أعلن وزير الخارجية السعودي أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سيقوم بزيارة لفرنسا وأخرى لبريطانيا نهاية شهر فبراير (شباط) أو بداية شهر مارس (آذار) المقبلين، وأنه سيلتقي في باريس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال المسؤول السعودي، في تصريحات صحافية إلى القناة الإخبارية الفرنسية «سي نيوز»: «نفكر بتاريخ نهاية فبراير - بداية مارس... لكن التاريخ (النهائي) لم يتم تحديده بعد، وسيتم ذلك في الأسابيع القادمة». وبحسب أوساط الإليزيه، فإن الرئاسة الفرنسية وجهت منذ فترة طويلة دعوة رسمية للأمير محمد بن سلمان لزيارة فرنسا في التاريخ الذي يلائمه بالنظر لمسؤولياته، وأعاد الرئيس ماكرون توجيهها شفهياً عندما التقى ولي العهد في الرياض أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وجاءت تصريحات الوزير الجبير على هامش زيارة العمل التي قام بها أمس إلى باريس، حيث التقى وزير الخارجية جان إيف لو دريان، بحضور وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير جمال عقيل، والسفير السعودي في باريس الدكتور خالد العنقري، بينما حضر من الجانب الفرنسي مستشارو الوزير لو دريان.
وأعلن الوزير السعودي، الذي وصف علاقات بلاده مع فرنسا بأنها «استراتيجية»، في تصريحات صحافية، أنه بحث مع نظيره الفرنسي «ملفات مهمة»، مضيفاً أن المناقشات بينت وجود «تطابق في وجهات النظر التي تتعلق بعملية السلام والوضع في سوريا، وكذلك الأوضاع في إيران. كما ناقشنا الوضع في دول الساحل الخمس»، بحسب ما قاله لتلفزيون العربية. كما تم بحث تطورات الملف اليمني. وتأتي الإشارة إلى دول الساحل الخمس، على خلفية الاهتمام السعودي بإنجاح الجهود الأممية لتشكيل قوة سلام أفريقية من دول الساحل الخمس. وقد شاركت الرياض في الاجتماع الذي عقد لهذه الغاية في مالي أخيراً، وقررت تقديم مساعدة بقيمة 100 مليون دولار.
وأفادت مصادر فرنسية أن الطرفين تناولا السياسة الإقليمية التي وصفتها باريس في أكثر من مناسبة بأنها «تنزع نحو الهيمنة»، كما أن الرئيس ماكرون دعا في خطابه أول من أمس أمام السلك الدبلوماسي إلى «تأطير» سياسة إيران، ومنع تمددها وتدخلها بشؤون الآخرين. كذلك دعا إلى تأطير برنامجها الباليستي، مشدداً على ضرورة تحجيمه حتى لا يثير قلق بلدان المنطقة. وشدد الوزير لو دريان على ضرورة التنسيق بين مواقف الطرفين بشأن كل المسائل، خصوصاً الإقليمية، والحاجة إلى التواصل المستمر بينهما.
وفي حديثه مساء أمس إلى القناة الفرنسية المشار إليها، تناول الوزير الجبير الوضع مع إيران، مشيراً إلى أن بلاده عمدت خلال سنوات كثيرة إلى أن تكون «لينة» مع طهران، لكنها اليوم قررت أنه «كفى ذلك». وأضاف الجبير أن إيران «لا تريد أن تقيم علاقات جيدة معنا، وهي تريد، بالعكس، مد نفوذها، ونحن لاحظنا أن الولايات المتحدة تراجعت (من المنطقة)، وأن هناك فراغاً يتعين ملؤه، وهذا ما قمنا به».
وأكد المسؤول السعودي أن ما هدفت إليه الرياض هو «موازنة الدور الإيراني، وسنستمر في ذلك حتى تبدأ إيران باحترام القانون الدولي ومبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين، ولن نخنع أمامها».
الجبير: ولي العهد ينوي زيارة فرنسا وبريطانيا في فبراير أو مارس
الجبير: ولي العهد ينوي زيارة فرنسا وبريطانيا في فبراير أو مارس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة