المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب يحذر من «الخلافة الافتراضية» لـ«داعش»

المنسق الأوروبي دي كيرشوف خلال ترؤسه اجتماع إحدى لجان مكافحة الإرهاب بالعاصمة بروكسل («الشرق الأوسط»)
المنسق الأوروبي دي كيرشوف خلال ترؤسه اجتماع إحدى لجان مكافحة الإرهاب بالعاصمة بروكسل («الشرق الأوسط»)
TT

المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب يحذر من «الخلافة الافتراضية» لـ«داعش»

المنسق الأوروبي دي كيرشوف خلال ترؤسه اجتماع إحدى لجان مكافحة الإرهاب بالعاصمة بروكسل («الشرق الأوسط»)
المنسق الأوروبي دي كيرشوف خلال ترؤسه اجتماع إحدى لجان مكافحة الإرهاب بالعاصمة بروكسل («الشرق الأوسط»)

قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل إن اجتماعا سينعقد اليوم (الثلاثاء) ويضم عددا من أعضاء الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي مع ممثلي المنابر الإلكترونية، لمناقشة التقدم المحرز في معالجة انتشار المحتوى غير القانوني عبر الإنترنت، بما في ذلك الدعاية الإرهابية على الشبكة العنكبوتية، وكراهية الأجانب والعنصرية، فضلا عن انتهاكات الملكية الفكرية.
وقال ماغريتس شيناس، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، خلال مؤتمر صحافي، إن الاجتماع سيكون فرصة جيدة لتبادل صريح ومفتوح للآراء حول التقدم المحرز والدروس المستفادة في هذا العمل.
وصدر بيان عن المفوضية باسم آندروس انسيب، نائب رئيس المفوضية، وعدد من الأعضاء قبل ساعات من الاجتماع، جاء فيه أن المفوضية «تعتمد على المنصات الإلكترونية لتسريع جهودها لمعالجة هذه التهديدات وبسرعة وبشكل شامل، بما في ذلك التعاون الوثيق مع السلطات الوطنية، وسلطات إنفاذ القانون، وزيادة تقاسم التجارب التقنية بين المساهمين عبر الإنترنت، واتخاذ مزيد من الإجراءات ضد ظهور المحتوى غير القانوني».
وجاء في البيان الأوروبي أيضا أن المفوضية «ستواصل التعاون مع شركات وسائط التواصل الاجتماعي للكشف عن الإرهابيين وإزالتهم مع أي محتوى آخر غير قانوني عبر الإنترنت، وإذا لزم الأمر اقتراح تشريعات لاستكمال الإطار التنظيمي القائم».
وستصدر عقب الاجتماع اليوم المبادئ التوجيهية للمفوضية والمبادئ الخاصة بممثلي المنصات الإلكترونية، التي جرت مناقشتها في سبتمبر (أيلول) الماضي، لزيادة الوقاية من المحتوى غير القانوني واكتشافه وإزالته عبر الإنترنت.
ومنذ فترة يلجأ تنظيم داعش إلى بعض المواقع على شبكات التواصل الاجتماعي للدعاية والإعلان عن عملياته التي يقوم بها، ويروج لأفكاره، ويدعو مزيدا من الشباب للانضمام إليه، أو تنفيذ عمليات في المدن والدول التي يقيمون فيها؛ سواء في أوروبا أو خارجها. وفي يوليو (تموز) الماضي قال المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف إن «انهيار» تنظيم داعش لا يعني النهاية، مشيراً إلى أن تأثيره سيستمر على شبكة الإنترنت. وأشار دو كيرشوف، في تصريحات لوسائل إعلام بلجيكية وقتها إلى أن «التنظيم الإرهابي يتراجع بسرعة على الأرض، ولكنه قد يزدهر بالقدر نفسه في العالم الافتراضي، ومن هنا يتعين على أوروبا أن تعد أجوبة مناسبة»؛ وفق كلامه. وحذر من مغبة نشوء ما سماها «الخلافة الافتراضية» على شبكة الإنترنت، التي قد تنجو من الانهيار المحدق الذي يواجهه تنظيم داعش حالياً. ولم يستبعد المسؤول الأوروبي، الذي يتولى منصبه منذ عام 2007، إمكانية حصول نوع من الاندماج بين تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، ولجوء هاتين المنظمتين إلى شكل جديد من العمل الإرهابي. وفي مواجهة ذلك يتعين، برأي دو كيرشوف، الاستثمار أكثر في مجال الوقاية وتخفيض مساحات الدعاية على شبكات الإنترنت وتطوير خطاب معاكس للتطرف العنيف.
وأصبح التحذير من تصنيع القنابل والمتفجرات في المنازل بعد شراء مكوناتها عن طريق الإنترنت، يتكرر بين الحين والآخر، خصوصا في أعقاب حدوث هجمات إرهابية.
ومع حلول أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قال عملاق التجارة الإلكترونية «أمازون» إن الشركة تراجع موقعها على الإنترنت بعدما توصل تحقيق إلى أنه قد يساعد المستخدمين على شراء مكونات لصنع قنبلة. وتوصلت القناة الرابعة بالتلفزيون البريطاني إلى أن الحلول الحسابية في الموقع الإلكتروني لشركة تجارة التجزئة كانت تقترح مكونات يمكن شراؤها معا لإنتاج متفجرات، وذلك بعد أيام من تفجير قنبلة بدائية الصنع فيما يبدو في شبكة أنفاق لندن. وقالت القناة التلفزيونية إن المكونات، التي يمكن شراؤها بطريقة قانونية، تم إدراجها في قسم بقوائم المواد الكيماوية. وذكرت «أمازون» أنها ستواصل أيضا العمل عن كثب مع الشرطة ووكالات إنفاذ القانون عندما تكون الظروف مواتية لأن تتمكن الشركة من المساعدة في تحقيقاتهم.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.