منطقة اليورو... نمو قوي للشركات وتراجع للمبيعات

TT

منطقة اليورو... نمو قوي للشركات وتراجع للمبيعات

أظهر مسح أن شركات منطقة اليورو استهلت عام 2018 بزيادة نشاطها بوتيرة أسرع من أي وقت سبق في أكثر من عشر سنوات، مع زيادة الطلبيات الجديدة، على الرغم من رفع الشركات الأسعار بأسرع معدل في نحو سبع سنوات... إلا أن بيانات أخرى أوضحت أمس أن مبيعات التجزئة في منطقة العملة الأوروبية الموحدة تراجعت خلال الشهر الأخير من عام 2017، متأثرة في الأساس بتقلص حجم مبيعات الوقود والملابس.
وكانت منطقة اليورو من ضمن أفضل الاقتصادات الكبرى أداء في العام الماضي، وتوضح المؤشرات المستقبلية في المسح أن قوة الدفع ستستمر لبضعة أشهر على الأقل، وهو ما يرحب به البنك المركزي الأوروبي، في الوقت الذي يتحرك فيه لإنهاء سياسة التيسير الكمي.
وارتفع مؤشر «آي إتش إس ماركت المجمع لمديري المشتريات»، الذي يعد مؤشرا جيدا للنمو الكلي في منطقة اليورو، إلى 58.8 في يناير (كانون الثاني)، من مستواه السابق عند 58.1 في ديسمبر (كانون الأول)، بينما كانت التقديرات الأولية لقراءة عند 58.6 نقطة... وهذا أعلى مستوى منذ شهر يونيو (حزيران) عام 2006، ويتجاوز بكثير مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش.
وعلى الرغم من أن معدل التضخم لم يقترب من السقف المستهدف عند اثنين في المائة، خفض البنك المركزي مشتريات الأصول في يناير إلى النصف، ومن المقرر أن ينهي سياسة التيسير الكمي بشكل كامل بحلول نهاية العام. وقال كريس ويليامسون الاقتصادي لدى «آي إتش إس ماركت»، إن بيانات المؤشر، إذا استمر الوضع على ما هو عليه، تشير إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة واحد في المائة في الربع الأول، وهو ما سيجعله الربع الأفضل منذ الربع الثاني من عام 2010، كما أنه أعلى بكثير من توقعات «رويترز» في استطلاع العام الماضي بنمو نسبته 0.6 في المائة.
ويدعم النمو ازدهار صناعة الخدمات، إذ قفز مؤشر القطاع إلى 58.0، من مستوى 56.6، متجاوزا تقديرات أولية عند 57.6، ليسجل بذلك أعلى قراءة منذ أغسطس (آب) 2007.
ومن جهة أخرى، أظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات التابع للاتحاد الأوروبي (يوروستات) أمس، أن مبيعات التجزئة في منطقة اليورو تراجعت خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، متأثرة في الأساس بتقلص حجم مبيعات الوقود والملابس. وقال يوروستات إن مبيعات التجزئة في دول المنطقة البالغ عددها 19 دولة انخفضت بنسبة 1.1 في المائة على أساس شهري في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة مع ارتفاع بلغت نسبته اثنين في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتراجع نسبته واحد في المائة في توقعات السوق. وعلى أساس سنوي، ارتفعت مبيعات التجزئة 1.9 في المائة كما كان متوقعا، مسجلة بذلك تباطؤا شديدا، مقارنة مع ارتفاع نسبته 3.9 في المائة على أساس سنوي في الشهر السابق.
وتأثرت البيانات الشهرية بشكل أساسي بتقلص أحجام مبيعات وقود السيارات بنسبة 1.5 في المائة، وانخفاض أحجام مبيعات الملابس والأحذية بنسبة 3.3 في المائة. ويرجع التباطؤ على أساس سنوي إلى انخفاض بلغ 0.8 في المائة في مبيعات الوقود، وتباطؤ نمو حجم مبيعات الأغذية والمشروبات والتبغ.


مقالات ذات صلة

قطاع التصنيع في منطقة اليورو... تباطؤ طويل مع تراجع الطلب

الاقتصاد عمال في مصنع «كناوس-تابرت إيه جي» في ياندلسبورن بالقرب من باساو بألمانيا (رويترز)

قطاع التصنيع في منطقة اليورو... تباطؤ طويل مع تراجع الطلب

أظهر مسح أُجري يوم الاثنين، أن التباطؤ الطويل في قطاع التصنيع بمنطقة اليورو استمر في إظهار مزيد من علامات التراجع خلال الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد ورقة نقدية من اليورو بجانب أخرى من الدولار الأميركي (رويترز)

