مصدر أمني: منفذ هجوم كنيسة حلوان خضع لجراحة

«داعش» تبنى الهجوم... وترمب دان الاعتداء في اتصال هاتفي بالسيسي

رجال الأمن يفحصون موقع الهجوم على كنيسة مارمينا في حلوان جنوب القاهرة (رويترز)
رجال الأمن يفحصون موقع الهجوم على كنيسة مارمينا في حلوان جنوب القاهرة (رويترز)
TT

مصدر أمني: منفذ هجوم كنيسة حلوان خضع لجراحة

رجال الأمن يفحصون موقع الهجوم على كنيسة مارمينا في حلوان جنوب القاهرة (رويترز)
رجال الأمن يفحصون موقع الهجوم على كنيسة مارمينا في حلوان جنوب القاهرة (رويترز)

قال مصدر أمني مسؤول إن الإرهابي المصاب منفذ الهجوم على كنيسة حلوان جنوب القاهرة أمس (الجمعة)، قد خرج من غرفة العمليات عقب إجرائه عملية جراحية لعلاج الإصابات التي لحقت بجسده.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية اليوم (السبت) عن المصدر الأمني قوله إن «الإرهابي مصاب بطلقات نارية بالقدم وكدمات متفرقة بالجسد».
من جهة أخرى، تبنى تنظيم «داعش» المتطرف مساء الجمعة، الهجوم الذي نفذه مسلح على كنيسة مارمينا في ضاحية حلوان بجنوب القاهرة صباحا وأسفر عن مقتل تسعة أشخاص.
ودان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجوم في اتصال هاتفي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن ترمب عبر عن تعازيه في ضحايا «الحادث الإرهابي»، مشددا على «تضامن الولايات المتحدة الكامل مع مصر ودعمها ووقوفها إلى جانبها في حربها ضد الإرهاب».
وتزامن الاعتداء مع استعدادات الأقباط المصريين للاحتفال بعيد الميلاد بعد تسعة أيام.
ومنذ ديسمبر (كانون الأول) الفائت، قتل أكثر من مائة شخص في اعتداءات استهدفت ثلاث كنائس وحافلة تقل أقباطا في عدد من مدن البلاد، وتبنى تنظيم داعش هذه الاعتداءات متوعدا بالمزيد.
ويشن هذا التنظيم هجمات على الجيش والشرطة خصوصا في شمال سيناء منذ إطاحة الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في العام 2013. إلا أن عملياته امتدت في العام الأخير لتشمل الأقباط.
ويرجح وقوفه وراء اعتداء على مسجد يرتاده صوفيون في شمال سيناء أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أول تعليق على الاعتداء أن «هذه المحاولات الإرهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية».
ومساء الجمعة، أعلنت وزارة الداخلية في بيان أن منفذ الهجوم يدعى إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى (33 سنة) وهو عامل ألوميتال ومتهم بارتكاب عدة اعتداءات سابقة من بينها هجمات ضد الشرطة.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة خالد مجاهد قال بعد الظهر للتلفزيون الرسمي إن الاعتداء على الكنيسة الجمعة أوقع تسعة قتلى، إضافة إلى المهاجم الذي أردته الشرطة.
إلا أن وزارة الداخلية قالت بعد ذلك في بيان أن قوات الأمن «تصدت لمجهول كان يستقل دراجة بخارية حاول اجتياز النطاق الأمني الخارجي لكنيسة مارمينا وتمكنت من القبض عليه بعد إصابته»، من دون أن تؤكد مقتله.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو لشخص يعتقد أنه منفذ الهجوم يظهر فيه رجل ملتح يرتدي سترة ذخائر ملقى على الأرض، بالكاد واعيا، فيما قيد الناس ذراعيه ثم كبلوا يديه.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن قوى الأمن ضبطت مع المهاجم «سلاحا آليا» وخزان رصاص وعبوة متفجرة «قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة».
وأشارت إلى أنه قَتَل مواطنين اثنين بعد إطلاق النار في اتجاه محل تجاري كانا داخله قبل اقترابه من الكنيسة، ثم قتل سبعة أشخاص بينهم شرطي.
وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أن «الإرهابي كان يستهدف اختراق النطاق الأمني من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير عبوة ناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين، إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حالا دون ذلك».
وأغلقت الشرطة محيط منطقة الاعتداء فيما تجمع الناس في المكان. وأمكن مشاهدة بقع دماء في موقع الحراسة أمام الكنيسة.
ومساء الجمعة أقيمت جنازة جماعية للضحايا في كنيسة السيدة العذراء مريم بمطرانية حلوان.
وقدم البابا تواضروس الثاني في بيان تعازيه إلى «أسر الضحايا والشرطة والكنيسة»، مؤكدا أن «مصر ستظل قوية وقادرة على دحر قوى الظلام والعنف التي بلا ضمير وبلا إحساس».
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قدم «تعازيه لأسر شهداء هذا الهجوم الإرهابي» الذي «استهدف أحد الأماكن المقدسة في الأيام التي يحتفل بها أبناء الوطن من المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد»، بحسب بيان أصدرته الرئاسة.
وأكدت رئاسة الجمهورية أن «هذه المحاولات الإرهابية اليائسة لن تنال من عزيمة المصريين ووحدتهم الوطنية الراسخة، بل ستزيدهم إصراراً على مواصلة مسيرة تطهير البلاد من الإرهاب والتطرف».
ودان شيخ الأزهر أحمد الطيب في بيان «بأقسى العبارات، الهجوم الإرهابي الغادر»، مشددا على أن «تكرار تلك الهجمات الإرهابية النكراء التي تستهدف الإخوة الأقباط في أيام الأعياد أصبح مفضوح الأهداف». واعتبر «أنها تستهدف الوطن ووحدته، أكثر مما تستهدف أتباع هذا الدين أو ذلك».
ودعا شيخ الأزهر «أبناء الشعب المصري كافة إلى التصدي لهذا المخطط الخبيث، (....) من خلال مشاركة المسلمين لإخوتهم الأقباط في الاحتفال بذكرى ميلاد المسيح».
ويشكل الأقباط المصريون أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط وواحدة من أقدمها إذ يمثلون نحو 10 في المائة من سكان مصر البالغ عددهم 95 مليون نسمة.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».