وفاة فلسطيني أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة

«كتائب القسام» تحذّر المستوطنين في البلدات المحاذية للقطاع

أقارب جمال محمد مصلح (21 عاماً) وهو من سكان مخيم المغازي في غزة خلال تشييعه أمس إثر وفاته متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي الجمعة (أ.ف.ب)
أقارب جمال محمد مصلح (21 عاماً) وهو من سكان مخيم المغازي في غزة خلال تشييعه أمس إثر وفاته متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي الجمعة (أ.ف.ب)
TT

وفاة فلسطيني أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة

أقارب جمال محمد مصلح (21 عاماً) وهو من سكان مخيم المغازي في غزة خلال تشييعه أمس إثر وفاته متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي الجمعة (أ.ف.ب)
أقارب جمال محمد مصلح (21 عاماً) وهو من سكان مخيم المغازي في غزة خلال تشييعه أمس إثر وفاته متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي الجمعة (أ.ف.ب)

توفي شاب فلسطيني صباح أمس السبت، متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الجيش الإسرائيلي في المواجهات التي وقعت الجمعة في قطاع غزة، بمحاذاة الحدود مع إسرائيل، خلال مظاهرات احتجاجاً على اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزارة الصحة في القطاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة في بيان تلقته وكالة الصحافة الفرنسية: «استشهد جمال محمد مصلح (21 عاماً) وهو من سكان مخيم المغازي وسط قطاع غزة متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال في جمعة الغضب الرابعة شرق مخيم البريج» في وسط القطاع. وأوضح القدرة أن مصلح أصيب في صدره خلال المواجهات التي وقعت شرق البريج، ونقل إلى مستشفى «شهداء الأقصى» بدير البلح وسط القطاع.
وجرت مواجهات الجمعة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، مع استمرار الاحتجاجات على القرار الأميركي.
ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وحركة الجهاد الإسلامي وجهتا دعوة لـ«يوم غضب» الجمعة، كما كانت الحال في أيام الجمعة الماضية بعد القرار الأميركي حول القدس.
وأعلن القدرة في حصيلة لمواجهات الجمعة أن «نحو 50 مواطناً أصيبوا بالرصاص الحي، كما أصيب 80 آخرون بالاختناق أو الإغماء نتيجة لقنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقها الجيش لتفريق المتظاهرين قرب حدود القطاع».
وكان القدرة أفاد الجمعة بوقوع 16 إصابة، بينها أربع إصابات حرجة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أوقعت المواجهات 16 جريحاً فلسطينياً، منهم من أصيب بطلقات حية، ومنهم من أصيب بطلقات مطاطية، بحسب ما نقلت الوكالة الفرنسية عن متحدث باسم وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية.
ونقلت وكالة «رويترز»، من جهتها، عن متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي قولها إن الجنود أطلقوا النار على «المحرضين الرئيسيين» الذين كانوا يشكلون تهديداً مباشراً للقوات، وكانوا يحاولون الإضرار بالحاجز الحدودي الأمني بين قطاع غزة والأراضي الإسرائيلية. وأضافت المتحدثة أن نحو أربعة آلاف فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، بعضهم كان يلقي الحجارة والقنابل الحارقة، ويشعل النار في إطارات السيارات، واجهوا الجنود الإسرائيليين الذين ردوا أساساً بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
من ناحية أخرى، حذّرت «كتائب القسام» (الجناح العسكري لحركة حماس) «المستوطنين» الذين يسكنون في البلدات المحاذية لقطاع غزة، وقالت في تغريدة وزعت عبر خدمة «واتساب» أن «صفارات الإنذار التي تشتكون منها ستكون موسيقى ساحرة مقارنة بما ستسمعونه إذا لم توقفوا عنجهية الحكومة»، بحسب ما أوردت «الوكالة الفرنسية».
وكانت مقاتلات ودبابات إسرائيلية قصفت موقعين لـ«حماس» في قطاع غزة الجمعة، رداً على إطلاق صاروخ من القطاع الفلسطيني على جنوب إسرائيل، بحسب ما أفاد الجيش ومصادر فلسطينية.
وأطلق فلسطينيون ثلاثة صواريخ على جنوب إسرائيل، اعترضت منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ اثنين منهم، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وأعلنت الشرطة أن الصاروخ الثالث سقط على مبنى قرب مدينة غزة، ما تسبب بأضرار من دون خسائر في الأرواح.
وقال الجيش في بيان «رداً على صواريخ أطلقت في اتجاه إسرائيل، استهدفت دبابات جيش الدفاع الإسرائيلي والطيران الحربي الإسرائيلي موقعين لمنظمة حماس (الإرهابية) في شمال قطاع غزة».
ولم تتبن «حماس» رسمياً مسؤولية إطلاق هذه الصواريخ.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.