رحيل المخرج التونسي عمار الخليفي صاحب «الفجر»

عُرف عنه شغفه بتفاصيل التاريخ الوطني والملاحم النضالية ضد الاستعمار

خلال حفل تكريمه العام الماضي مع وزيرة الثقافة السابقة سنية مبارك
خلال حفل تكريمه العام الماضي مع وزيرة الثقافة السابقة سنية مبارك
TT

رحيل المخرج التونسي عمار الخليفي صاحب «الفجر»

خلال حفل تكريمه العام الماضي مع وزيرة الثقافة السابقة سنية مبارك
خلال حفل تكريمه العام الماضي مع وزيرة الثقافة السابقة سنية مبارك

فقدت الساحة الثقافية التونسية المخرج عمار الخليفي رائد السينما التونسية عن عمر ناهز 83 سنة، صاحب فيلم «الفجر» أول فيلم تونسي بعد الاستقلال وذلك في عام 1966، وقد تزامنت ولادة هذا الفيلم مع بعث أيام قرطاج السينمائية.
عرف عن الخليفي شغفه بتفاصيل التاريخ الوطني التونسي والملاحم النضالية التي خاضتها تونس ضد الاستعمار الفرنسي.
وتدور أحداث فيلم «الفجر»، خلال السنوات الأخيرة التي سبقت استقلال تونس عن فرنسا سنة 1956، ويصور الانتصار على الاستعمار، وعودة الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة في الأول من يونيو (حزيران) 1955.
يروي الفيلم، قصة ثلاثة شبان اجتمعوا على حب الوطن وانخرطوا في مقاومة المستعمر، مصطفى (بطل الفيلم) ينتمي إلى عائلة بسيطة في منطقة شعبية وهو يعمل في ورشة ميكانيك، وهادي شاب من عائلة ميسورة، لكنّه شعر بظلم المستعمر فانخرط بالنضال السياسي، قام بأداء دوره، الفنان أحمد حمزة صاحب أغنية «جاري يا حمودة» الشهيرة في تونس والعالم العربي، أمّا حسن فهو فلاح ملتزم بالقضية الوطنية وقد عمل بشتى الوسائل لفضح فظائع الاستعمار.
قاوم ثلاثتهم الاستعمار، وأفرجوا عن معتقلين تونسيين قبل تنفيذ أحكام الإعدام ضدهم من قبل الفرنسيين، وهاجموا مخازن أسلحتهم.
وعن ظروف إخراج أول فيلم تونسي على الإطلاق، قال عمار الخليفي خلال حفل تكريم له السنة الماضية بمناسبة الذكرى 60 للاستقلال، إنّ إنجاز أول فيلم تونسي مائة في المائة كان «رهانا وتحديا عظيما بالنسبة لتلك الفترة من حياة تونس المستقلة حديثا عن فرنسا».
وإلى جانب الإخراج السينمائي، كتب عمار الخليفي سيناريوهات مجموعة من الأفلام الروائية التونسية على غرار «المتمرد» سنة 1965، و«الفلاقة» في 1970، وقد فاز هذا الفيلم بالجائزة الذهبية في مهرجان موسكو السينمائي الدولي، علاوة على فيلم «صراخ» سنة 1972، و«التحدي» سنة 1986.
اهتم عمار الخليفي بتاريخ تونس، وألّف في هذا الباب، مجموعة من الكتب التاريخية الهامة على غرار «المنصف باي» و«بنزت... معركة بورقيبة»، كما ألّف كتاباً عن السيرة النضالية للزعيم التونسي صالح بن يوسف المعارض لبورقيبة وتعرض لأوّل عملية اغتيال سياسي في ألمانيا في بداية عقد الستينات من القرن الماضي.
يعد شغف الخليفي المخرج المختص في السينما بالذاكرة الوطنية، مسألة على غاية من الأهمية، فقد سعى إلى التعريف والتوثيق لفصول هامة من تاريخ البلاد، واجتهد في حفظها للأجيال المقبلة، ووصفها في كتاباته وأفلامه بصفة دقيقة.


مقالات ذات صلة

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.