بالتزامن مع الإعلان عن اعتقال سيدة بلجيكية في تركيا عقب وصولها إليها قادمة من سوريا، كانت ضمن صفوف تنظيم داعش، جرى الإعلان في بروكسل، أن بلجيكا شهدت خلال العام الماضي عودة خمسة أشخاص فقط ممن يطلق عليهم «المقاتلون الأجانب» الذين سافروا من قبل للانخراط في صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام المحلي في بروكسل. وأضافت أنه من بين العائدين رجل واحد وأربعة سيدات، وكان برفقتهم 8 أطفال أقل من سن 12 عاما.
وبالأمس جرى الإعلان في بروكسل عن أول حالة ينتظر عودتها إلى بلجيكا في العام الجاري، بعد أن اعتقلت السلطات التركية سيدة بلجيكية من أصل جزائري تدعى أمينة غزال (28 عاما) من سكان مدينة بيفرلو التابعة لمقاطعة ليمبورغ في الجزء الفلاماني من البلاد، ويشتبه في علاقتها بالإرهاب، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام البلجيكية نقلا عن مصادر إعلامية في أنقرة. مضيفة أن «السيدة اعتقلت في مدينة قيصرية يوم الثامن من الشهر الجاري».
وكانت أمينة سافرت في أكتوبر (تشرين الأول) 2013 إلى سوريا وقالت عائلتها إنها سافرت برفقة شاب من سكان مدينة فيلفورد القريبة من بروكسل، وحسب صحيفة ستاندرد اليومية فقد نجحت السيدة في الهروب من سوريا، ولكن جرى القبض عليها في مدينة قيصرية، وبرفقتها رجل يشتبه أنه جزائري أيضا وكان برفقتها طفلان.
ويذكر أنه في أكتوبر الماضي قالت الحكومة البلجيكية، إن 20 شخصا من بينهم أطفال دون السادسة من عمرهم، عادوا من مناطق الصراعات في سوريا والعراق، ويخضعون لمراقبة السلطات المعنية. ولم يتم ذكر تاريخ عودة هؤلاء بالتحديد، ويتعلق الأمر بستة من النساء و14 طفلا. وقال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون، في رده على استجواب في البرلمان حول هذا الصدد، إن السلطات المختصة تُخضع هؤلاء للمراقبة، وتقدم للقصّر المساعدات النفسية والاجتماعية اللازمة. وأوضح وزير الداخلية أن بعضهم يبلغ من العمر أقل من ست سنوات، أي أنهم ولدوا في أرض المعركة، فـ«هؤلاء لا يشكلون أي خطر حقيقي على المجتمع، ولكن يتعين احتواؤهم والتعاطي معهم بطرق خاصة»، حسب كلامه.
وتفيد المعلومات الأمنية بأن الأطفال الذين عاشوا في ظل تنظيم داعش، قد خضعوا لعمليات تدريب عسكرية حقيقية وتربية آيديولوجية جهادية. وحول عدد المقاتلين البلجيكيين المتواجدين في سوريا والعراق، فيقدر عددهم، بحسب جان جامبون، بـ177 شخصاً، منهم نحو 30 تحت سن الثامنة عشرة، وقد نجح بعضهم في اجتياز الحدود التركية، بينما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً.
وتتشكك السلطات الأمنية في بلجيكا بأن بعض المقاتلين من مواطنيها المتواجدين في صفوف «داعش» قد يتوجهون إلى جيب صغير ما زال التنظيم يسيطر عليه جنوب مدينة دير الزور (شرق سوريا). وأضاف الوزير أن السلطات البلجيكية المختصة تتعاون مع نظيرتها في تركيا لتحديد الأعداد والتأكد من هويات المقاتلين البلجيكيين المتواجدين على أراضيها، من أجل التعامل مع احتمال عودتهم.
إلى ذلك تتحضر السلطات الأمنية في مختلف الدول الأوروبية «لاستقبال» أعداد من مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف «داعش» وباقي الجماعات المتشددة في سوريا والعراق، فـ«بعضهم قد عاد بالفعل إلى أراضي الدول الأوروبية»، حسب كلام المفوض الأوروبي المكلف بالشؤون الأمنية جوليان كينغ. وتتخوف الدول الأوروبية أن يقوم هؤلاء بتنفيذ أعمال إرهابية على الأراضي الأوروبية انتقاماً لتراجع «داعش» واندحاره ميدانياً.
اعتقال أول داعشية بلجيكية من أصول جزائرية بعد وصولها إلى تركيا
رجل وأربع سيدات فقط عادوا إلى بروكسل من مناطق الصراعات العام الماضي
اعتقال أول داعشية بلجيكية من أصول جزائرية بعد وصولها إلى تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة