مطعم الاسبوع: «سينيور ساسي» إيطاليا الصغيرة وسط نايتسبريدج

صور المشاهير تزين جدرانه وأطباقه تبرز شطارته

ديكور بسيط تعوض عنه الأطباق الإيطالية المميزة
ديكور بسيط تعوض عنه الأطباق الإيطالية المميزة
TT

مطعم الاسبوع: «سينيور ساسي» إيطاليا الصغيرة وسط نايتسبريدج

ديكور بسيط تعوض عنه الأطباق الإيطالية المميزة
ديكور بسيط تعوض عنه الأطباق الإيطالية المميزة

في ظل التنافس القوي في مجال المطاعم في لندن لا يمكن القول غير: «البقاء للأقوى» وبالفعل إذا لم يكن المطعم مميزا ويقدم ما لا يستطيع غيره من تقديمه فلن يقف في وجه الزحف الكبير للمطاعم والمطابخ لا سيما الإثنية منها في العاصمة البريطانية التي تحول لقبها من عاصمة الضباب إلى عاصمة الطعام لأنها بالفعل أصبحت من أهم عواصم العالم التي تضم أفضل المطاعم التي تشق طريقها إلى العالمية منها.
وبما أننا نتكلم عن المنافسة والبقاء فقد يكون مطعم «سينيور ساسي Signor Sassi» الإيطالي الواقع في زقاق ضيق في منطقة نايتسبريدج بوسط لندن هو خير دليل على أن المطعم الجيد والمميز يمكن أن يقف بوجه أي منافسة.
فهذا المطعم هو أشبه بمجسم إيطالي صغير في وسط العاصمة البريطانية، تم افتتاحه في عام 1984 وعلى مدى 33 سنة وهو يجذب السياسيين والمشاهير والذواقة على حد سواء على الرغم من بساطة ديكوره فإن خدمته التي تتمثل بطاقم العمل والمنتجات التي تستخدم في الأطباق قد تقف وراء سر نجاح المطعم الذي يتوجب عليك أن تحجز طاولة فيه قبل عدة أيام من الزيارة نسبة للإقبال الشديد عليه.
ليست المرة الأولى التي أقول فيها إن الزوار القادمون من منطقتنا العربية إلى لندن يأتون وفي جعبتهم لائحة بأسماء أفضل أماكن الأكل في العاصمة وبالفعل فهم يتمتعون بذائقة مميزة لأنهم يدركون كيفية الاختيار وتراهم دائما في أفضل المطاعم، وهذا الأمر ينطبق على «سينيور ساسي» الذي يجذب العرب بشكل كبير لما يقدمه من أطباق لذيذة.
المطعم مستطيل الشكل وتم استعمال المرايا فيه ليوهمك بأنه أكبر حجما، تميزه واجهته الزرقاء من الخارج التي تزينها الزهور والمزروعات العشوائية على الطريقة الإيطالية، الطاولات من الخشب تغطيها مفارش بيضاء اللون، والكراسي باللون الأصفر، أما الجدران فمن الصعب التعرف على لونها لأن صور أصحاب المطعم مع المشاهير الذين يقصدون المطعم بشكل مستمر تكسوها، وبعض المشاهير علقت لهم أكثر من صورة نسبة لزياراتهم الكثيرة.
طاقم العمل من الجنسية الإيطالية، أجمل ما في المطعم هو الجو الإيطالي الحقيقي فيه، صيحات النادل تتعالى بين الفينة والأخرى، وسخاء المطبخ الإيطالي واضح من خلال تقديم الخبز المحمص «البروشكيتا» مع الطماطم المقطعة قبل اختيار الأطباق التي تتوزع على لائحة طعام غنية تضم عدة أصناف موزعة ما بين المقبلات والمعكرونة واللحم والدجاج والسمك ولكن يبقى طبق «سباغيتي لوبستر» أي سباغيتي بلحم سرطان البحر، الطبق الأكثر طلبا ومبيعاً في المطعم وهو بالفعل لذيذ ويستحق لقب الطبق الألذ في «سينيور ساسي» ويوصى دائما بتناوله. ولكن إذا كنت تفضل أكل الدجاج فيكن تناول «الإسكالوب» مع الصلصة أو لحم الستيك الطري. أما أصناف التورتيلليني والباستا فهي كثيرة ومتنوعة من بينها: Tagliolini Con Granchio (معكرونة مع لحم سلطعون البحر) وSpaghetti Alle Vongole (معكرونة مع قواقع البحر مع صلصة الطماطم والثوم) وZitoni Toscanini (وهذا الطبق أخذ اسم قائد الأوركسترا الإيطالي توسكانيني لأنه كان طبقه المفضل)، وهو عبارة عن معكرونة أسطوانية الشكل طويلة محشوة بلحم النقانق والفلفل وزيت الزيتون، ولمحبي الأطباق الإيطالية البسيطة والكلاسيكية فأنصحهم بطبق Fettucince Alfredo بوصفته الآتية من روما والذي يعتمد على الكريمة والبارمزان والزبدة.
جميع الأطباق في «سينيور ساسي» هي أشبه بما هو متعارف عليه في إيطاليا «أطباق الماما أو الأم»، لأن المكونات كلها تستورد يوميا من إيطاليا في موسمها، كما أن حجم الأطباق كبير تماما مثلما هي في موطنها الأصلي.
يشار إلى أن «سينيور ساسي» تملكه منذ عام 2007 مجموعة «سان كارلو» وفي عام 2009 وبعد زيارة أحد رجال الأعمال الكويتيين للمطعم طلب هذا الأخير شراء الامتياز التجاري لافتتاح أول فرع للمطعم في منطقة الشرق الأوسط وافتتح الفرع في الكويت.


مقالات ذات صلة

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
مذاقات صندوق من الكعك والكعك المحلى من إنتاج شركة «غريغز سويت تريتس» في نيوكاسل أبون تاين - بريطانيا (رويترز)

حلويات خطيرة لا يطلبها طهاة المعجنات أبداً في المطاعم

في بعض المطاعم والمقاهي، توجد بعض الخيارات الاحتياطية التي تجعل طهاة المعجنات حذرين من إنفاق أموالهم عليها؛ لأنها على الأرجح خيار مخيب للآمال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».