اليورو ينتعش من أدنى مستوى له في أسبوعين ونصف أمام الدولار

تعافى اليورو من أدنى مستوى له في أسبوعين ونصف الأسبوع مقابل الدولار يوم الاثنين، حيث تابع المستثمرون التطورات المتعلقة بالدعوات المتجددة للسلام في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

وسط تطورات جيوسياسية... ارتفاع طفيف في عائدات السندات الأوروبية طويلة الأجل

شهدت عائدات السندات طويلة الأجل بمنطقة اليورو ارتفاعاً طفيفاً في التعاملات المبكرة، يوم الاثنين، حيث تفاعل المتداولون مع التطورات الجيوسياسية الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية من فئتي 100 و200 يورو في فيينا (رويترز)

تراجع تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو وسط توقعات بخفض الفائدة

تراجعت تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو، هذا الأسبوع، مع زيادة المستثمرين رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

استقرار عوائد سندات اليورو مع ترقّب تمويل الإنفاق الدفاعي

استقرت عائدات سندات الحكومات في منطقة اليورو، يوم الأربعاء، بالقرب من أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)

النفط يهبط وسط مخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية على الطلب

رافعة مضخة نفط في أرتيسيا بنيومكسيكو جنوب الولايات المتحدة (رويترز)
رافعة مضخة نفط في أرتيسيا بنيومكسيكو جنوب الولايات المتحدة (رويترز)
TT

النفط يهبط وسط مخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية على الطلب

رافعة مضخة نفط في أرتيسيا بنيومكسيكو جنوب الولايات المتحدة (رويترز)
رافعة مضخة نفط في أرتيسيا بنيومكسيكو جنوب الولايات المتحدة (رويترز)

هبطت أسعار النفط للجلسة الثالثة يوم الأربعاء، مع اعتزام كبار منتجي الخام زيادة الإنتاج في أبريل (نيسان)، إلى جانب مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية على كندا والمكسيك والصين إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، ونمو الطلب على الوقود، وهو ما أثر سلباً على معنويات المستثمرين.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 15 سنتاً إلى 70.89 دولار للبرميل، بحلول الساعة 02:00 بتوقيت غرينتش. وفي الجلسة السابقة، هبط العقد إلى 69.75 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 11 سبتمبر (أيلول)، وسجل عند التسوية أدنى مستوى له منذ ذلك اليوم أيضاً.

وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 40 سنتاً للبرميل، أو 0.6 في المائة إلى 67.86 دولار بعد أن بلغ عند التسوية أدنى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول). وانخفضت الأسعار إلى 66.77 دولار في الجلسة السابقة، وهو أدنى مستوى منذ 18 نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال محللون في «سيتي» في مذكرة: «قرار (أوبك بلس) ببدء زيادة الإنتاج مرة أخرى هو تطور نزولي ملموس، إذ يضعف الأسواق في وقت بدأت بيانات الاقتصاد الكلي الأميركية في التراجع». وقد قررت منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، وهي المجموعة المعروفة باسم «أوبك بلس»، يوم الاثنين، زيادة الإنتاج لأول مرة منذ عام 2022. وستقوم المجموعة بزيادة صغيرة قدرها 138 ألف برميل يومياً، بدءاً من أبريل، وهي الخطوة الأولى في الزيادات الشهرية المقررة لإلغاء تخفيضاتها البالغة نحو 6 ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل 6 في المائة تقريباً من الطلب العالمي. ودخلت رسوم جمركية 25 في المائة على جميع الواردات من المكسيك، ورسوم 10 في المائة على الطاقة الكندية، ورفع الرسوم على السلع الصينية إلى 20 في المائة، حيز التنفيذ، الثلاثاء.

كذلك فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً 25 في المائة على جميع الواردات الكندية الأخرى. ويرى خبراء الاقتصاد أن الحرب التجارية التي أعلنها ترمب هي وصفة لانخفاض الوظائف وتباطؤ النمو وارتفاع الأسعار، وهو ما قد يؤدي إلى وأد الطلب. ومن المرجح أن يؤثر انخفاض النمو الاقتصادي على استهلاك الوقود في أكبر مستهلك للنفط في العالم. ويتوقع تجار ومحللون أن ترتفع أسعار البنزين بالتجزئة في الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة، مع رفع الرسوم الجمركية الجديدة لتكلفة واردات الطاقة.

وقالت إدارة ترمب أيضاً، الثلاثاء، إنها أنهت ترخيصاً منحته الولايات المتحدة لشركة «شيفرون» الأميركية لإنتاج النفط منذ عام 2022 للعمل في فنزويلا وتصدير نفطها. وقالت مصادر في السوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي، الثلاثاء، إن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت 1.46 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 فبراير (شباط). ويترقب المستثمرون الآن بيانات حكومية عن المخزونات الأميركية من المقرر صدورها اليوم (الأربعاء).