استمرار المقاطعة الكردية لمناقشات البرلمان العراقي للموازنة

استمرار المقاطعة الكردية لمناقشات البرلمان العراقي للموازنة
TT

استمرار المقاطعة الكردية لمناقشات البرلمان العراقي للموازنة

استمرار المقاطعة الكردية لمناقشات البرلمان العراقي للموازنة

كرر النواب الأكراد مقاطعتهم لجلسة مجلس النواب، أمس، نتيجة «خلو النسخة المعدلة لقانون الموازنة لعام 2018 من مطالب وملاحظات الكرد». وذكر النائب زانا سعيد، في تصريحات صحافية أن الأكراد «سيواصلون مقاطعة جلسات البرلمان والسعي لعدم تحقيق النصاب إذا ما أدرجت الموازنة بصيغتها الحالية».
بدوره، أعلن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أمس، جاهزية الموازنة للقراءة الثانية. وذكر الجبوري أثناء انعقاد جلسة البرلمان، أمس، أن «اللجنة المالية أعلنت جاهزيتها للقراءة ثانية لقانون الموازنة العامة لعام 2018».
مضيفا أنه «في حال اكتمال النصاب سيتم التصويت على إدراجها». ولم يشر الجبوري إلى الاعتراضات الكردية، كما لم يحدد اليوم الذي سيتم فيه التصويت على مشروع قرار الموازنة، لكن النائب عن محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري دعا أمس، إلى تأجيل التصويت على الموازنة الاتحادية لعام 2018 لحين انتهاء مؤتمر الدول المانحة المقرر عقده بدولة الكويت في الأيام المقبلة.
وقال الشمري في مؤتمر صحافي عقده في مقر البرلمان: «إننا ندعو إلى تأجيل التصويت على الموازنة لحين انتهاء مؤتمر الدول المانحة في الكويت لعدم وجود رؤية واضحة عن المؤتمر وحجم الدعم والأموال التي ستقدم»، مشيراً إلى أن طلب التأجيل «لا يهدف إلى عرقلة العمل الحكومي، بل هو داعم من حيث التخطيط والعمل».
إلى ذلك، أصدر قسم الموازنة بدائرة البحوث في مجلس النواب العراقي، أول من أمس، تقريرا موجزا حول الموارد المالية التي حصل عليها إقليم كردستان وبلغت أكثر من 108 مليارات دولار أميركي خلال الفترة من عام 2005 وحتى عام 2016. وحصل الإقليم على تلك الأموال عبر الموازنات المالية الاتحادية، إلى جانب عوائد مالية حصلت عليها حكومة أربيل من بيعها للنفط بعيدا عن سلطة بغداد.
وحسب التقرير، حصل إقليم كردستان على امتداد السنوات التي يغطيها التقرير على نسبة 17 في المائة من الموازنة الاتحادية، وهي نسبة رفضتها حكومة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي وأقرت بدلا عنها نسبة 12 في المائة فقط في الموازنة الاتحادية لعام 2018، استنادا إلى نسبة السكان في الإقليم كما تقول الحكومة، الأمر الذي أثار غضب واعتراض نواب التحالف الكردستاني. واجتمع رئيس الوزراء حيدر العبادي الأسبوع الماضي بكتل التحالف الكردستاني بهدف التوصل إلى صيغة لحل نقاط الخلاف بين الجانبين حول حصة الإقليم في الموازنة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.