائل الأشياء التي يقومون بها كل صباح هو النظر من النافذة لمعرفة حالة الطقس

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
TT

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك للطب النفسي بألمانيا، أنّ الشبكية بمنزلة امتداد خارجي للدماغ وتشترك في الجينات عينها، ما يجعلها طريقة سهلة للعلماء للوصول إلى دراسة اضطرابات الدماغ بمستويات أعلى من الدقة.

وأفادت النتائج بأنّ العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً، وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية وبطريقة فائقة السهولة؛ «لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ»، وفق الباحثين. وهم أكدوا على أن فهم الآليات البيولوجية حول هذا الأمر من شأنه مساعدتهم على تطوير خيارات علاجية أكثر فاعلية وأكثر شخصية.

وحلَّل باحثو الدراسة المنشورة في دورية «جاما سيكاتري»، الارتباط الجيني بين خلايا الشبكية وعدد من الاضطرابات العصبية النفسية. ومن خلال الجمع بين البيانات المختلفة، وجدوا أنّ جينات خطر الفصام كانت مرتبطة بخلايا عصبية محدّدة في شبكية العين.

وتشير جينات الخطر المعنيّة هذه إلى ضعف بيولوجيا المشابك العصبية، وبالتالي ضعف قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض. ويرجح الباحثون أن يكون هذا الضعف موجوداً أيضاً في أدمغة مرضى الفصام.

وبناءً على تلك الفرضية، أظهر الباحثون أنّ الاتصال العصبي يبدو معوقاً في شبكية العين لدى مرضى الفصام بالفعل.

وأوضحوا، في بيان، الجمعة أنّ «العثور على هذا الخلل في العين يشير إلى أنّ العمليات في الشبكية والدماغ متشابهة جداً؛ وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية، لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ».

في دراستهم السابقة، وجد باحثو معهد ماكس بلانك للطب النفسي، برئاسة فلوريان رابي، تغيّرات في شبكية العين لدى مرضى الفصام أصبحت أكثر حدّة مع زيادة المخاطر الجينية. وبناءً على ذلك، اشتبهوا في أنّ التغيرات الشبكية ليست نتيجة لأمراض مصاحبة شائعة مثل السمنة أو مرض السكري فحسب، وإنما قد تكون ناجمة عن آليات أمراض مدفوعة بالفصام بشكل مباشر.

إذا كانت هذه هي الحال، فإنّ معرفة مزيد عن هذه التغيّرات قد تساعد الباحثين على فهم الآليات البيولوجية وراء الاضطراب. وبالإضافة إلى الفصام، لوحظت تغيرات في الشبكية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والتصلّب المتعدّد ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.

باستخدام بيانات من دراسات كبيرة سابقة، دمج رابي والمؤلّف الأول إيمانويل بودريوت من معهد ماكس بلانك للطب النفسي وجامعة لودفيغ ماكسيميليان ميونيخ في ألمانيا، بيانات المخاطر الجينية من الاضطرابات العصبية النفسية مع بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي للشبكية.

أظهرت النتائج أنّ جينات المخاطر كانت مرتبطة بخلايا شبكية مختلفة في الاضطرابات المذكورة أعلاه.

كما ارتبط الخطر الجيني للإصابة بالتصلّب المتعدّد بخلايا المناعة في الشبكية، بما يتماشى مع الطبيعة المناعية الذاتية للاضطراب. وكذلك ارتبطت جينات الخطر للإصابة بالفصام بفئة محددة من الخلايا العصبية الشبكية تشارك في الوظيفة المشبكية، وتحدّد قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض.