باموق قلعة «جنة تركيا البيضاء»... رحلة للاستمتاع بالتاريخ والاستشفاء

ينابيع باموق قلعة... الحارة المتدرجة تختلط بالثلوج في الشتاء
ينابيع باموق قلعة... الحارة المتدرجة تختلط بالثلوج في الشتاء
TT

باموق قلعة «جنة تركيا البيضاء»... رحلة للاستمتاع بالتاريخ والاستشفاء

ينابيع باموق قلعة... الحارة المتدرجة تختلط بالثلوج في الشتاء
ينابيع باموق قلعة... الحارة المتدرجة تختلط بالثلوج في الشتاء

تشتهر منطقة «باموق قلعة» الواقعة في ولاية دنيزلي شمال غربي تركيا، والتي تسمى «الجنة البيضاء»، إلى جانب مناظرها الطبيعية الخلابة، بأنّها مركز علاجي، بفضل حوض المياه الساخنة في مدينة «هيرابوليس» الأثرية والينابيع الحارة المتدرجة المستخدمة للعلاج.
وتعتبر باموق قلعة، المعروفة بأنّها مركز للعلاج بالمياه الحارة منذ عصور قديمة، وجهةً للراغبين في السياحة العلاجية بفضل مياهها الغنية بالكالسيوم والمعادن التي شكلت عبر العصور مصاطب من ترسبات الترافرتين، وهو نوع من الحجر الجيري.
وقد تشكَّل حوض المياه الساخنة في مدينة «هيرابوليس» الأثرية عبر عوامل طبيعية، من تراكم المياه الحارة، وبقايا حطام أعمدة المدينة جراء زلزال وقع في المنطقة عام 692 ميلادية.
وتتيح درجة حرارة المياه في الحوض الأثري التي تبقى ثابتة عند 36 درجة مئوية على الرغم من اختلاف الفصول بين الصيف والشتاء، للزوار تجربة فريدة من نوعها وسط المعالم الأثرية.
ويرجع تاريخ مدينة هيرابوليس إلى نحو 2800 عام، حيث بدأ اهتمام السياح الأجانب يزيد بالحوض الأثري الواقع خلف الينابيع المتدرجة، إذ يأخذ الحوض زواره إلى رحلة عبر الزمن نحو الماضي وهم جالسون داخل المياه وسط بقايا الأعمدة الأثرية وقطع الرخام.
ويعتقد زوار الحوض أنّ السباحة في مياهه الحارة يمكنها أن تسهم في علاج أمراض عديدة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والروماتيزم، والجلد، والسكتة الدماغية، والأعصاب، وأنّ شربها يساعد على التخلص من الاضطرابات المعوية.
ويشير بعض الكتابات إلى أنّ «كليوباترا»، آخر ملكات مصر القديمة في العهد الإغريقي قَدِمت إلى هيرابوليس من أجل الاستمتاع بهذه المياه الحارة. وإلى جانب الحوض الأثري، يضع السياح ضمن أولوياتهم زيارة منطقة كاراهيت القريبة من الحوض، والمشهورة بمياهها الحارة التي تكتسب اللون الأحمر والتي تبلغ درجة حرارتها 60 درجة مئوية، بفضل غناها بالمعادن التي تسهم في علاج الروماتيزم واضطرابات الدورة الدموية، والربو، والبشرة.
وتتيح المنطقة للسياح الاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة والتقاط صور ينابيع المياه الحارة من على ارتفاع نحو ألف متر في أثناء قيامهم بجولة جوية بواسطة المناطيد.
وقال رئيس جمعية الفنادق والمنشآت السياحية في دنيزلي، غازي مراد شن، لوكالة أنباء الأناضول، إن باموك قلعة تعد أحد أهم المواقع في تركيا التي تجذب السياح، وباتت في الآونة الأخيرة مركز اهتمام الباحثين عن العلاج. وأضاف: «أعتقد أنه في حال إعلان منطقة كاراهيت مدينة الصحة العلاجية للمياه الحارة» فإن ذلك سيزيد من الاستثمارات السياحية في باموك قلعة.
من جانبه قال خبير العلاج الفيزيائي والتأهيل الدكتور نجدت جاتالباشي، إن من يأتون إلى باموك قلعة يفضلون المنطقة للسياحة وللعلاج في آن معاً.
وأشار إلى أنّ باموك قلعة تجذب الزوار إليها بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة، وأنّ الزوار يأتون إلى المنطقة من جميع أنحاء العالم من أجل العلاج. وتُعرف الينابيع المتدرجة في باموق قلعة، التي تبعد عن مركز مدينة دنيزلي بنحو 18 كيلومتراً بـ«الجنة البيضاء»، بسبب اللون الأبيض الناجم عن ترسبات الجير، الذي يختلط ببياض الثلوج التي تكسو المنطقة في الشتاء، ليكوّنا لوحة فريدة يتوّجها دخان ينابيع المياه الساخنة.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.